تنويه مهم جدًا: الموقع لا يزال في طور الإعداد، ونعتذر عن عدم الترتيب والنقص.

الأحد، سبتمبر 11، 2011

الانسان وقضية الدينية------محمد الحميداوي

عادة مايقال ان الانسان قد مر بنمطين من الحياة شكلت الحالة الفردية النمط الاول بينما كان التواصل الاجتماعي هو الحالة الطاغية على النمط الثاني ,وفي حديثنا عن الدين وعلاقتة بالانسان ووجه الحاجة اليه نحاول ان نثبت بان الانسان لم يخل يوما عن النزوع نحو الدين والتدين بحيث يمكن عد الدين من مقوماته الذاتية او لوازمه غير المفارقة.

الابحاث الكلامية والتفسيرية الحديثة تسلط الضوء على دور الدين في حياة الانسان على المستويين الفردي والاجتماعي وتحاول ان تثبت بما اوتيت من قوة حجاجية حاجة الانسان للدين سواء اتفقوا او لم يتفقوا مع الابحاث الاجتماعية القائلة بان الحالة البدوية كانت المحطة الاولى للانسان على وجه هذه البسيطة وان الوحشية والانانية والفردية كانت من ابرز ملامح هذه الفترة وهكذا فان الانسان كان يعيش الفردية من دون التقيد بالاعراف والتقاليد الاجتماعية وبكلمة اخرى ان الانسان كان يعيش بصورة وحشية وغير متمدنة قبل ان يتجاوز مرحلة البداوة ليعبر الى التمدن والحياة المدنية ليستبدل بالتالي صفاته وحالاته الى اضدادها فينتقل من حالة التوحش الى حالة التمدن ومن الحالة الانفرادية الى حالة قبول النظم والتأدب بالاداب والاعراف الاجتماعية.

وبغض النظر عن تحفظاتهم على التصور الاجتماعي لمسيرة الانسان التكاملية او موافقتهم له فان اهل الكلام والتفسير يرون ان الدين كان موجودا على طول خط الحركة البشرية ولم ينفصل يوما عن الانسان باي حال من الاحوال.

عادة ماتطرح قضية الدين على طاولة البحث في دائرتين اساسيتين:

الدائرة الاولى:المفاهيم والتصورات التي يشكلها الانسان عن عالم الطبيعة الذي يعيش فيه, تلك المفاهيم التي قد تتبلور بصيغة استدلالية قد تقود الى نوع من الاعتقاد مهما كان ساذجا وسطحيا واخرى تأخذ منحى الهاجس والخوف وذلك عندما يصطدم الانسان بظواهر مرعبة مجهولة السبب فيرجعها الى عالم الماورائيات كما تعتقد بعض النظريات.
وبكلمة اخرى:
ان الانسان يأتي الى هذا العالم مزودا بقضايا بديهية يعتقد جملة من الفلاسفة انها ملازمة لذهنه وهو يستعين بها لايجاد رؤية كونية محددة حتى ولو كانت بشكل متواضع وغير معمق وبالتالي تتولد منها مفاهيم تستبع سلوكيات معينة يكون الدين في طليعة قائمة هذه المفاهيم.



والانسان قد يواجه ظواهر كونية تثير فزعه ورعبه لايجد لها تفسيرا مقبولا الا بارجاعها الى عالم الغيب وماوراء الطبيعة وبمجرد ان امن الانسان بماوراء الطبيعة تولدت حينئذ القضية الدينية ولو في بعدها النظري.

الدائرة الثانية: الدين في المرحلة الاجتماعية من حيث سبب الظهور ووظائفه التي يمكن ان يؤديها كما في حزمة الاخلاق التي يقدمها فان الاجتماع الانساني يفرض نوعا جديدا من الاخلاق لم يكن معروفا قبل ذلك و الاهم من هذا كله نوعية الحلول التي يقدمها الدين لحل المشكلة الاجتماعية وستأتي الاشارة الى كل هذا باذن الله تعالى.


الملاحظة التي ينبغي عدم الغفلة عنها ان كلا الدائرتين تتفقان في كون الدين طارئا على الانسان من الخارج وليس هو مقتضى ذاته ومنبعث من صميمه, اي ان الدين وليد ملابسات خارجية بحيث لو انتفت هذه الملابسات لانتفت الحاجة الى الدين والامر ليس هكذا بطبيعة الحال,نعم الشيئ الوحيد الذي يمكن ان نعتبره ذاتيا هو كون الدين نتاج حالة التعقل البشري وغير خفي ان التعقل من ذاتيات الانسان, لكنك ستعرف ان مسألة الدين اعمق بكثير من حالة التعقل.


الدين في مرحلة ماقبل الاجتماع البشري


القران الكريم يلمح الى ان القضايا الدينية من صميم فطرة الانسان (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ).


والثابت في الابحاث الكلامية :ان الامور المرتبطة بالفطرة وبحكم كونها من صميم الانسان وذاتياته ليست بحاجة الى تعليم وتعلم وهكذا غير قابلة للتغيير والتبدل فضلا عن توفرها في كل افراد النوع الانساني بيد انها قابلة للشدة والضعف تبعا للمؤثرات البيئية والثقافية والتربوي هذا كله يكون واضحا اذا علمنا : ان معنى الفطرة هو (نوعية الخلقة) والامور التي تسمّى((فطرية)) هي التي تقتضيها خلقة الموجود بحيث كانت خلقة الموجود وطبيعة خلقه فحسب السبب في وجودها, ومن هنا فان الاحكام الفطرية غير قابلة للانسلاخ من الذات الانسانية لانها من صميم خلق الانسان واذا عرفنا ايضا ان كل المؤثرات التي تؤدي الى ٌٍٍُِِاضعاف هذه الاحكام انما يمكن فرضها في حال تكوين المجتمعات البشرية امكننا ان نجزم بالتالي ان الفطرة داعية الى القضايا الدينية وبدرجة معتد بها من الوضوح والبداهة.

القضايا الدينية تنقسم الى: معرفة وسلوك تبعا لتقسيم الامور الفطرية الى قسمين:

1-المعارف الفطرية التي يمتكلها كل انسان من دون ادنى حاجة للتعلم بحيث لايكون للتعلم اي دور في تحققها.

2- الميول والرغبات التي هي نتاج فطرة الانسان .

والقسم الاول وهو المرتبط بالمعرفة يسميه بعض المفكرين ب(معرفة الله الفطرية) كما يسمي الثاني والمرتبط بالسلوك ب(التدين الفطري).

يدخل علماء النفس على الخط فيرون ان للتدين دافعا فطريا مستقلا يعبرون عن مصدره باسم (الشعور الديني) ويعتبرون بعدا رابعا للروح الانسانية بالاضافة الى حب الاستطلاع, والشعور بالخير, والشعور بالجمال.

ويعتمد المحللون النفسيون على علم الاثار بما تضمن من شواهد تأريخية ومخلفات قديمة للخروج برؤية مفادها: ان التدين ظاهرة ثابتة في كل الاجيال البشرية ويعتبرون امتدادها التأريخية دليل فطريتها.1

توجد في هذا الصدد تصريحات متعددة من متخصصين وباحثين تؤكد هذه الحقيقة:

يقول معجم (لاروس) للقرن العشرين: إن الغريزة الدينية مشتركة بين كل الأجناس البشرية، حتى أشدها همجية، وأقربها إلى الحياة الحيوانية.. وإن الاهتمام بالمعنى الإلهي وبما فوق الطبيعة هو إحدى النزعات العالمية الخالدة للإنسانية.. إن هذه الغريزة الدينية لا تختفي بل لا تضعف ولا تذبل، إلا في فترات الإسراف في الحضارة وعند عدد قليل جداً من الأفراد.



وهكذا يقول هنري برجسون: (لقد وجدت وتوجد جماعات إنسانية من غير علوم وفنون وفلسفات، ولكنه لم توجد قط جماعة من غير ديانة).

ويقول الدكتور (ماكس نوردوه) عن الشعور الديني: هذا الإحساس أصيل يجده الانسان غير المتمدين، كما يجده أعلى الناس تفكيراً، وأعظمهم حدساًن وستبقى الديانات ما بقيت الانسانية، وستتطور بتطورها، وستجاوب دائماً مع درجة الثقافة العقلية التي تبلغها الجماعة.2




من هنا يسهل علينا الاستنتاج ان:
هناك في أعماق الإنسان، وفي قرارة نفسه وطوايا قلبه نزعة متأصلة يشعر بها جيدا ً حين يتجرد لأحكام الغريزة، ويغفل عنها حين يندفع مع الحياة العامة، وحين تستبد به ملابساتها وتتقاذفه تياراتها.
نزعة ذاتية في الإنسان قديمة بقدم وجوده، مكينة بتمكن غرائزه وثبات طباعه، هي نزعة التعلق بغيب مجهول والتوجه إلى حقيقة عليها غير محدودة، تنتهي عندها الأسباب، ويستند إليها التدبير، يرغب في رضاها ويحذر من بطشها.
ومما يدل على هذه النزعة من الإنسان، وعلى مدى أصالتها فيه، وعلى مبلغ استسلامه لها أن فكرة الدين والجانب الإلهي منها على الأخص قد تخللا تأريخ البشرية، وعما أجيالها، وتغلغلا في جميع قبائلها وجميع أقطارها. بحيث لم يخل منها عصر من عصور التأريخ، ولم تنسلخ عن التمسك بهما أمة من الأمم مهما انتبذ بها الزمن ومهما شطت بها الدار، ومهما ذهبت بها ( البداءة) واتضعت بها الهمجية واختلت بينها موازين الأخلاق.
فهي شعور راسخ ثابت في جبلة الإنسان، وفي نزعات أفراده، وإن بدت منحرفة المظاهر لدى كثير من الأمم، فقد اتخذ الإنسان من الحجارة ومن التماثيل ومن الحيوان والنبات آلهة مدبرة يعقد على رضاها الأمل ويتزلف إليها بالعبادة ويطلب معونتها في الحوائج، ويضرع إليها في النوازل، وقد تسعى به الوعي قليلا ً لما ألّه النار والنور ولما عبد الأرواح والكواكب.
وارتقى به الشعور ورام أن يفلسف صنيعه هذا فقال بالتثنية، بإله للخير وإله للشر، بإله للنور وإله للظلمة، وقال بالتثليلث، بأقانيم يلتئم منها واحد، أو بأعضاء تتألف منها شركة واحدة، وقال بإله لكل نوع من الأنواع، وقال بإله بكل ظاهرة من الظواهر، وقال بالتعدد المطلق، فلا حصر للآلهة، ولا ضبط وقال بالاتحاد، وقال بالحلول، وتنقلته أهواء وتقذافته أمواج. وهذا التأرجح الدائب وهذه الذبذبة المستمرة إنما هما وليدا هوى مكين يعصف به أن يتوجه ويعصف به كذلك أن يتعرف.
ويشعر المرء شعورا ً قويا ً بهذه النزعة حين يعلق بحبائل القدر فلا يستطيع الفكاك، وحين يقع في قبضة الظلم فلا يملك الانتصار. هنا وهناك يفزع بفطرته إلى قوة غيبية قادرة قاهرة، لا حدّ لقدرتها ولا منتهى لسلطانها، تملك الفرج وتحكم بالعدل إلى هذه القوة الغالبة العالمة لتنقذه من الشدة، أو يستعيدها لتنصفه من العدوان.
والتطلع إلى الغيب المجهول في صورته المصغرة يوجد لدى الأطفال في أولى درجات التمييز، ولعل من آثار هذا النزوع المبهم أننا نرى الأذكياء منهم يلحفون في السؤال عن مصدر الشيء ثم يرتفعون بسؤالهم وإلحافهم مع سلسلة أسبابه، ولا يقنعهم أن نقف بهم على سببه الأدنى، ويمنعون كذلك في الاستفهام عن غاية الشيء، ويتدرجون في الاستفهام والاستقصاء مع سلسلة غاياته، ولا يروي ظمأهم أن نذكر لهم غايته القريبة.
أقول: لعل اسقصاء الطفل هذا من أصداء تلك النزعة التي تحدث عنها العلماء النفسيون، فكأن الفطرة توحي إليه أن للأشياء علة أولى يجب أن تستند إليها العلل، وأن لها غاية كبرى يجب أن تنتهي بها الغايات. لعل استقصاءه هذا من آثار نزعته تلك، ولعله من آثار شعوره( بقانون السببية) فهو الآخر فطري من فطريات الإنسان، وهو كذلك ركيزة من ركائز الإيمان. ولعله رجع لكلتا الفطرتين، فولوعه بالمسألة عن العلة استجابة لهذا الشعور، وارتقاؤه إلى سلسلة أسبابه تلبية لتلك النزعة.3

من جميع ذلك يظهر ان الدين في بعده المعرفي والسلوكي منبعث من ذات الانسان وليس هو وليد املاءات خارجة عن كيان الانسان سواء كانت هذه الاملاءات فكرية ام نفسية بعد كون الدين متجذرا في طبيعة خلقة الانسان ونابعا من صميمه.





الدين في مرحلة الاجتماع البشري
------------------
تتحدجميع النظريات التي حاولت البحث في اسباب ظهور المجتمع البشري على نقطة محوريةواحدة وهي ان الانسان لايمكن ان يعيش حالة الانفراد والعزلة بل هو مضطر للتخلي عنانعزاليته وفرديته والاتجاه صوب بناء المجتمعات البشرية رغم ان هذه النظريات تختلففيما بينها في الدافع الذي يمكن اين يكون سببا اساسيا في تعليل اقدام الانسان علىالعيش مع ابناء جنسه على اكثر من تفسير:

الاول:ان الانسان يقبل الاجتماع مع الاخرين وبالتالي تكوين المجتمعات نتيجة عوامل وظروف اضطرارية تأتي الاشارة اليها, وترى هذه النظرية ان الانسان انما يكون اجتماعيا بحسب طبعه الثانوي المفروض عليه والا فهو من حيث الاصل يميل الى الانفراد والعزلة لكنه وجد ان احتياجاته لاتلبى الا ضمن المجموع البشري فانقاد الى هذه المؤسسة تلبية لاشباع لتلك الاحتياجات ومن هنا فهو يسعى فطريا الى استخدام الاخرين في طريق هذا الاشباع فهو:(مستخدم بالطبع), وتسوق هذا النظرية مثالا حيّا على كون الاجتماع مفروضا على الانسان وخلاف طبعه الاولي :كلما قوي انسان على اخر رجع الى طبعه الاولي القائم على اساس الاستئثار بكل شي بحيث تضعف الحالة التعاونية البشرية حتى تتبدل الى ظاهرة ظلم الاخرين وغصب حقوقهم4.
يشير العلامة الطباطبائي الى هذا الحقيقة قائلا:

جريه على استخدام غيره انتفاعا 
....و من جملة هذه الأفكار و التصديقات تصديق الإنسان بأنه يجب أن يستخدم كل ما يمكنه استخدامه في طريق كماله، و بعبارة أخرى إذعانه بأنه ينبغي أن ينتفع لنفسه، و يستبقي حياته بأي سبب أمكن و بذلك يأخذ في التصرف في المادة، و يعمل آلات من المادة، يتصرف بها في المادة كاستخدام السكين للقطع، و استخدام الإبرة للخياطة، و استخدام الإناء لحبس المائعات، و استخدام السلم للصعود، إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة، و لا يحد من حيث التركيب و التفصيل، و أنواع الصناعات و الفنون المتخذة لبلوغ المقاصد و الأغراض المنظور فيها. 
و بذلك يأخذ الإنسان أيضا في التصرف في النبات بأنواع التصرف، فيستخدم أنواع النبات بالتصرف فيها في طريق الغذاء و اللباس و السكنى و غير ذلك، و بذلك يستخدم أيضا أنواع الحيوان في سبيل منافع حياته، فينتفع من لحمها و دمها و جلدها و شعرها و وبرها و قرنها و روثها و لبنها و نتاجها و جميع أفعالها، و لا يقتصر على سائر الحيوان دون أن يستخدم سائر أفراد نوعه من الآدميين، فيستخدمها كل استخدام ممكن، و يتصرف في وجودها و أفعالها بما يتيسر له من التصرف، كل ذلك مما لا ريب فيه. 
......
غير أن الإنسان لما وجد سائر الأفراد من نوعه، و هم أمثاله، يريدون منه ما يريده منهم، صالحهم و رضي منهم أن ينتفعوا منه وزان ما ينتفع منهم، و هذا حكمه بوجوب اتخاذ المدنية، و الاجتماع التعاوني، و يلزمه الحكم بلزوم استقرار الاجتماع بنحو ينال كل ذي حق حقه، و يتعادل النسب و الروابط، و هو العدل الاجتماعي.
فهذا الحكم أعني حكمه بالاجتماع المدني، و العدل الاجتماعي إنما هو حكم دعا إليه الاضطرار، و لو لا الاضطرار المذكور لم يقض به الإنسان أبدا، و هذا معنى ما يقال: إن الإنسان مدني بالطبع، و إنه يحكم بالعدل الاجتماعي، فإن ذلك أمر ولده حكم الاستخدام المذكور اضطرارا على ما مر بيانه، و لذلك كلما قوي إنسان على آخر ضعف حكم الاجتماع التعاوني و حكم العدل الاجتماعي أثرا فلا يراعيه القوي في حق الضعيف و نحن نشاهد ما يقاسيه ضعفاء الملل من الأمم القوية، و على ذلك جرى التاريخ أيضا إلى هذا اليوم الذي يدعى أنه عصر الحضارة و الحرية. 
و هو الذي يستفاد من كلامه تعالى كقوله تعالى: «إنه كان ظلوما جهولا:» الأحزاب - 72، و قوله تعالى: «إن الإنسان خلق هلوعا:» المعارج - 19، و قوله تعالى: «إن الإنسان لظلوم كفار:» إبراهيم - 34، و قوله تعالى: «إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى:» العلق - 7. 
و لو كان العدل الاجتماعي مما يقتضيه طباع الإنسان اقتضاء أوليا لكان الغالب على الاجتماعات في شئونها هو العدل، و حسن تشريك المساعي، و مراعاة التساوي، مع أن المشهود دائما خلاف ذلك، و إعمال القدرة و الغلبة و تحميل القوي العزيز مطالبه الضعيف، و استدلال الغالب للمغلوب و استعباده في طريق مقاصده و مطامعه.5

الثاني:كون الانسان مدنيا بطبعه
(...و يعبر الحكماء عن هذا بقولهم الإنسان مدني بالطبع أي لا بد له من الاجتماع الذي هو المدينة في اصطلاحهم و هو معنى العمران...)6.
ويرى ان خلدون: ان لابد للانسان من الاستعانة بابناء جنسه على تحصيل غذائه,والدفاع عن نفسه. وقد قال (اسبيناس) في كتابة المجتمعات الحيوانية(:(societes aninamalesان للاجتماع عدة اغراض وهي الحصول على الغذاء,وانسال الاطفال وتربيتهم والدفاع عن النفس,والانس بالعشير.....الخ.7


يذهب توماس هابز(1588-1679م) الى ان الانسان البدائي كان شريرا وكانت القوة هي السائدة في العلاقات بين الافراد الا ان الانسان ادرك مع التطور فائدة الانتقال من حالة الفوضى وسيادة القوى الى حالة الاجتماع المدني.
جان لاك(1632-1704م) يؤكد على ان المجتمع لم يقم على اساس القوة والاكراه بل قام على اساس الاختيار والرضا المتبادل بين الافراد وان الغاية من ذلك الاجتماع المدني هي المحافظة على الملكية التي تعني حق الحياة والحرية والتملك.
وهكذا فان جل نظريات(العقد الاجتماعي) تسلم بلزوم تقييد الحقوق الطبيبعة بالاحكام العقلية والعقلائية التي تعني برعاية مصلحة الاجتماع فضلا عن ان اصل الاجتماع ماكان الا وفقا لاملاءات تلك الحسابات العقلية.8

نخلص من كل ماتقدم الى نقطة محورية هي: 
ان الانسان موجود ساع وبقوةنحو التكامل سواء كان في بعده المادي ام المعنوي وان لديه ميزة اساسية عن بقيةالموجودات تكمن في سعة حاجاته وتشعبها ويكفينا نظرة واحدة مقارنة بين حاجاتناوحاجات غيرنا من الموجودات الاخرى للوصول الى هذه النتيجة الواضحة والنقطة الجديرةبالاشارة هي ان معظم مايحتاجه الانسان غير متوفر في الطبيعة بصورة جاهزة وانمايحتاج الى ان يجري تغيرات اساسية للاستفادة من المادة الموجودة في الطبيعة بصورةخام ومادة اولية في الاعم الاغلب .
لقد وجد الانسان سواء بحسابات عقلية مبسطة اوبالتجربة انه لايتكمن من توفير جميع احتياجاته بصورة فردية وانه لابد له منالالتئام مع غيره من افراد البشر كي يستطيع ان يلبي متطلباته ومن هنا لابد من توزيعالاختصاصات فلابد ان يكون احد الافراد نجارا والاخر خبازا والثالث بناء والرابعطبيبا والخامس معلما والسادس خياطا وهكذا وهذه ضرورة املتها عدم قدرة الانسان وحدهعلى ممارسة هذه الامور والقيام بهذه الافعال بصورة منفرده لذلك اضطر ان يترك حالتهالفردية وينظم الى الاخرين لاشباع مايحتاجه وتلبية متطلباته لذا ورد عن ارسطو قولهفي هذا الصدد: ((وأي شخص لا يحتاج إلى غيره من الناس فهو إما إله وأما وحش)).
ان ابرز ملامح الحالةالاجتماعية هو ظهور التناقضات والصدامات الحتمية في المجتمع البشري بعد ان نعرف انحاجات الانسان واسعة جدا وهو تبعا لذلك يمتلك طموحا قويا ورغبة جامحة في تسخيرالاخرين والاستفاده منهم من اجل تلبية تلك الاحتياجات وان مايريده الانسان من الاخر منابناء جنسه موجود عند الجميع بنفس القوة والكيفية فاذا التفتنا الى محدودية المواردالطبيعية التي يمكن ان ترفع احتياج الكل سهل علينا ان نفهم العامل الاساسي وراءظهور الاختلاف والتناقض حد ظهور الحروب والقتتال لذا احتاج الانسان الى رفع هذاالاختلاف والى تحديد الطموح البشري في الاستغلال .

وبكلمة اخرى:
ان الانسان يرغب في توظيف الاشياء لخدمته ولمنفعته ويرغب في بسط سيطرتهعلى الاخرين وتحكيم قدرته لتسخيرهم بدرجة انه لايعرف حدا معينا لهذه الرغبة الجامحة , واللافت ان جميع افراد البشر يحملون هذه الرغبة ومن هنا صارت هذه الرغبة دافعااساسيا لافراد الانسان للاجتماع في مجتمع واحد كي يضمنوا تلبية احتياجاتهم عن طريقاستخدام بعضهم البعض الاخر غاية الامر انهم احتاجوا الى مقيدات ومحددات تلعب دورااساسيا في كبح جماح رغبة استخدام الاخرين وتسخيرهم فما هو هذا المحدد والمقيدد وماهي طبيعته؟؟؟
وبكلمة ثالثة:
ان ظهور المجتمع يؤدي الى حالة من الاختلاف والصدام بين افراده بسبب تناقض الدوافع وتعارض المصالح ومن هنا فلابد من دفع الانسان للتنازل عن بعض حقوقه للاخرين من اجلان يضمن تلبية حقوقه الاخرى ولنا ان نتسائل الان عن الدافع الذي يمكن ان يكون محورااساسيا في دفع الانسان نحو التنازل عن جملة من حقوقه للاخرين؟؟ لقد قلنا ان الانسانيسعى نحو التكامل المادي والمعنوي بقوة وهو بالتالي يريد استغلال كل شي موجود فيالطبيعة من انسان وحيوان وجماد في سبيل هذه الغاية ويرى ان هذا حق طبيعي له ولامبررللتنازل عنه باي حال من الاحوال وعلى هذا فلماذا يتنازل اذن؟؟؟
لامناص في مقام الجواب من اللجوء الى القانون فهو وحدة الذي يوجد التوليفة الصالحة بين مقتضيات الدوافع الذاتي للفرد والجماعة بيد ان السؤال المطروح حول ماهيّة هذا القانون ومصدر تشريعه؟
وفي صدد الاجابة عن ذلك وجد عندنا اتجاهان:
الاتجاه البشري: هذا الاتجاه يرى ان الانسان ومن خلال مقوماته الذاتية وتجاربة الحياتية وخبراتة المكتسبة قادر على انتاج قانون موصل الى تحقيق العدالة الاجتماعية بنحو يقضي تماما على اصل مشكلة التدافع بين المصالح من غير حاجة الى وحي سماوي, بغض النظر عن موقف هذا الاتجاه من حيث المبدأ من القضية الدينية نفيا او اثباتا .
الاتجاه الالهي: يؤمن هذا الاتجاه بان الانسان بتجاربه وخبراتة قاصر عن ابداع نظام يتكفل تحقيق العدل الاجتماعي ولابد له والحال هذه من الاستعانة بعطاء السماء.
اما لماذا لايستطيع الانسان الاعتماد على قدراته ويتكل على خبراته وهكذا الاستعانة بتجاربه في ايجاد النظام المنشود والذي يكفل الخروج بصيغة تضمن مصالح الفرد في طول مصالح الجماعة؟؟؟
فلان: 
الانسان غير مؤهل لذلك بعد القصور الذاتي والموضوعي لديه فهو على مستوى ذاتياته وقدراته وهكذا تجاربه وخبراته غير قادر على ايجاد القانون المناسب لحل المشكلة المتكرر ذكرها.
يمكن اجمال القصور الانساني عن مهمة الترشيع والتقنيين في بعض وجوهه بالقول:
ان الانسان ليس معلقا في الهواء بل هو كائن متأثر بظروفه البيئية والتربوية والثقافية وهذه الظروف وسواها تشكل مجموعة محددات تعوق الانسان عن رؤية الاشياء على ماهي عليه في واقعها ومن هنا فقد يرى القبح حسنا والحسن قبحا و الاخطر انه قد يسير وفق ايحاء هذه المحددات لاشعوريا باعتبارها جزء لايتجزء عن تكوين عقله الباطن كما اثبتت الدراسات النفسية. .
واذا اضفنا الى ذلك: 
إن الانسان يعيش في عالم يحكمه التطور والتكامل بحيث ان معلوماته وخبراته تأخذ بالتزايد والنمو، فضلا عنإن حوادث الحياة المختلفة تؤدي الى ظهور حالات نفسية ومشاعر وأحاسيس مختلفة وهذا كله يلقي لامحالة بظلاله على تشريعاته وتقنيناته مما يجعلها بالتالي قاصرة عن الحق وعرضة للتغير والتبدل وباستمرار,ومن هنا قيل:( : أن الإنسان لا يستطيع
أن يدرك التنظيم الاجتماعي الذي يكفل له كل مصالحه الاجتماعية، وينسجم
مع طبيعته وتركيبه العام، لأنه أعجز ما يكون عن استيعاب الموقف
الاجتماعي بكل خصائصه، والطبيعة الإنسانية بكل محتواها ويخلص
أصحاب هذا القول إلى نتيجة هي: أن النظام الاجتماعي يجب أن يوضع
للإنسانية، ولا يمكن أن تترك الإنسانية لتضع بنفسها النظام، ما دامت
معرفتها محدودة، وشروطها الفكرية عاجزة عن استكناه أسرار المسألة
الاجتماعية كلها.....)9
المسألة تصبح اكثر وضوحا عند الالتفات الى نقطة غائبة في التشريع البشري وهي:
اننا حتى لو تجاوزنا مسألة قدرة الانسان على الاضطلاع بمهمة انتاج القانون وافترضنا جدلا واقعية قدرته فان غياب الدافع الذاتي لتطبيق التشريعات يبقى العقبة الاصعب في وجهها.



هذا كله يعبد الطريق للقول بضرورة الدين في حياة الإنسان،
وحاجة الإنسانية إلى الرسل والأنبياء، بوصفهم قادرين عن طريق الوحي
على تحديد المصالح الحقيقية للإنسان في حياته الاجتماعية وكشفها للناس فضلا عن دور الدين العظيم في ايجاد الدافع الذاتي عند الفرد للتنازل عن جزء من حقوقه ومكتسباته في سبيل المجموع ومن يقرا تأريخ الاديان يجد ان الدين قدم شكل فريدا من التربية الروحية لاتباعه الى الحد الذي يجعلهم يضحون بارواحهم واموالهم في سبيل المجتمع من دون انتظار لاي تعويض او عطاء عاجل.

هذا هو اجمال الحل اما تفصيله فيذكره السيد الشهيد محمد باقر الصدر قد في اكثر من كتاب فهو يقول:

ويقوم الدين هنا برسالته الكبرى التي لا يمكن أن يضطلع بأعبائها غيره ، ولا ان تحقق أهدافها البناءة واغراضها الرشيدة إلا على اسسه وقواعده ، فيربط بين المقياس الخلقي الذي يضعه للإنسان ، وحب الذات المرتكزة في فطرته
وفي تعبير آخر : ان الدين يوحد بين المقياس الفطري للعمل والحياة ، وهو حب الذات ، والمقياس الذي ينبغي أن يقام للعمل والحياة ، ليضمن السعادة والرفاه والعدالة.

إن المقياس الفطري يتطلب من الإنسان : أن يقدم مصالحه الذاتية على مصالح المجتمع ومقومات التماسك فيه ، والمقياس الذي ينبغي أن يحكم ويسود هو المقياس الذي تتعادل في حسابه المصالح كلها ، وتتوازن في مفاهيمه القيم الفردية والاجتماعية
فكيف يتم التوفيق بين المقياسين وتوحيد الميزانين ، لتعود الطبيعة الإنسانية في الفرد عاملاً من عوامل الخير والسعادة للمجموع بعد أن كانت مثار المأساة والنزعة التي تتفنن في الأنانية وأشكالها ؟
إن التوفيق والتوحيد يحصل بعملية يضمنها الدين للبشرية التائهة ، وتتخذ العملية اسلوبين : 
الاسلوب الاول : هو تركيز التفسير الواقعي للحياة وإشاعة فهمها في لونها الصحيح ، كمقدمة تمهيدية إلى حياة اخروية يكسب الإنسان فيها من السعادة على مقدار ما يسعى في حياته المحدودة هذه ، في سبيل تحصيل رضا الله. فالمقياس الخلقي ـ أو رضا الله تعالى ـ : يضمن المصلحة الشخصية ، في نفس الوقت الذي يحقق فيه أهدافه الاجتماعية الكبرى. فالدين يأخذ بيد الإنسان الى المشاركة في إقامة المجتمع السعيد والمحافظة على قضايا العدالة فيه ، التي تحقق رضا الله تعالى ، لأن ذلك يدخل في حساب ربحه الشخصي ، ما دام كل عمل ونشاط في هذا الميدان يعوض عنه باعظم العوض واجله.

فمسألة المجتمع هي مسألة الفرد أيضاً ، في مفاهيم الدين عن الحياة وتفسيرها. ولا يمكن أن يحصل هذا الأسلوب من التوفيق في ظل فهم مادي للحياة ، فإن الفهم المادي للحياة يجعل الإنسان بطبيعته لا ينظر إلا إلى ميدانه الحاضر وحياته المحدودة ، على عكس التفسير الواقعي للحياة الذي يقدمه الإسلام ، فانه يوسع من ميدان الإنسان ، ويفرض عليه نظرة أعمق الى مصالحه ومنافعه ويجعل من الخسارة العاجلة ربحاً حقيقياً في هذه النظرة العميقة ، ومن الارباح العاجلة خسارة حقيقية في نهاية المطاف : 
« من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها ». « ومن عمل صالحاً من ذكر أو انثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب ». « يومئذ يصدر الناسأشتاتاً ليروا أعمالهم ، فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ». « ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ، ولا نصب ، ولا مخصمة في سبيل الله ولا يطؤنموطناً يغيظ الكفار ، ولا ينالون من عدو نيلا .. إلا كتب لهم به عمل صالح ، إن الله لا يضيع أجر المحسنين. ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ، ولا يقطعون وادياً .. إلا كتب لهم ليجزيهم أحسن ما كانوا يعملون ». 
هذه بعض الصور الرائعة التي يقدمها الدين مثالاً على الأسلوب

الأول ، الذي يتبعه للتوفيق بين المقياسين وتوحيد الميزانين فيربط بين الدوافع الذاتية وسبل الخير في الحياة ، ويطور من مصلحة الفرد تطويراً يجعله يؤمن : بأن مصالحه الخاصة والمصالح الحقيقية العامة للإنسانية ـ التي يحددها الإسلام ـ مترابطتان
وأما الاسلوب الثاني : الذي يتخذه الدين ، للتوفيق بين الدافع الذاتي والقيم أو المصالح الإجتماعية : فهو التعهد بتربية أخلاقية خاصة ، تعني بتغذية الإنسان روحياً ، وتنمية العواطف الإنسانية والمشاعر الخلقية فيه. فان في طبيعة الإنسان ـ كما ألمعنا سابقاً ـ طاقات واستعدادات لميول متنوعة ، بعضها ميول مادية تتفتح شهواتها بصورة طبيعية كشهوات الطعام والشراب والجنس ، وبعضها ميول معنوية تتفتح وتنمو بالتربية والتعاهد ولأجل ذلك كان من الطبيعي للإنسان ـ إذا ترك لنفسه ـ أن تسيطر عليه الميول المادية لأنها تتفتح بصورة طبيعية ، وتظل الميول المعنوية واستعداداتها الكامنة في النفس مستترة. والدين باعتباره يؤمن بقيادة معصومة مسددة من الله. فهو يوكل أمر تربية الإنسانية وتنمية الميول المعنوية فيها إلى هذه القيادة وفروعها فتنشأ بسبب ذلك مجموعة من العواطف والمشاعر النبيلة ويصبح الإنسان يحب القيم الخلقية والمثل التي يربيه الدين على احترامها ويستبسل في سبيلها ويزيح عن طريقها ما يقف امامها من مصالحه ومنافعه وليس معنى ذلك أن حب الذات يمحى من الطبيعة الإنسانية بل أن العمل في سبيل تلك القيم والمثل تنفيذ كامل لإرادة حب الذات فان القيم بسبب التربية الدينية تصبح محبوبة للإنسان ويكون تحقيق المحبوب بنفسه معبراً عن لذة شخصية خاصة فتفرض طبيعة حب الذات بذاتها السعي لأجل القيم الخلقية المحبوبة تحقيقاً للذة الخاصة بذلك
فهذان هما الطريقان اللذان ينتج عنهما ربط المسألة الخلقية بالمسألة الفردية ، ويتلخص أحدهما في : اعطاء التفسير الواقعي لحياة أبدية لا لأجل أن يزهد الإنسان في هذه الحياة ، ولا لأجل أن يخنع للظلم ويقر على غير العدل .. بل لاجل ضبط الإنسان بالمقياس الخلقي الصحيح ، الذي يمده ذلك التفسير بالضمان الكافي
ويتلخص الآخر في : التربية الخلقية التي ينشأ عنها في نفس الإنسان مختلف المشاعر والعواطف ، التي تضمن إجراء المقياس الخلقي بوحي من الذات
فالفهم المعنوي للحياة والتربية الخلقية للنفس في رسالة الإسلام .. هما السببان المجتمعان على معالجة السبب الأعمق للمأساة الإنسانية.10


في الخاتمة يمكن ان نسجل اكثر من ملاحظة مستلخصة من هذا السرد المتسلسل لحاجة الانسان للدين:

الاولى:ان الدين حاجة ملحة للانسان سواء في طوره الفرد ام في طوره الاجتماعي بعد ان كان هو مقتضى الفطرة والحل الوحيد للمشكلة الاجتماعية.
الثانية: على عكس الشائع على شفاه الكثير من ان الانسان وكلما ازداد علما وتقدما على جميع المستويات كلما انتفت الحاجة للدين بل الامر على خلاف هذا تماما لان الانسان كلما ازداد تطورا كلما تعقدت حياته وازدادت مشاكله وتناقضت مصالحه مع الاخرين فتكون الحاجة الى حل التناقض المذكور ملحة وقد عرفنا ان حلها الوحيد يكمن في الدين فقط وفقط.
الثالثة:ان الطريق الوحيد لحل المشكلة الاجتماعية هو القانون الالهي وكسائر القوانيين والتشريعات يحتاج هذا القانون الى اداة تطبيقة فكانت الدولة ,ومن هنا نفهم ان الدولة ضرورة ملحة في الفكر الديني لتحقيق العدالة الاجتماعية لذا يقول القران الكريم:
(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَّاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَمُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِيَحْكُمَبَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَأُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَىاللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذْنِهِوَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَّشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)
الرابعة: الدراسة المقدمة هي دراسة افتراضية نظرية فهي تناقش في بعض تفاصيلها دور الدين من حيث المبدأ والوظيفة التي يجب القيام بها في مرحلة الاجتماع البشري من دون ان تزعم ان الموجود من قراءات عن الدين قادرة وبالضرورة على القيام باعباء هذه المسؤولية رغم ايماننا بان الدين وعلى مستوى الواقع والثبوت مهيئ لهذا الدور العظيم الا انه لايلزم من ذلك ان يكون المطروح عن الدين اثباتا قادرا على ذلك.

محمد الحميداوي


--------------------------------------------------



1-دروس في العقيدة الاسلامية-محمد تقي مصباح
2-عمق التدين في نفس الانسان-محمد مهدي الاصفي
3-الاسلام ينابيعه,مناهجه,غاياته-محمد امين زين الدين
4-اصول الفلسفة والمنهج الواقعي ج1ص578
5-تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي ج2تحت213
6-مقدمة ابن خلدون, الباب الاول في العمران البشري
7-المعجم الفلسفي ج2-الدكتور جميل صليبا
8-اسس النظام السياسي عند الامامية,محمد السند
9-اقتصادنا,محمد باقر الصدر 319
10-المدرسة القرانية,محمد باقر الصدر161

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق