تنويه مهم جدًا: الموقع لا يزال في طور الإعداد، ونعتذر عن عدم الترتيب والنقص.

السبت، سبتمبر 03، 2011

الرد على القبانجي في موضوع العصمة


الكاتب : بهجت الأباصيري
الرد على العصمة

يقول القابنجي : وضعها الغلاة – أي العصمة – فانتقلت للعقيدة وزاد الشرخ بين السنة و الشيعة . و لا كلمة في القرآن ولا في سنة النبي ولا في نهج البلاغة عن العصمة . فقط يستدلون بحديث الثقلين على العصمة

الجواب : يقول القابنجي في محاضرة الاسلام الحقيقي مقطع الثالث شوفو اليابان تلقون واحد يجذب ؟ .. متواتر الي راحو هناك واجو الى جذب والسرقة فقط عندد المهاجرين .. من هنا يتضح بأن القابنجي يسلم بالتواتر كمصدر للمعرفة . وهذه أحاديث متواترة عن العصمة :


الاول : الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 269 – 270
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن أبي طالب ، عن سدير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن قوما يزعمون أنكم آلهة ، يتلون بذلك علينا قرآنا : " وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله " فقال : يا سدير سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء وبرئ الله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي والله لا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة إلا وهو ساخط عليهم ، قال : قلت : وعندنا قوم يزعمون أنكم رسل يقرؤون علينا بذلك قرآنا " يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم " فقال : يا سدير سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء وبرئ الله منهم ورسوله ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي والله لا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة الا وهو ساخط عليهم ، قال : قلت : فما أنتم ؟ قال نحن خزان علم الله ، نحن تراجمة أمر الله ، نحن قوم معصومون ، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجة البالغة على من دون السماء و فوق الأرض .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الثاني : الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 450
عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه ، جميعا عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته ( عليهم السلام ) من بعده هو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون ؟ فقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب ، إن الله يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الثالث : الخصال - الشيخ الصدوق - ص 139
حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن - محمد بن عيسى ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن عمر بن أذينة . عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت أمير المؤمنين عليا عليه السلام يقول : احذروا على دينكم ثلاثة : رجلا قرأ القرآن حتى إذا رأيت عليه بهجته اخترط سيفه على جاره ورماه بالشرك ، فقلت : يا أمير المؤمنين أيهما أولى بالشرك ؟ قال : الرامي ، ورجلا استخفته الأحاديث كلما أحدثت أحدوثة كذب مدها بأطول منها ، ورجلا آتاه الله عز وجل سلطانا فزعم أن طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله وكذب لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، لا ينبغي للمخلوق أن يكون حبه لمعصية الله فلا طاعة في معصيته ولا طاعة لمن عصى الله ، إنما الطاعة لله ولرسوله ولولاة الامر ، وإنما أمر الله عز وجل بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر ، لا يأمر بمعصيته وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصيته .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الرابع : الخصال - الشيخ الصدوق - ص 603 - 608
حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي ، وأحمد بن الحسن القطان ، ومحمد ابن أحمد السناني ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ، وعبد الله بن محمد الصائغ ، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا : حدثنا أبو العباس أحمد بن - يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدثنا تميم ابن بهلول قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : هذه شرائع الدين لمن أراد أن يتمسك بها وأراد الله هداه: إسباغ الوضوء كما أمر الله عز وجل في كتابه الناطق غسل الوجه واليدين إلى المرفقين ، ومسح الرأس والقدمين إلى الكعبين مرة مرة ومرتان جائز ، ولا ينقض الوضوء إلا البول والريح والنوم ، والغائط والجنابة ، ومن مسح على الخفين فقد خالف الله ورسوله وكتابه ، ووضوؤه لم يتم وصلاته غير مجزية ، والاغسال منها غسل الجنابة ، والحيض ، وغسل الميت وغسل من مس الميت بعد ما يبرد ، وغسل من غسل الميت ، وغسل يوم الجمعة ، و غسل العيدين ، وغسل دخول مكة ، وغسل دخول المدينة ، وغسل الزيارة ، وغسل الاحرام ، وغسل يوم عرفة ، وغسل ليلة سبع عشرة من شهر رمضان ، وغسل ليلة تسع عشرة من شهر رمضان ، وغسل ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين منه . اما الفرض فغسل الجنابة ، وغسل الجنابة والحيض واحد ، وصلاة الفريضة الظهر أربع ركعات والعصر أربع ركعات ، والمغرب ثلاث ركعات ، والعشاء الآخرة أربع ركعات ، والفجر ركعتان ، فجملة الصلاة المفروضة سبع عشرة ركعة والسنة أربع وثلاثون ركعة ، منها أربع ركعات بعد المغرب لا تقصير فيها في السفر والحضر وركعتان من جلوس بعد العشاء الآخرة تعدان بركعة ، وثمان ركعات في السحر وهي صلاة الليل والشفع ركعتان ، والوتر ركعة ، وركعتا الفجر بعد الوتر ، وثمان ركعات قبل الظهر وثمان ركعات قبل العصر ، والصلاة يستحب في أول الأوقات ، وفضل الجماعة على الفرد بأربعة وعشرين ، ولا صلاة خلف الفاجر ، ولا يقتدى إلا بأهل الولاية ، ولا يصلى في جلود الميتة وإن دبغت سبعين مرة ، ولا في جلود السباع ، ولا يسجد إلا على الأرض أو ما أنبتت الأرض إلا المأكول والقطن والكتان ، ويقال في افتتاح الصلاة : " تعالى عرشك " ، ولا يقال : " تعالى جدك ، ولا يقال في التشهد الأول : " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين " لان تحليل الصلاة هو التسليم ، وإذا قلت هذا فقد سلمت . والتقصير في ثمانية فراسخ ، وهو بريدان ، وإذا قصرت أفطرت ، ومن لم يقصر في السفر لم تجزء صلاته لأنه قد زاد في فرض الله عز وجل ، والقنوت في جميع الصلوات سنة واجبة في الركعة الثانية قبل الركوع وبعد القراءة . والصلاة على الميت خمس تكبيرات فمن نقص منها فقد خالف السنة ، والميت يسل من قبل رجليه سلا ، والمرأة تؤخذ بالعرض من قبل اللحد ، والقبور تربع ولا تسنم . والاجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة واجب ، وفرائض الصلاة سبع : الوقت ، والطهور والتوجه ، والقبلة ، والركوع ، والسجود ، والدعاء . والزكاة فريضة واجبة على كل مائتي درهم خمسة دراهم ، ولا تجب فيما دون ذلك من الفضة ، ولا تجب على مال زكاة حتى يحول عليه الحول من يوم ملكه صاحبه ولا يحل أن تدفع الزكاة إلا إلى أهل الولاية والمعرفة . ويجب على الذهب الزكاة إذا بلغ عشرين مثقالا ، فيكون فيه نصف دينار ، وتجب على الحنطة والشعير والتمر والزبيب - إذا بلغ خمسة أوساق - العشر إن كان سقي سيحا ، وإن سقي بالدوالي فعليه نصف العشر ، والوسق ستون صاعا ، والصاع أربعة أمداد . وتجب على الغنم الزكاة إذا بلغت أربعين شاة وتزيد واحدة فتكون فيها شاة إلى عشرين ومائة ، فان زادت واحدة ففيها شاتان إلى مائتين ، فإن زادت واحدة ففيها ثلاث شياه إلى ثلاثمائة ، وبعد ذلك يكون في كل مائة شاة شاة . وتجب على البقر الزكاة إذا بلغت ثلاثين بقرة تبيعة حولية فيكون فيها تبيع حولي إلى أن تبلغ أربعين بقرة ، ثم يكون فيها مسنة إلى ستين [ فإذا بلغت ستين ففيها تبيعتان إلى سبعين ، ثم فيها تبيعة ومسنة إلى ثمانين وإذا بلغت ثمانين ] فتكون فيها مسنتان إلى تسعين ثم يكون فيها ثلاث تبايع ، ثم بعد ذلك يكون في كل ثلاثين بقرة تبيع ، وفي كل أربعين مسنة . وتجب على الإبل الزكاة إذا بلغت خمسا فيكون فيها شاة ، فإذا بلغت عشرة فشاتان ، فإذا بلغت خمس عشرة فثلاث شياه ، فإذا بلغت عشرين فأربع شياه ، فإذا بلغت خمسا وعشرين فخمس شياه ، فإذا زادت واحدة ففيها بنت مخاض ، فإذا بلغت خمسا وثلاثين وزادت واحدة ففيها ابنة لبون ، فإذا بلغت خمسا وأربعين وزادت واحدة ففيها حقة ، فإذا بلغت ستين وزادت واحدة ففيها جذعة إلى ثمانين ، فان زادت واحدة ففيها ثني إلى تسعين ، فإذا بلغت تسعين ففيها ابنتالبون ، فان زادت واحدة إلى عشرين ومائة ففيها حقتان طروقتا الفحل فإذا كثرت الإبل ففي كل أربعين بنت لبون ، وفي كل خمسين حقة ، ويسقط الغنم بعد ذلك ويرجع إلى أسنان الإبل . وزكاة الفطرة واجبة علي كل رأس صغير أو كبير ، حر أو عبد ، ذكر أو أنثى أربعة أمداد من الحنطة ، والشعير والتمر والزبيب وهو صاع تام ، ولا يجوز دفع ذلك أجمع إلا إلى أهل الولاية والمعرفة . وأكثر أيام الحيض عشرة أيام وأقلها ثلاثة أيام ، والمستحاضة تغتسل وتحتشي وتصلي ، والحائض تترك الصلاة ولا تقضيها ، وتترك الصوم وتقضيه . وصيام شهر رمضان فريضة يصام لرؤيته ويفطر لرؤيته . ولا يصلى التطوع في جماعة لان ذلك بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، وصوم ثلاثة إيام في كل شهر سنة وهو صوم خميسين بينهما أربعاء ، الخميس الأول في العشر الأول والأربعاء من العشر الأوسط والخميس من العشر الأخير ، وصوم شعبان حسن لمن صامه لان الصالحين قد صاموه ، أو رغبوا فيه وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يصل شعبان بشهر رمضان ، والفائت من شهر رمضان إن قضى متفرقا جاز وإن قضى متتابعا فهو أفضل . وحج البيت واجب لمن استطاع إليه سبيلا وهو الزاد والراحلة مع صحة البدن وأن يكون للانسان ما يخلفه على عياله وما يرجع إليه بعد حجه ، ولا يجوز الحج إلا تمتعا ، ولا يجوز القران والافراد إلا لمن كان أهله حاضري المسجد الحرام ، ولا يجوز الاحرام قبل بلوغ الميقات ، ولا يجوز تأخيره عن الميقات إلا لمرض أو تقية ، وقد قال الله عز وجل : " وأتموا الحج والعمرة لله " وتمامها اجتناب الرفث والفسوق والجدال في الحج ، ولا يجزي في النسك الخصي لأنه ناقص ، ويجوز الموجوء إذا لم يوجد غيره . وفرائض الحج : الاحرام والتلبية الأربع وهي " لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك ، والملك لا شريك لك " والطواف بالبيت للعمرة فريضة ، وركعتاه عند مقام إبراهيم عليه السلام فريضة ، والسعي بين الصفا والمروة فريضة ، وطواف الحج فريضة ، وركعتاه عند المقام فريضة ، وبعده السعي بين الصفا والمروة فريضة ، وطواف النساء فريضة ، وركعتاه عند المقام فريضة ، ولا يسعى بعده بين الصفا والمروة ، والوقوف بالمشعر فريضة ، والهدي للمتمتع فريضة ، فأما الوقوف بعرفة فهو واجبة ، والحلق سنة ، ورمي الجمار سنة . والجهاد واجب مع إمام عادل ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ، ولا يحل قتل أحد من الكفار والنصاب في دار التقية إلا قاتل أو ساعي في فساد ، وذلك إذا لم تخف على نفسك ولا على أصحابك . واستعمال التقية في دار التقية واجب ، ولا حنث ولا كفارة على من حلف تقية يدفع بذلك ظلما عن نفسه . والطلاق للسنة على ما ذكره الله عز وجل في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله ولا يجوز طلاق لغير السنة ، وكل طلاق يخالف الكتاب فليس بطلاق كما أن كل نكاح يخالف الكتاب فليس بنكاح ، ولا يجمع بين أكثر من أربع حرائر ، وإذا طلقت المرأة للعدة ثلاث مرات لم تحل للزوج حتى تنكح زوجا غيره ، وقد قال عليه السلام : " اتقوا تزويج المطلقات ثلاثا في موضع واحد ، فإنهن ذوات أزواج " . والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله واجبة في كل المواطن وعند العطاس والرياح وغير ذلك . وحب أولياء الله والولاية لهم واجبة ، والبراءة من أعدائهم واجبة ومن الذين ظلموا آل محمد عليهم السلام وهتكوا حجابه فأخذوا من فاطمة عليها السلام فدك ، ومنعوها ميراثها وغصبوها وزوجها حقوقهما ، وهموا باحراق بيتها ، وأسسوا الظلم وغيروا سنة رسول الله ، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة ، والبراءة من الأنصاب والأزلام : أئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة ، والبراءة من أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود قاتل أمير المؤمنين عليه السلام واجبة ، و البراءة من جميع قتلة أهل البيت عليهم السلام واجبة ، والولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا و لم يبدلوا بعد نبيهم صلى الله عليه وآله واجبة مثل سلمان الفارسي ، وأبي ذر الغفاري و المقداد بن الأسود الكندي ، وعمار بن ياسر ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، وحذيفة بن اليمان ، وأبي الهيثم بن التيهان ، وسهل بن حنيف ، وأبي أيوب الأنصاري وعبد الله ابن الصامت ، وعبادة بن الصامت ، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ، وأبي سعيد الخدري ، ومن نحا نحوهم ، وفعل مثل فعلهم ، والولاية لاتباعهم والمقتدين بهم و بهداهم واجبة . وبر الوالدين واجب ، فان كانا مشركين فلا تطعهما ولا غيرهما في المعصية ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . والأنبياء والأوصياء لا ذنوب لهم لأنهم معصومون مطهرون . وتحليل المتعتين واجب كما أنزلهما الله عز وجل في كتابه وسنهما رسول الله صلى الله عليه وآله : متعة الحج ومتعة النساء . والفرائض على ما أنزل الله تبارك وتعالى . والعقيقة للولد الذكر والأنثى يوم السابع ويسمى الولد يوم السابع ، ويحلق رأسه ويصدق بوزنه شعره ذهبا أو فضة .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الخامس : علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 123
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال سمعت أمير المؤمنين " ع " يقول إنما الطاعة لله عز وجل ولرسوله ولولاة الامر وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون ولا يأمرون بمعصيته .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
السادس : عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 2 - ص 65 - 66
حدثنا علي بن عبد الله الوراق الرازي قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول انا وعلى والحسن والحسين وتسعه ولد الحسين مطهرون معصومون .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
السابع : معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 383 - 384
حدثنا أبي - رحمه الله - قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته هو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيته طهارة معصومون ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتوب إلى الله عز وجل ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مره من غير ذنب
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الثامن : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 16 - 19
ارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه ، قال حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العدوي النصري ، عن محمد بن إبراهيم بن المنذر المكي ، عن الحسين بن سعيد الهيثم ، قال حدثني الأجلح الكندي ، قال حدثني أفلح بن سعيد ، عن محمد بن كعب ، عن طاوس اليماني ، عن عبد الله بن العباس قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والحسن على عاتقه والحسين على فخذه يلثمهما ويقبلهما ويقول " اللهم وآل من والاهما وعاد من عادهما " ، ثم قال : يا ابن عباس كأني به وقد خضبت شيبته من دمه ، يدعو فلا يجاب ويستنصر فلا ينصر . قلت : من يفعل ذلك يا رسول الله ؟ قال : شرار أمتي ، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي . ثم قال : يا ابن عباس من زاره عارفا بحقه كتب له ثواب ألف حجة وألف عمرة ، ألا ومن زاره فكأنما زارني ، ومن زارني فكأنما زار الله ، وحق الزائر على الله أن لا يعذبه بالنار . ألا وإن الإجابة تحت قبته ، والشفاء في تربته ، والأئمة من ولده . قلت : يا رسول الله فكم الأئمة بعدك ؟ قال : بعدد حواري عيسى وأسباط موسى ونقباء بني إسرائيل . قلت : يا رسول الله فكم كانوا ؟ قال : كانوا اثني عشر ، والأئمة بعدي اثنا عشر ، أولهم علي بن أبي طالب ، وبعده سبطاي الحسن والحسين ، فإذا انقضى الحسين فابنه علي ، فإذا انقضى علي فابنه محمد ، فإذا انقضى محمد فابنه جعفر ، فإذا انقضى جعفر فابنه موسى ، فإذا انقضى موسى فابنه علي ، فإذا انقضى علي فابنه محمد ، فإذا انقضى محمد فابنه علي ، فإذا انقضى علي فابنه الحسن ، فإذا انقضى الحسن فابنه الحجة . قال ابن عباس : قلت : يا رسول الله أسامي لم أسمع بهن قط . قال لي : يا ابن عباس هم الأئمة بعدي ، وإن نهروا أمناء معصومون نجباء أخيار ، يا ابن عباس من أتى يوم القيامة عارفا بحقهم أخذت بيده فأدخلته الجنة . يا ابن عباس من أنكرهم أورد واحدا منهم فكأنما قد أنكرني وردني ، ومن أنكرني وردني فكأنما أنكر الله ورده . يا ابن عباس سوف يأخذ الناس يمينا وشمالا ، فإذا كان كذلك فاتبع عليا وحزبه ، فإنه مع الحق والحق معه ، ولا يفترقان حتى يردا علي الحوض . يا ابن عباس ولايتهم ولايتي ، وولايتي ولاية الله ، وحربهم حربي وحربي حرب الله ، وسلمهم سلمي وسلمي سلم الله . ثم قال عليه السلام : " يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون " .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاسع :
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 103
حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين صلوات الله ع قال إن الله طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجته في ارضه وجعلنا مع القران وجعل القران معنا لا نفارقه ولا يفارقنا .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
العاشر : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 29
ثنا علي بن الحسين ، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن البرقوي " ؟ " رضي الله عنه ، قال حدثنا القاضي أبو إسماعيل جعفر بن الحسين البلخي ، قال حدثنا شقيق البلخي ، عن سماك ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي هارون العبدي ، عن سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : أهل بيتي أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء . قيل : يا رسول الله فالأئمة بعدك من أهل بيتك ؟ قال : نعم الأئمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين أمناءمعصومون ، ومنا مهدي هذه الأئمة ، ألا أنهم أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي ، ما بال أقوام يؤذونني فيهم ، لا أنالهم الله شفاعتي .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الحادي عشر : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 36 - 38
حدثنا القاضي أبو الفرج المعافا بن زكريا البغدادي ، قال حدثني محمد بن همام بن سهيل الكاتب ، قال حدثني محمد بن معافا السلماسي ، عن محمد بن عامر ، قال حدثنا عبد الله بن زاهر ، عن عبد العدوس ، عن الأعمش ، عن حبش بن المعتمر قال : قال أبو ذر الغفاري رحمة الله عليه : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي توفي فيه ، فقال : يا أبا ذر ايتني بابنتي فاطمة . قال : فقمت ودخلت عليها وقلت : يا سيدة النسوان أجيبي أباك . قال : فلبت منحلها وأبرزت وخرجت حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما رأت رسول الله " ص " انكبت عليه وبكت وبكى رسول الله " ص " لبكائها وضمها إليه ، ثم قال : يا فاطمة لا تبكين فداك أبوك ، فأنت أول من تلحقين بي ‹ صفحة 37 › مظلومة مغصوبة ، وسوف يظهر بعدي حسيكة النفاق وسمل حلباب الدين ، وأنت أول من يرد علي الحوض . قالت : يا أبه أين ألقاك ؟ قال : تلقيني عند الحوض وأنا أسقي شيعتك ومحبيك وأطرد أعداك ومبغضيك . قالت : يا رسول الله فإن لم ألقك عند الحوض ؟ قال تلقيني عند الميزان . قالت : يا أبه وإن لم ألقك عند الميزان ؟ قال : تلقيني عند الصراط وأنا أقول : سلم سلم شيعة علي . قال أبو ذر : فسكن قلبها ، ثم التفت إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا أبا ذر إنها بضعة مني ، فمن آذاها فقد آذاني ، ألا إنها سيدة نساء العالمين ، وبعلها سيد الوصيين ، وابنيها الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وإنهم إمامان إن قاما أو قعدا ، وأبوهما خير منهما ، وسوف يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمة معصومون قوامون بالقسط ، ومنا مهدي هذه الأمة . قال : قلت : يا رسول الله فكم الأئمة بعدك ؟ قال : عدد نقباء بني إسرائيل .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الثاني عشر : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 44 - 45
حدثنا علي بن الحسين بن محمد ، قال حدثنا هارون بن موسى رضي الله عنه ، قال أحمد بن محمد بن سعيد ، قال حدثنا محمد بن عامر بن السائب الثقفي ، عن أبيه ، عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه ، قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعنده الحسن والحسين يتغديان والنبي " ص " يضع اللقمة تازة في فم الحسن وتارة في فم الحسين ، فلما فرغ من الطعام أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن على عاتقه والحسين على فخذه ، ثم قال : يا سلمان أتحبهم ؟ قلت : يا رسول الله كيف لا أحبهم ومكانهم منك مكانهم . قال : يا سلمان من أحبهم فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله . ثم وضع يده على كتف الحسين عليه السلام فقال : إنه الإمام ابن الإمام ، تسعة من صلبه أئمة أبرار أمناء معصومون ، والتاسع قائمهم .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الثالث عشر : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 75 - 76
وعنه قال حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى بن خاقان المقرئ ببغداد ، قال حدثنا أحمد بن الحسن بن الفضل بن ربيع أبو العباس مولى بني هاشم ، قال حدثني عثمان بن أبي شيبة في مسند أنس ، [ قال حدثنا يزيد بن هارون ] قال حدثنا عبد الله ابن عوف ، عن أنس بن سيرين ، عن أنس بن مالك ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : أوصياء الأنبياء الذين بعدهم بقضاء ديونهم وإنجاز عداتهم ويقاتلون على سنتهم . ثم التفت إلى علي عليه السلام فقال : أنت وصيي وأخي في الدنيا والآخرة تقضي ديني وتنحو عداتي وتقاتل على سنتي ، تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل فأنا خير الأنبياء وأنت خير الأوصياء وسبطاي خير الأسباط ، ومن صلبهما يخرج الأئمة التسعة مطهرون معصومون قوامون بالقسط ، والأئمة بعدي على عدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى ، هم عترتي من لحمي ودمي .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الرابع عشر : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 98 - 99
حدثنا الحسين بن علي الرازي ، قال حدثني إسحاق بن محمد ابن خالويه ، قال حدثني يزيد بن سليمان البصري ، قال حدثني شريك ، عن الركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، عن زيد ابن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : معاشر الناس ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال : الحسن والحسين أنا جدهما وجدتهما خديجة سيدة نساء أهل الجنة ، ألا أدلكم على خير الناس أبا وأما ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال : الحسن والحسين أبوهما علي بن أبي طالب وأمهما فاطمة سيدة نساء العالمين ، ألا أدلكم على خير الناس عما وعمة ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال : الحسن والحسين عمهما جعفر بن أبي طالب وعمتهما أم هاني بنت أبي طالب ، أيها الناس ألا أدلكم على خير الناس خالا وخالة ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال : الحسن والحسين عليهما السلام خالهما القاسم بن رسول الله وخالتهما زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ثم قال : علي قاتلهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وإنه ليخرج من صلب الحسين عليه السلام أئمة أبرار أمناء معصومون قوامون بالقسط ، ومنا مهدي هذه الأمة الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه . قلنا : من يا رسول الله ؟ قال : هو التاسع من صلب الحسين ، تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار ، والتاسع مهديهم يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


الخامس عشر : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 100 - 101
ما جاء عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه آله وسلم ) ( في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام ) حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد الخزاعي ، قال حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله الكوفي الأسدي ، قال حدثني محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال حدثني مندل بن علي ، عن أبي نعيم ، عن محمد بن زياد ، عن زيد بن أرقم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام : أنت الإمام والخليفة بعدي ، وابناك سبطاي ، وهما سيدا شباب أهل الجنة ، وتسعة من صلب الحسين أئمة معصومون ، ومنهم قائمنا أهل البيت ثم قال : يا علي ، ليس في القيامة راكب غيرنا ، ونحن أربعة . فقام إليه رجل من الأنصار ، فقال : فداك أبي وأمي يا رسول الله ومن هم ؟ قال : أنا على دابة الله البراق ، وأخي صالح على ناقته التي عقرت ، وعمي حمزة على ناقتي الغضباء ، وأخي علي على ناقة من نوق الجنة ، وبيده لواء الحمد ، ينادي " لا إله إلا الله محمد رسول الله " ، فيقول الآدميون : ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش فيجيبهم ملك من بطنان العرش : يا معشر الآدميين ، ليس هذا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا حامل عرش ، هذا الصديق الأكبر علي بن أبي طالب .

السادس عشر : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 109 - 111
أخبرنا محمد بن عبد الله الشيباني ، قال حدثنا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد الرازي الكوفي ، قال حدثنا محمد ابن عبد الرحمن بن محمد ، قال حدثني أبو أحمد الطوسي وأحمد ابن محمد المقري ، قال حدثنا داود بن الحسين ، قال حرام بن يحيى الشامي ، عن عتبة بن ؟ ؟ هان السلمي ، عن مكحول ، عن واثلة بن الأسفع قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا يتم الإيمان إلا بمحبتنا أهل البيت ، وإن الله تبارك وتعالى عهد إلي أنه لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي ولا يبغضنا إلا منافق شقي ، فطوبى لمن تمسك بي وبالأئمة الأطهار من ذريتي . فقيل : يا رسول الله فكم الأئمة بعدك ؟ قال : عدد نقباء بني إسرائيل . حدثنا علي بن الحسن بن محمد ، قال حدثنا هارون بن موسى ، قال حدثنا جعفر بن علي بن سهل الدقاق الدوري ، قال حدثنا علي ابن الحارث المروزي ، قال حدثنا أيوب بن عاصم الهمذاني ، قال حدثنا حفص بن غياث ، عن يزيد بن مكحول ، عن واثلة ابن الأسفع يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : لما عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى ناداني ربي جل جلاله فقال : يا محمد . فقلت : لبيك سيدي . قال : إني ما أرسلت نبيا فانقضت أيامه إلا أقام بالأمر بعده وصيه ، فاجعل علي بن أبي طالب الإمام والوصي من بعدك ، فإني خلقتكما من نور واحد وخلقت الأئمة الراشدين من أنوار كما ، أتحب أن تراهم يا محمد ؟ قلت : نعم يا رب . قال : إرفع رأسك . فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار الأئمة بعدي اثنا عشر نورا ، قلت : يا رب أنوار من هي ؟ قال : أنوار الأئمة بعدك أمناء معصومون .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
السابع عشر : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 120 - 125
خبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني ، قال حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الحثعمي الكوفي ، قال حدثنا عباد ابن يعقوب ، قال حدثنا علي بن هاشم ، عن محمد بن عبد الله ، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار ، عن أبيه ، عن جده عمار قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض غزواته ، وقتل علي عليه السلام أصحاب الألوية وفرق جمعهم ، وقتل عمرو بن عبد الله الجمحمي ، وقتل شيبة بن نافع ، أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت له : يا رسول الله ( صلى الله عليك ) إن عليا قد جاهد في الله حق جهاده . فقال : لأنه مني وأنا منه ، وارث علمي ، وقاضي ديني ، ومنجز وعدي ، والخليفة بعدي ، ولولاه لم يعرف المؤمن المحض ، حربه حربي وحربي حرب الله ، وسلمه سلمي وسلمي سلم الله ، ألا إنه أبو سبطي والأئمة من صلبه يخرج الله تعالى الأئمة الراشدين ، ومنهم مهدي هذه الأمة . فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا المهدي ؟ قال : يا عمار إن الله تبارك وتعالى عهد إلي أنه يخرج من صلب الحسين تسعة ، والتاسع من ولده يغيب عنهم ، وذلك قوله عز وجل " قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين " يكون له غيبة طويلة يرجع عنها قوم ويثبت عليها آخرون ، فإذا كان في آخر الزمان يخرج فيملأ الدنيا قسطا وعدلا ويقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، وهو سمي وأشبه الناس بي . يا عمار ستكون بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فاتبع عليا وحزبه ، فإنه مع الحق والحق معه . يا عمار إنك ستقاتل بعدي مع علي صنفين : الناكثين والقاسطين ، ثم تقتلك الفئة الباغية . قلت : يا رسول الله أليس ذلك على رضا الله ورضاك ؟ قال : نعم على رضا الله ورضاي ، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه . فلما كان يوم صفين خرج عمار بن ياسر إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : يا أخا رسول الله أتأذن لي في القتال . قال : مهلا رحمك الله ، فلما كان بعد ساعة أعاد عليه الكلام فأجابه بمثله ، فأعاد عليه ثالثا فبكى أمير المؤمنين عليا عليه السلام ، فنظر إليه عمار فقال : يا أمير المؤمنين إنه اليوم الذي وصفه لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فنزل أمير المؤمنين عليه السلام عن بغلته وعانق عمارا وودعه ثم قال : يا أبا اليقظان جزاك الله عن الله وعن نبيك خيرا ، فنعم الأخ كنت ونعم الصاحب كنت . ثم بكى عليه السلام وبكى عمار ثم قال : والله يا أمير المؤمنين ما تبعتك إلا ببصيرة ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم خيبر : يا عمار ستكون بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فاتبع عليا وحزبه فإنه مع الحق والحق معه ، وستقاتل الناكثين والقاسطين ، فجزاك الله يا أمير المؤمنين عن الإسلام أفضل الجزاء ، فلقد أديت وأبلغت ونصحت . ثم ركب وركب أمير المؤمنين عليه السلام ، ثم برز إلى القتال ، ثم دعا بشربة من ماء فقيل له : ما معنا ماء . فقام إليه رجل من الأنصار فأسقاه شربة من لبن ، فشربه ثم قال : هكذا عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يكون آخر زادي من الدنيا شربة من اللبن . ثم حمل على القوم فقتل ثمانية عشر نفسا ، فخرج إليه رجلان من أهل الشام فطعناه وقتل رحمه الله . فلما كان في الليل طاف أمير المؤمنين عليه السلام في القتلى فوجد عمار ملقى بين القتلى ، فجعل رأسه على فخذه ثم بكى عليه السلام وأنشأ يقول : يا موت كم هذا التفرق عنوة * فلست تبقي للخليل خليل أراك نصيرا بالذين أحبهم * كأنك تمضي نحوهم بدليل

حدثني علي بن الحسن بن محمد ، قال حدثنا هارون بن موسى ، قال حدثني محمد بن علي بن معمر ، قال حدثني عبد الله بن معبد ، قال حدثنا موسى بن إبراهيم الممتع ، قال حدثني عبد الكريم بن هلال ، عن أسلم ، عن أبي الطفيل ، عن عمار قال : لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوفاة دعا بعلي عليه السلام ، فساره طويلا ثم قال : يا علي أنت وصيي ووارثي قد أعطاك الله علمي وفهمي ، فإذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم وغصب على حقد . فبكت فاطمة عليها السلام وبكى الحسن والحسين ، فقال لفاطمة : يا سيدة النسوان مم بكاؤك ؟ قالت : يا أبة أخشى الضيعة بعدك . قال : أبشري يا فاطمة فإنك أول من يلحقني من أهل بيتي ، ولا تبكي ولا تحزني ، فإنك سيدة نساء أهل الجنة ، وأباك سيد الأنبياء ، وابن عمك خير الأوصياء ، وابناك سيدا شباب أهل الجنة ، ومن صلب الحسين يخرج الله الأئمة التسعة مطهرون معصومون ، ومنا مهدي هذه الأمة .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الثامن عشر : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 134 - 136
( ما جاء عن سعد بن مالك عن النبي ) ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم ) ( أجمعين ) حدثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري ، قال حدثنا الحسين بن علي البزوفري ، قال حدثني عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة ، قال حدثني محمد بن زكريا ، عن أحمد بن عيسى بن زيد ، قال حدثني عمر بن عبد الغفار ، عن أبي بصير ، عن حكيم بن جبير ، عن علي بن زيد بن جذعان ، عن سعيد بن المسيب ، عن ‹ صفحة 135 › سعد بن مالك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، تقضي ديني وتنجز عداتي وتقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل . يا علي حبك إيمان وبغضك نفاق ، ولقد نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمة معصومون مطهرون ، ومنهم مهدي هذه الأمة الذي يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت في أوله .


التاسع عشر : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 146 - 152
اثنا عشر ، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم ، هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمتي بعدي ، المقر بهم مؤمن والمنكر لهم كافر . حدثنا علي بن الحسين بن محمد ، قال حدثنا هارون بن موسى رحمه الله ، قال حدثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، قال حدثنا محمد بن حميد ، قال حدثنا إبراهيم بن المختار ، عن نصر بن حميد ، عن أبي إسحاق ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي عليه السلام . قال هارون : وحدثنا أحمد بن موسى العباس بن مجاهد في سنة ثمان عشر وثلاثمائة ، قال حدثني أبو عبد الله محمد بن زيد ، قال حدثنا إسماعيل بن يونس الخزاعي البصري في داره ، قال حدثني هيثم بن بشر الواسطي قراءة عليه من أصل كتابه ، عن أبي المقدام شريح بن هاني بن شريح الصائغ المكي ، عن علي عليه السلام . وأخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري ، قال حدثنا محمد بن عمر القاضي الجعابي ، قال حدثني محمد بن عبد الله أبو جعفر ، قال حدثني محمد بن حبيب الجند نيسابوري ، عن يزيد ابن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال علي عليه السلام : كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيت أم سلمة إذ دخل علينا جماعة من أصحابه منهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعبد الرحمن بن عوف ، فقال سلمان : يا رسول الله إن لكل نبي وصيا وسبطين فمن وصيك وسبطيك ؟ فأطرق ساعة ثم قال : يا سلمان إن الله بعث أربعة ألف نبي وكان لهم أربعة ألف وصي وثمانية ألف سبط ، فوالذي نفسي بيده لأنا خير الأنبياء ووصيي خير الأوصياء وسبطاي خير الأسباط . ثم قال : يا سلمان أتعرف من كان وصي آدم ؟ فقال : الله ورسوله أعلم . فقال صلى الله عليه وآله وسلم : إني أعرفك يا با عبد الله وأنت منا أهل البيت ، إن آدم أوصى إلى ابنه ثيث ، وأوصى ثيث إلى ابنه شبان ، وأوصى شبان إلى مخلب ، وأوصى مخلب إلى نحوق ، وأوصى نحوق إلى عثمثا ، وأوصى عثمثا إلى أخنوخ وهو إدريس النبي عليه السلام ، وأوصى إدريس إلى ناخورا ، وأوصى ناخورا إلى نوح عليه السلام ، وأوصى نوح إلى سام ، وأوصى سام إلى عثام ، وأوصى عثام إلى ترعشاثا وأوصى ترعشاثا إلى يافث ، وأوصى يافث إلى برة ، وأوصى برة إلى خفسية ، وأوصى خفسية إلى عمران ، وأوصى عمران إلى إبراهيم ، وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل ، وأوصى إسماعيل إلى إسحاق ، وأوصى إسحاق إلى يعقوب ، وأوصى يعقوب إلى يوسف ، وأوصى يوسف إلى برثيا وأوصى برثيا إلى شعيب ، وأوصى شعيب إلى موسى ، وأوصى موسى إلى يوشع بن نون ، وأوصى يوشع إلى داود ، وأوصى داود إلى سليمان ، وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا ، وأوصى آصف إلى زكريا ، وأوصى زكريا إلى عيسى بن مريم ، وأوصى عيسى بن مريم إلى شمعون بن حمون الصفا ، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا ، وأوصى يحيى إلى منذر ، وأوصى منذر إلى سلمة ، وأوصى سلمة إلى بردة ، وأوصى بردة إلي . وأنا أدفعها إلى علي . فقال : يا رسول الله فهل بينهم أنبياء وأوصياء أخر ؟ قال : نعم أكثر من أن تحصى . ثم قال عليه السلام : وأنا أدفعها إليك يا علي ، وأنت تدفعها إلى ابنك الحسن ، والحسن يدفعها إلى أخيه الحسين ، والحسين يدفعها إلى ابنه علي ، وعلي يدفعها إلى ابنه محمد ، ومحمد يدفعها إلى ابنه جعفر ، وجعفر يدفعها إلى ابنه موسى ، وموسى يدفعها إلى ابنه علي ، وعلي يدفعها إلى ابنه محمد ، ومحمد يدفعها إلى ابنه علي ، وعلي يدفعها إلى ابنه الحسن ، والحسن يدفع إلى ابنه القائم ، ثم يغيب عنهم إمامهم ما شاء الله ، ويكون له غيبتان أحدهما أطول من الأخرى . ثم التفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال رافعا صوته : الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي . قال علي : فقلت : يا رسول الله فما تكون هذه الغيبة ؟ قال : أصبت حتى يأذن الله له بالخروج ، فيخرج من اليمن من قرية يقال لها اكرعة ، على رأسه عمامة متدرع بدرعي متقلد بسيفي ذي الفقار ، ومنادي ينادي : هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، وذلك عندما يصير الدنيا هرجا ومرجا ، ويغار بعضهم على بعض ، فلا الكبير يرحم الصغير ولا القوي يرحم الضعيف ، فحينئذ يأذن الله له بالخروج . أخبرنا القاضي المعافا بن زكريا ، قال حدثنا علي بن عتبة ، قال حدثني الحسين بن علوان ، عن أبي علي الخراساني ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنت الوصي على الأموات من أهل بيتي والخليفة على الأحياء من أمتي ، حربك حربي وسلمك سلمي ، أنت الإمام أبو الأئمة الإحدى عشر ، من صلبك أئمة مطهرونمعصومون ، ومنهم المهدي الذي يملأ الدنيا قسطا وعدلا ، فالويل لمبغضكم . يا علي لو أن رجلا أحب في الله حجرا لحشره الله معه ، وأن محبيك وشيعتك ومحبي أولادك الأئمة بعدك يحشرون معك وأنت معي في الدرجات العلي ، وأنت قسيم الجنة والنار ، يدخل محبيك الجنة ومبغضيك النار .


العشرون : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 155 - 156
حدثنا علي بن الحسين بن محمد ، قال : حدثنا هارون ابن موسى التلعكبري ، قال حدثنا عيسى بن موسى الهاشمي بسر من رأى ، قال حدثني أبي ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي ، عن أبيه علي عليه السلام قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيت أم سلمة وقد نزلت هذه الآية " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي هذه الآية نزلت فيك وفي سبطي والأئمة من ولدك . فقلت : يا رسول الله وكم الأئمة بعدك ؟ قال : أنت يا علي ، ثم ابناك الحسن والحسين ، وبعد الحسين علي ابنه ، وبعد علي محمد ابنه ، وبعد محمد جعفر ابنه ، وبعد جعفر موسى ابنه ، وبعد موسى علي ابنه ، وبعد علي محمد ابنه ، وبعد محمد علي ابنه ، وبعد علي الحسن ابنه ، والحجة من ولد الحسن ، هكذا وجدت أساميهم مكتوبة على ساق العرش ، فسألت الله تعالى عن ذلك فقال : يا محمد هم الأئمة بعدك مطهرون معصومون وأعداؤهم ملعونون .


الحادي والعشرون : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 170 - 172
أخبرنا أبو المفضل ، قال حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد ابن عامر الطائي ، قال حدثني أحمد بن عبدان ، قال حدثني سهل ابن صيفي ، عن موسى بن عبد ربه ، قال سمعت الحسين بن علي عليهما السلام يقول في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذلك في حياة أبيه علي عليه السلام : سمعت رسول الله " ص " يقول : أول ما خلق الله عز وجل حجبه فكتب على أركانه " لا إله إلا الله محمد رسول الله علي وصيه " ، ثم خلق العرش فكتب على أركانه " لا إله إلا الله محمد رسول الله علي وصيه " ، ثم خلق الأرضين فكتب على أطوادها " لا إله إلا الله محمد رسول الله علي وصيه " ، ثم خلق اللوح فكتب على حدوده " لا إله إلا الله محمد رسول الله علي وصيه " ، فمن زعم أنه يحب النبي ولا يحب الوصي فقد كذب ، ومن زعم أنه يعرف النبي ولا يعرف الوصي فقد كفر . ثم قال عليه السلام : ألا إن أهل بيتي أمان لكم ، فأحبوهم لحبي وتمسكوا بهم لن تضلوا . قيل : فمن أهل بيتك يا نبي الله ؟ قال : علي وسبطاي وتسعة من ولد الحسين أئمة أمناء معصومون ، ألا إنهم أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي .


الثاني والعشرون : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 185 - 186
ولولا أنت وشيعتك ما قام دين الله . أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن العياشي ، قال حدثني جدي عبيد الله بن الحسن ، عن أحمد بن عبد الجبار ، قال حدثنا أحمد بن عبد الرحمن المخزومي ، قال حدثنا عمر بن حماد ، قال حدثنا علي بن هاشم البريد ، عن أبيه ، قال حدثني أبو سعيد التميمي . عن أبي ثابت مولى أبي ذر ، عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لما أسري بي إلى السماء نظرت فإذا مكتوب على العرش " لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي " ، ورأيت أنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وأنوار علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ، ورأيت نور الحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري ، فقلت : يا رب من هذا ومن هؤلاء ؟ فنوديت : يا محمد هذا نور علي وفاطمة ، وهذا نور سبطيك الحسن والحسين ، وهذه أنوار الأئمة بعدك من ولد الحسين مطهرون معصومون ، وهذا الحجة يملأ الدنيا قسطا وعدلا .


الثالث والعشرون : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 264 - 266
حدثنا أحمد بن إسماعيل ، قال حدثنا محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن موسى بن مسلم ، عن مسعدة ، قال : كنت عند الصادق عليه السلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحنا متكئا على عصاه ، فسلم فرد أبو عبد الله عليه السلام الجواب ، ثم قال : يا ابن رسول الله ناولني يدك أقبلها ، فأعطاه يده فقبلها ثم بكى ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : ما يبكيك يا شيخ ؟ قال : جعلت فداك أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول هذا الشهر وهذه السنة ، وقد كبرت سني ودق عظمي واقترب أجلي ولا أرى ما أحب أراكم معتلين مشردين وأرى عدوكم يطيرون بالأجنحة ، فكيف لا أبكي ، فدمعت عينا أبي عبد الله عليه السلام ثم قال : يا شيخ إن أبقاك الله حتى تر قائمنا كنت معنا في السنام الأعلى ، وإن حلت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونحن ثقله فقال عليه السلام : إني مخلف فيكم الثقلين فتمسكوا بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي . فقال الشيخ : لا أبالي بعد ما سمعت هذا الخبر . قال : يا شيخ إن قائمنا يخرج من صلب الحسن ، والحسن يخرج من صلب علي ، وعلي يخرج من صلب محمد ، ومحمد يخرج من صلب علي ، وعلي يخرج من صلب ابني هذا - وأشار إلى موسى عليه السلام - وهذا خرج من صلبي ، نحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون .


الرابع والعشرون : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 301 - 303
حدثنا أبو المفضل رحمه الله ، قال حدثني محمد بن علي ابن شاذان بن حباب الأزدي الخلال بالكوفة ، قال حدثني الحسن ابن محمد بن عبد الواحد ، قال حدثنا الحسن ثم الحسين العربي الصوفي ، قال حدثني يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن عمرو بن موسى الوجيهي ، عن زيد بن علي عليه السلام قال : كنت عند أبي علي ابن الحسين عليه السلام إذ دخل عليه جابر بن عبد الله الأنصاري ، فبينما هو يحدثه إذ خرج أخي محمد من بعض الحجر ، فأشخص جابر ببصره نحوه ثم قام إليه فقال : يا غلام أقبل فأقبل ثم قال : ادبر فأدبر ، فقال : شمائل كشمائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما اسمك يا غلام ؟ قال : محمد . قال : ابن من ؟ قال : ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، قال : أنت إذا الباقر . قال : فابكى عليه وقبل رأسه ويديه ثم قال : يا محمد إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرئك السلام . قال : على رسول الله أفضل السلام وعليك يا جابر بما أبلغت السلام . ثم عاد إلى مصلاه ، فأقبل يحدث أبي ويقول : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي يوما : يا جابر إذا أدركت ولدي الباقر فاقرأه مني السلام فإنه سمي وأشبه الناس بي علمه علمي وحكمه حكمي ، سبعة من ولده أمناءمعصومون أئمة أبرار ، والسابع مهديهم الذي يملأ الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين " .


الخامس والعشرون : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 303 - 304
حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد بن علي الخزاعي ، قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بالكوفة ، قال حدثني جعفر بن علي بن سحلح الكندي ، قال حدثني إبراهيم بن محمد ابن ميمون ، قال حدثني المسعودي أبو عبد الرحمان ، عن محمد ابن علي الفراري ، عن أبي خالد الواسطي ، عن زيد بن علي عليه السلام ، قال حدثني أبي علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين ابن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا حسين أنت [ الإمام وأخي الإمام و ] ابن الإمام ، تسعة من ولدك أمناء معصومون ، والتاسع مهديهم ، فطوبى لمن أحبهم والويل لمن أبغضهم .


موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) - الشيخ هادي النجفي - ج 2 - ص 271
الكليني ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته ( عليهم السلام ) من بعده هو ما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون ؟ فقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم وليلة مأة مرة من غير ذنب ، إن الله يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب . الرواية صحيحة الإسناد .


موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) - الشيخ هادي النجفي - ج 7 - ص 183
الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن ابن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس قال : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول : إنما الطاعة لله عز وجل ولرسوله ولولاة الأمر وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون ولا يأمرون بمعصيته .
الرواية من حيث السند لا بأس بها .

الصدوق ، عن علي بن عبد الله الوراق الرازي ، عن سعد بن عبد الله ، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن سعد ابن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون .
الرواية معتبرة الإسناد .


السادس والعشرون : الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 574
حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدثنا جعفر بن سلمة الأهوازي ، قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن إبراهيم بن موسى ابن أخت الواقدي ، قال : حدثنا أبو قتادة الحراني ، عن عبد الرحمن بن العلاء الحضرمي ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عباس ، قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان جالسا ذات يوم وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فقال : اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي وأكرم الناس علي فأحبب من أحبهم ، وأبغض من أبغضهم ، ووال من والاهم ، وعاد من عاداهم ، وأعن من أعانهم ، واجعلهم مطهرين من كل رجس ، معصومين من كل ذنب ، وأيدهم بروح القدس .


السابع والعشرون : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 62 - 64
أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني رحمه الله ، قال حدثنا عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي با يارح ( ؟ ) قال أبو عبد الله الغني الحسن بن معالي ، قال حدثنا عبد الوهاب بن همام الحميري ، قال حدثنا ابن أبي شيبة ، قال حدثنا شريك الدين بن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الشكاية التي قبض فيها ، فإذا فاطمة عند رأسه ، قال : فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع ‹ صفحة 63 › رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طرفه إليها فقال : حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك ؟ قالت : أخشى الضيعة من بعدك يا رسول الله . قال : يا حبيبتي لا تبكين ، فنحن أهل بيت أعطانا الله سبع خصال لم يعطها قبلنا ولا يعطها أحدا بعدنا : لنا خاتم النبيين وأحب الخلق إلى الله عز وجل وهو أنا أبوك ، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله عز وجل وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله وهو عمك ، ومنا من له جناحان في الجنة يطير بهما مع الملائكة وهو ابن عمك ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين ، [ وسوف يخرج الله من صلب الحسين تسعة من الأئمة أمناء معصومين ] ومنا مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا ، فيبعث الله عز وجل عند ذلك مهدينا التاسع من صلب الحسين عليه السلام يفتح حصون الضلالة [ وقلوبا غفلا ] يقوم بالدرة في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .



الثامن والعشرون : الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 163 - 166
حدثنا أبي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة ، عن حمدان ابن سليمان ، عن نوح بن شعيب ، عن محمد بن إسماعيل ، عن صالح ، عن علقمة ، قال : قال الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، وقد قلت له : يا بن رسول الله ، أخبرني من تقبل شهادته ومن لا تقبل شهادته . فقال : يا علقمة ، كل من كان على فطرة الاسلام جازت شهادته . قال : فقلت له : تقبل شهادة المقترف للذنوب ؟ فقال : يا علقمة ، لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت إلا شهادات الأنبياء والأوصياء ( صلوات الله عليهم ) لأنهم هم المعصومون دون سائر الخلق ، فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان ، فهو من أهل العدالة والستر ، وشهادته مقبولة ، وإن كان في نفسه مذنبا ، ومن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله عز وجل داخل في ولاية الشيطان . ولقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : من اغتاب مؤمنا بما فيه ، لم يجمع الله بينهما في الجنة أبدا ، ومن اغتاب مؤمنا بما ليس فيه ، فقد انقطعت العصمة بينهما ، وكان المغتاب في النار خالدا فيها وبئس المصير . قال علقمة : فقلت للصادق ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله ، إن الناس ينسبوننا إلى عظائم الأمور ، وقد ضاقت بذلك صدورنا . فقال ( عليه السلام ) : يا علقمة ، إن رضا الناس لا يملك ، وألسنتهم لا تضبط ، فكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله وحججه ( عليهم السلام ) ؟ ألم ينسبوا يوسف ( عليه السلام ) إلى أنه هم بالزنا ؟ ألم ينسبوا أيوب ( عليه السلام ) إلى أنه ابتلى بذنوبه ؟ ألم ينسبوا داود ( عليه السلام ) إلى أنه تبع الطير حتى نظر إلى امرأة أوريا فهواها ؟ وأنه قدم زوجها أمام التابوت حتى قتل ثم تزوج بها ؟ ألم ينسبوا موسى ( عليه السلام ) إلى أنه عنين وآذوه حتى برأه الله مما قالوا ، وكان عند الله وجيها ؟ ألم ينسبوا جميع أنبياء الله إلى أنهم سحرة طلبة الدنيا ؟ ألم ينسبوا مريم بنت عمران ( عليهما السلام ) إلى أنها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف ؟ ألم ينسبوا نبينا محمدا ( صلى الله عليه وآله ) إلى أنه شاعر مجنون ؟ ألم ينسبوه إلى أنه هوى امرأة زيد بن حارثة فلم يزل بها حتى استخلصها لنفسه ؟ ألم ينسبوه يوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء ؟ حتى أظهره الله عز وجل على القطيفة وبرأ نبيه ( صلى الله عليه وآله ) من الخيانة ، وأنزل بذلك في كتابه : ( وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ) ، ألم ينسبوه إلى أنه ( صلى الله عليه وآله ) ينطق عن الهوى في ابن عمه علي ( عليه السلام ) ؟ حتى كذبهم الله عز وجل ، فقال سبحانه : ( وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ) ألم ينسبوه إلى الكذب في قوله : إنه رسول من الله إليهم ؟ حتى أنزل الله عز وجل عليه : ( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ) ، ولقد قال يوما : عرج بي البارحة إلى السماء . فقيل : والله ما فارق فراشه طول ليلته . وما قالوا في الأوصياء ( عليهم السلام ) أكثر من ذلك ، ألم ينسبوا سيد الأوصياء ( عليه السلام ) إلى أنه كان يطلب الدنيا والملك ، وأنه كان يؤثر الفتنة على السكون ، وأنه يسفك دماء المسلمين بغير حلها ، وأنه لو كان فيه خير ما أمر خالد بن الوليد بضرب عنقه ؟ ألم ينسبوه إلى أنه ( عليه السلام ) أراد أن يتزوج ابنة أبي جهل على فاطمة ( عليها السلام ) ، وأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شكاه على المنبر إلى المسلمين ، فقال : إن عليا يريد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة نبي الله ، ألا إن فاطمة بضعة مني ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن سرها فقد سرني ، ومن غاظها فقد غاظني ؟ ثم قال الصادق ( عليه السلام ) : يا علقمة ، ما أعجب أقاويل الناس في علي ( عليه السلام ) ! كم بين من يقول : إنه رب معبود ، وبين من يقول : إنه عبد عاص للمعبود ! ولقد كان قول من ينسبه إلى العصيان أهون عليه من قول من ينسبه إلى الربوبية . يا علقمة ، ألم يقولوا لله عز وجل : إنه ثالث ثلاثة ؟ ألم يشبهوه بخلقه ؟ ألم يقولوا : إنه الدهر ؟ ألم يقولوا : إنه الفلك ؟ ألم يقولوا : إنه جسم ؟ ألم يقولوا : إنه صورة ؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . يا علقمة ، إن الألسنة التي تتناول ذات الله تعالى ذكره بما لا يليق بذاته كيف تحبس عن تناولكم بما تكرهونه ! فاستعينوا بالله واصبروا ، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين ، فإن بني إسرائيل قالوا لموسى ( عليه السلام ) : ( أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ) ، فقال الله عز وجل : قل لهم يا موسى : ( عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) .


التاسع والعشرون : الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 679
حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن محمد بن علي التميمي ، قال : حدثني سيدي علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أنه قال : من سره أن ينظر إلى القضيب الأحمر الذي غرسه الله بيده ، ويكون متمسكا به ، فليتول عليا والأئمة من ولده ، فإنهم خيرة الله عز وجل وصفوته ، وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة .

الثلاثون : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 132 - 133
أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب ، قال حدثنا أبو أسيد أحمد بن محمد بن أسيد المديني بإصبهان ، قال حدثنا عبد العزيز ابن إسحاق بن جعفر ، عن عبد الوهاب بن عيسى المروزي ، قال حدثنا الحسين بن علي بن محمد البلوي ، قال حدثنا عبد الله بن سحح ، عن علي بن هاشم ، عن علي بن خرور ، عن الأصبغ ابن نباتة ، قال سمعت عمران بن حصين ، يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي عليه السلام : أنت وارث علمي وأنت الإمام والخليفة بعدي ، تعلم الناس بعدي ما لا يعلمون ، وأنت أبو سبطي وزوج ابنتي ، من ذريتكم العترة الأئمة المعصومين . فسأله سلمان عن الأئمة فقال : عدد نقباء بني إسرائيل . حدثنا علي بن محمد بن الحسن ، قال حدثنا هارون بن موسى ، قال حدثنا حيدر بن نعيم السمرقندي ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري ، قال حدثنا العباس بن بكار الضبي ، قال حدثنا أبو بكر الهذلي ، عن أبي عبد الله الشامي ، عن عمران بن حصين ، وذكر نحوه . وهذا عمران بن حصين روى عنه مطرف بن عبد الله والأصبغ ابن نباتة وأبو عبد الله الشامي .


الحادي والثلاثون : علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 123 - 124
العلة التي من أجلها يحتاج إلى النبي والامام عليهما السلام ) حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال حدثنا المغيرة بن محمد قال حدثنا رجاء بن سلمة عن عمرو ابن شمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام لأي شئ يحتاج إلى النبي صلى الله عليه وآله والامام ؟ فقال لبقاء العالم على صلاحه وذلك أن الله عز وجل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو أمام قال الله عز وجل وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وقال النبي صلى الله عليه وآله النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون يعني باهل بيته الأئمة الذين قرن الله عز وجل طاعتهم بطاعته فقال ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) وهم المعصومون المطهرون الذين لا يذنبون ولا يعصون وهم المؤيدون الموفقون المسددون بهم يرزق الله عباده وبهم تعمر بلاده وبهم ينزل القطر من السماء وبهم يخرج بركات الأرض وبهم يمهل أهل المعاصي ولا يعجل عليهم بالعقوبة والعذاب لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم صلوات الله عليهم أجمعين .


الثاني والثلاثون : عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 62
حدثنا محمد بن علي ماجيلويه وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم والحسين بن إبراهيم بن تاتانه رضي الله عنهم قالوا حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم عن أبيه عن محمد بن علي التميمي قال حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام عن النبي " ص " أنه قال من سره أن ينظر إلى القضيب الياقوت الأحمر الذي غرسه الله بيده ومستمسكا به فليتول عليا والأئمة من ولده فإنهم خيرة الله عز وجل وصفوته وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الثالث والثلاثون : عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 305 - 309
حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه ومحمد بن أحمد السناني وعلي بن عبد الوراق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب قالوا : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي وأبو الحسين الأسدي قالوا : حدثنا محمد بن إسماعيل المكي البرمكي قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي قال : قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام : علمني يا ابن رسول الله قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم فقال : إذا صرت إلى الباب فقف وأشهد الشهادتين وأنت على غسل فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل : الله أكبر ثلاثين مرة ثم أمش قليلا وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك ثم قف وكبر الله عز وجل ثلاثين مرة ثم أدن من القبر وكبر الله أربعين مرة تمام مأة تكبيرة ثم قل : ( السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي ومعدن الرسالة وخزان العلم ومنتهى الحلم وأصول الكرم وقادة الأمم وأولياء النعم وعناصر الأبرار ودعائم الأخيار وساسة العباد وأركان البلاد وأبواب الايمان وأمناء الرحمن وسلالة النبيين وصفوة المرسلين وعترة خيرة رب العالمين ورحمة الله وبركاته ، السلام أئمة الهدى ومصابيح الدجى واعلام التقى وذوي النهى وأولي الحجى وكهف الورى وورثة الأنبياء والمثل الاعلى والدعوة الحسنى وحجج الله على أهل الآخرة والأولى ورحمة الله وبركاته ، السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله وحملة كتاب الله وأوصياء نبي الله وذرية رسول الله ( ص ) ورحمة الله وبركاته السلام على الدعاة إلى الله والأدلاء على على مرضات الله والمستقرين في أمر الله ونهيه والتامين في محبة الله والمخلصين في توحيد الله والمظهرين لأمر الله ونهيه وعباده المكرمين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ورحمة الله وبركاته ، السلام على أئمة الدعاة والقادة الهداة والسادة الولاة والذادة الحماة وأهل الذكر وأولي الأمر وبقية الله وخيرته وحزبه وعيبة علمه وحجته وصراطه ونوره وبرهانه ورحمة الله وبركاته ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه وشهدت له ملائكته وأولوا العلم من خلقه لا إله إلا هو العزيز الحكيم وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ورسوله المرتضى أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون المتقون الصادقون المصطفون المطيعون لله القوامون بأمره العاملون بإرادته الفائزون بكرامته اصطفاكم بعلمه وارتضاكم لدينه واختاركم لسره واجتباكم بقدرته وأعزكم بهداه وخصكم ببرهانه وانتجبكم لنوره وأيدكم بروحه ورضيكم خلفاء في أرضه وحججا على بريته وأنصارا لدينه وحفظة لسره وخزنة لعلمه ومستودعا لحكمته وتراجمة لوحيه وأركانا لتوحيده وشهداء على خلقه وأعلاما لعباده ومنارا في بلاده وادلاء على صراطه ، عصمكم الله من الزلل وآمنكم من الفتن وطهركم من الدنس وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا فعظمتم جلاله وكبرتم شأنه ومجدتم كرمه وأدمنتم ذكره ووكدتم ميثاقه وحكمتم عقد طاعته ونصحتم له في السر والعلانية ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة وبذلتم أنفسكم في مرضاته وصبرتم على ما أصابكم في جنبه وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم في الله حق جهاده حتى أعلنتم دعوته وبينتم فرائضه وأقمتم حدوده ونشرتم شرائع أحكامه وسننتم سنته وصرتم في ذلك منه إلى الرضا وسلمتم له القضاء وصدقتم من رسله من مضى ، فالراغب عنكم مارق واللازم لكم لاحق والمقصر في حقكم زاهق والحق معكم وفيكم ومنكم وإليكم وأنتم أهله ومعدنه وميراث النبوة عندكم وإياب الخلق إليكم وحسابه عليكم وفصل الخطاب عندكم وآيات الله لديكم وعزائمه فيكم ونوره وبرهانه عندكم وأمره إليكم من والاكم فقد والى الله ومن عاداكم عادى الله ومن أحبكم فقد أحب الله ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله أنتم السبيل الأعظم والصراط الأقوم وشهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء والرحمة الموصلة والآية المخزونة والأمانة المحفوظة والباب المبتلى به الناس ، من أتاكم نجى ومن لم يأتكم هلك ، إلى الله تدعون وعليه تدلون وبه تؤمنون وله تسلمون وبأمره تعملون وإلى سبيله ترشدون وبقوله تحكمون سعد والله من والاكم وهلك من عاداكم وخاب من جحدكم وضل من فارقكم وفاز من تمسك بكم وأمن من لجأ إليكم وسلم صدقكم وهدى من أعتصم بكم ومن اتبعكم فالجنة مأواه ومن خالفكم فالنار مثواه ومن جحدكم كافر ومن حاربكم مشرك ومن رد عليكم فهو في أسفل درك من الجحيم ، أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى وجار لكم فيما بقي وأن أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض خلقكم أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتى من علينا فجعلكم الله في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وجعل صلاتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيبا لخلقنا وطهارة لأنفسنا وتزكية لنا وكفارة لذنوبنا فكنا عنده مسلمين بفضلكم ومعروفين بتصديقنا إياكم فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين وأعلى منازل المقربين وأرفع درجات أوصياء المرسلين حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ولا يسبقه سابق ولا يطمع في إدراكه طامع حتى لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا صديق ولا شهيد ولا عالم ولا جاهل ولا دني ولا فاضل ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح ولا جبار عنيد ولا شيطان مريد ولا خلق فيما بين ذلك شهيد إلا عرفهم جلالة أمركم وعظم خطركم وكبر شأنكم وتمام نوركم وصدق مقاعدكم وثبات مقامكم وشرف محلكم ومنزلتكم عنده وكرامتكم عليه وخاصتكم لديه وقرب منزلتكم منه بأبي أنتم وأمي وأهلي ومالي وأسرتي أشهد الله وأشهدكم إني مؤمن بكم وبما أتيتم به كافر بعدوكم وبما كفرتم به مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم موال لكم ولأوليائكم مبغض لأعدائكم ومعاد لهم وسلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم محقق لما حققتم مبطل لما أبطلتم مطيع لكم عارف بحقكم مقر بفضلكم محتمل لعلمكم محتجب بذمتكم معترف بكم مؤمن بإيابكم مصدق برجعتكم منتظر لامركم مرتقب لدولتكم آخذ ‹ بقولكم عامل بأمركم مستجير بكم زائر لكم عائذ بكم لائذ بقبوركم مستشفع إلى الله عز وجل بكم ومتقرب بكم إليه ومقدمكم أمام طلبتي وحوائجي وإرادتي في كل أحوالي وأموري ، مؤمن بسركم وعلانيتكم وشاهدكم وغائبكم وأولكم وآخركم ومفوض في ذلك كله إليكم ومسلم فيه معكم وقلبي لكم مؤمن ورأيي لكم تبع ونصرتي لكم معدة يحيي الله تعالى دينه بكم ويردكم في أيامه ويظهركم لعدله ويمكنكم في أرضه ، فمعكم معكم لا مع عدوكم آمنت بكم وتوليت آخركم بما توليت به أولكم وبرئت إلى الله تعالى من أعدائكم ومن الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم الظالمين لكم والجاحدين لحقكم والمارقين من ولايتكم والغاصبين لارثكم الشاكين فيكم المنحرفين عنكم ومن كل وليجة دونكم وكل مطاع سواكم ومن الأئمة الذين يدعون إلى النار ، فثبتني الله أبدا ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم ووفقني لطاعتكم ورزقني شفاعتكم وجعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه وجعلني ممن يقتص آثاركم ويسلك سبيلكم ويهتدي بهداكم ويحشر في زمرتكم ويكر في رجعتكم ويملك في دولتكم ويشرف في عافيتكم ويمكن في أيامكم وتقر عينه غدا برؤيتكم بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ، من أراد الله بدأ بكم ومن وحده قبل عنكم ومن قصده توجه إليكم ، موالي لا أحصي ثنائكم ولا أبلغ من المدح كنهكم ومن الوصف قدركم وأنتم نور الأخيار وهداة الأبرار وحجج الجبار بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه وبكم ينفس الهم وبكم يكشف الضر وعندكم ما ينزل به رسله وهبطت به ملائكته وإلى جدكم بعث الروح الأمين ) ( وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين عليه السلام ، فقل : وإلى أخيك بعث الروح الأمين ) ( آتاكم الله ما يؤت أحدا من العالمين ، طأطأ كل شريف لشرفكم وبخع كل متكبر لطاعتكم وخضع كل جبار لفضلكم وذل كل شئ لكم وأشرقت الأرض بنوركم وفاز الفائزون بولايتكم بكم يسلك إلى الرضوان وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ذكركم في الذاكرين وأسماءكم في الأسماء وأجسادكم في الأجساد وأرواحكم في الأرواح وأنفسكم في النفوس وآثاركم في الآثار وقبوركم في القبور فما أحلى أسماءكم وأكرم أنفسكم وأعظم شأنكم وأجل خطركم وأوفى عهدكم كلامكم نور وأمركم رشد ووصيتكم التقوى وفعلكم الخير وعادتكم الاحسان وسجيتكم الكرم وشأنكم الحق والصدق والرفق وقولكم حكم وحتم ورأيكم علم وحلم وحزم ، إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه ، بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي كيف أصف حسن ثنائكم ؟ وكيف أحصي جميل بلائكم وبكم أخرجنا الله من الذل وفرج عنا غمرات الكروب وانقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار ، بأبي أنتم وأمي ونفسي بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا وأصلح ما كان فسد من دنيانا وبموالاتكم تمت الكلمة وعظمت النعمة وائتلفت الفرقة ، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ولكم المودة الواجبة والدرجات الرفيعة والمقام المحمود عند الله تعالى والمكان المعلوم والجاه العظيم والشأن الرفيع والشفاعة المقبولة ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا يا وليي الله إن بيني وبين الله ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاكم فبحق من ائتمنكم على سره واسترعاكم أمر خلقه وقرن طاعتكم بطاعته ، لما استوهبتم ذنوبي وكنتم شفعائي إني لكم مطيع من أطاعكم فقد أطاع الله ومن عصاكم عصى الله ومن أحبكم فقد أحب الله ومن أبغضكم فقد أبغض الله اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك ، أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم وفي زمرة المرجوين لشفاعتهم إنك أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله حسبنا الله ونعم الوكيل . الوداع إذا أردت الانصراف فقل : ( السلام عليكم يا أهل بيت النبوة سلام مودع لا سأم ولا قال ورحمة الله وبركاته إنك حميد مجيد سلام ولي غير راغب عنكم ولا مستبدل بكم ولا مؤثر عليكم ولا منحرف عنكم ولا زاهد في قربكم لا جعله الله آخر العهد من زيارة قبوركم واتيان مشاهدكم والسلام عليكم وحشرني الله في زمرتكم وأوردني حوضكم وجعلني من حزبكم وأرضاكم عني ومكنني من دولتكم وأحياني في رجعتكم وملكني في أيامكم وشكر سعيي بكم وغفر ذنبي بشفاعتكم وأقال عثرتي بحبكم وأعلى كعبي بموالاتكم وشرفني بطاعتكم وأعزني بهداكم وجعلني ممن انقلب مفلحا منجحا غانما سالما معافا غنيا فائزا برضوان الله وفضله وكفايته بأفضل ينقلب به أحد من زواركم ومواليكم ومحبيكم وشيعتكم ورزقني الله العود ثم العود ابدا ما أبقاني ربي بنية صادقة وإيمان وتقوى واخبات ورزق واسع حلال طيب ، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتهم وذكرهم والصلاة عليهم وأوجب إلي المغفرة والخير والبركة والنور والايمان وحسن الإجابة كما لأوليائك العارفين بحقهم الموجبين لطاعتهم والراغبين في زيارتهم المتقربين إليك وإليهم ، بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي اجعلوني في همتكم وصيروني في حزبكم وادخلوني في شفاعتكم واذكروني عند ربكم اللهم صل على محمد وآل محمد وأبلغ أرواحهم وأجسادهم مني السلام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل ) .


الرابع والثلاثون : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 69 - 73
حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد ، قال حدثنا أبو محمد هارون بن موسى رضي الله عنه في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، قال حدثني أبو علي محمد بن همام ، قال حدثني عامر بن كثير البصري ، قال حدثني الحسن بن محمد بن أبي شعيب الحراني ، قال حدثنا مسكين بن بكير أبو بسطام ، عن سعد بن الحجاج ، عن هشام بن زيد ، عن أنس بن مالك . قال هارون : وحدثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي ، قال حدثني أبو النصر محمد بن مسعود العياشي ، عن يوسف بن المشحت البصري ، قال حدثنا إسحاق بن الحارث ، قال حدثنا محمد بن البشار ، عن محمد بن جعفر ، قال حدثنا شعبة ، عن هشام بن يزيد ، عن أنس بن مالك قال : كنت أنا وأبو ذر وسلمان وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ودخل الحسن والحسين عليهما السلام فقبلهما رسول الله " ص " ، وقام أبو ذر فانكب عليهما وقبل أيديهما ، ثم رجع فقعد معنا ، فقلنا له سرا : رأيت رجلا شيخا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوم إلى صبيين من بني هاشم فينكب عليهما ويقبل أيديهما . فقال : نعم لو سمعتم ما سمعت فيهما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفعلتم بهما أكثر مما فعلت . قلنا : وماذا سمعت يا أبا ذر ؟ قال : سمعته يقول لعلي ولهما : يا علي والله لو أن رجلا صلى وصام حتى يصير كالشن البالي إذا ما نفع صلاته وصومه إلا بحبكم . يا علي من توسل إلى الله بحبكم فحق على الله أن لا يرده . يا علي من أحبكم وتمسك بكم فقد تمسك بالعروة الوثقى . قال : ثم قام أبو ذر وخرج ، وتقدمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلنا : يا رسول الله أخبرنا أبو ذر عنك بكيت وكيت . قال : صدق أبو ذر ، صدق والله ، ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر . قال : ثم قال عليه السلام خلقني الله تبارك وتعالى وأهل بيتي من نور واحد قبل أن يخلق آدم بسبعة آلاف عام ، ثم نقلنا إلى صلب آدم ، ثم نقلنا من صلبه في أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات . فقلت : يا رسول الله فأين كنتم وعلى أي مثال كنتم ؟ قال : كنا أشباحا من نور تحت العرش نسبح الله تعالى ونمجده ، ثم قال عليه السلام : لما عرج بي إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى ودعني جبرئيل عليه السلام ، فقلت : حبيبي جبرئيل أفي هذا المقام تفارقني . فقال : يا محمد إني لا أجوز هذا الموضع فتحترق أجنحتي . ثم زج بي في النور ما شاء الله ، فأوحى الله إلي : يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا ، ثم اطلعت ثانيا فاخترت منها عليا فجعلته وصيك ووارث علمك والإمام بعدك ، وأخرج من أصلابكما الذرية الطاهرة والأئمة المعصومين خزان علمي ، فلولاكم ما خلقت الدنيا ولا الآخرة ولا الجنة ولا النار . يا محمد أتحب أن تراهم ؟ قلت : نعم يا رب . فنوديت : يا محمد إرفع رأسك ، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن ابن علي والحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري . فقلت : يا رب من هؤلاء ومن هذا ؟ قال : يا محمد هم الأئمة بعدك المطهرون من صلبك ، وهو الحجة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ويشفي صدور قوم مؤمنين . قلنا : بآبائنا وأمهاتنا أنت يا رسول الله لقد قلت عجبا . فقال عليه السلام : وأعجب من هذا أن قوما يسمعون مني هذا ثم يرجعون على أعقابهم بعد إذ هداهم الله ، ويؤذوني فيهم ، لا أنالهم الله شفاعتي .


الخامس والثلاثون : من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق - ج 2 - ص 609 - 616
( زيارة جامعة لجميع الأئمة عليهم السلام ) * 3213 - روى محمد بن إسماعيل البرمكي قال : " حدثنا موسى بن عبد الله النخعي قال : قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام علمني يا ابن رسول الله قولا أقوله ، بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم ، فقال : إذا صرت إلى الباب فقف وأشهد الشهادتين وأنت على غسل ، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل : " الله أكبر ، الله أكبر - ثلاثين مرة - ، ثم امش قليلا ، وعليك السكينة والوقار ، وقارب بين خطاك ، ثم قف وكبر الله عز وجل - ثلاثين مرة - ثم ادن من القبر وكبر الله - أربعين مرة - تمام مائة تكبيرة ، ثم قل : " السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة وخزان العلم ، ومنتهى الحلم ، وأصول الكرم ، و قادة الأمم ، وأولياء النعم ، وعناصر الأبرار ، ودعائم الأخيار ، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأبواب الايمان ، وامناء الرحمن ، وسلالة النبيين ، وصفوة المرسلين ، و عترة خيرة رب العالمين ، ورحمة الله وبركاته ، السلام على أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى وأعلام التقى ، وذوي النهى ، وأولي الحجى ، وكهف الورى ، وورثة الأنبياء ، والمثل الاعلى ، والدعوة الحسنى ، وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى ، ورحمة الله وبركاته ، السلام على محال معرفة الله ، ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله ، وحملة كتاب الله ، وأوصياء نبي الله ، وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله ورحمة الله وبركاته ، السلام على الدعاة إلى الله ، والأدلاء على مرضات الله ، والمستقرين في أمر الله والتامين في محبة الله ، والمخلصين في توحيد الله ، والمظهرين لأمر الله ونهيه ، وعباده المكرمين ، الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، ورحمة الله وبركاته ، السلام على الأئمة الدعاة ، والقادة الهداة ، والسادة الولاة ، والذادة الحماة ، وأهل الذكر ، وأولي الأمر ، وبقية الله وخيرته وحزبه ، وعيبة علمه ، وحجته وصراطه ونوره ، ورحمة الله وبركاته ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد لنفسه وشهدت له ملائكته وأولوا العلم من خلقه لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، وأشهد أن محمدا عبده المنتجب ورسوله المرتضى ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون المتقون الصادقون المصطفون المطيعون لله ، القوامون بأمره ، العاملون بإرادته ، الفائزون بكرامته ، اصطفاكم بعلمه ، وارتضاكم لغيبه ، واختاركم لسره ، واجتباكم بقدرته ، وأعزكم بهداه ، وخصكم ببرهانه ، وانتجبكم بنوره ، وأيدكم بروحه ، ورضيكم خلفاء في أرضه ، وحججا على بريته ، وأنصارا لدينه وحفظة لسره ، وخزنة لعلمه ، ومستودعا لحكمته ، وتراجمة لوحيه ، وأركانا لتوحيده ، وشهداء على خلقه ، وأعلاما لعباده ، ومنارا في بلاده ، وأدلاء على صراطه ، عصمكم الله من الزلل ، وآمنكم من الفتن ، وطهركم من الدنس ، وأذهب عنكم الرجس [ أهل البيت ] وطهركم تطهيرا ، فعظمتم جلاله ، وأكبرتم شأنه ، ومجدتم كرمه ، وأدمنتم ذكره ووكدتم ميثاقه ، وأحكمتم عقد طاعته ، ونصحتم له في السر والعلانية ، ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبذلتم أنفسكم في مرضاته وصبرتم على ما أصابكم في جنبه ، وأقمتم الصلاة ، وآتيتم الزكاة ، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر ، وجاهدتم في الله حق جهاده حتى أعلنتم دعوته ، وبينتم فرائضه وأقتم حدوده ، ونشرتم شرائع أحكامه ، وسننتم سنته ، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا ، وسلمتم له القضاء ، وصدقتم من رسله من مضى ، فالراغب عنكم مارق واللازم لكم لاحق ، والمقصر في حقكم زاهق والحق معكم وفيكم ومنكم وإليكم وأنتم أهله ومعدنه ، وميراث النبوة عندكم ، وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم وفصل الخطاب عندكم ، وآيات الله لديكم ، وعزائمه فيكم ونوره وبرهانه عندكم وأمره إليكم ، من ولاكم فقد والى الله ومن عاداكم فقد عادى الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله ، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله ، أنتم الصراط الأقوم ، وشهداء دار الفناء ، وشفعاء دار البقاء ، والرحمة الموصولة ، والآية المخزونة والأمانة المحفوظة ، والباب المبتلى به الناس ، من أتاكم نجى ، ومن لم يأتكم هلك إلى الله تدعون ، وعليه تدلون ، وبه تؤمنون ، وله تسلمون ، وبأمره تعملون ، وإلى سبيله ترشدون ، وبقوله تحكمون ، سعد من والاكم ، وهلك من عاداكم ، وخاب من جحدكم ، وضل من فارقكم ، وفاز من تمسك بكم ، وأمن من لجأ إليكم ، وسلم من صدقكم ، وهدي من اعتصم بكم ، من اتبعكم فالجنة مأواه ، ومن خالفكم فالنار مثواه ومن جحدكم كافر ، ومن حاربكم مشرك ، ومن رد عليكم في أسفل درك من الجحيم أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى وجار لكم فيما بقي وأن أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة ، طابت وطهرت بعضها من بعض ، خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتى من علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، وجعل صلواتنا عليكم ، وما خصنا به من ولايتكم طيبا لخلقنا ، وطهارة لأنفسنا وتزكية لنا ، وكفارة لذنوبنا ، فكنا عنده مسلمين بفضلكم ، ومعروفين بتصديقنا إياكم ، فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين ، وأعلى منازل المقربين ، وأرفع درجات المرسلين ، حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ، ولا يسبقه سابق ، ولا يطمع في إدراكه طامع ، حتى لا يبقى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا صديق ولا شهيد ، ولا عالم ولا جاهل ، ولا دني ولا فاضل ، ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح ، ولا جبار عنيد ، ولا شيطان مريد ، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد إلا عرفهم جلالة أمركم وعظم خطركم وكبر شأنكم ، وتمام نوركم ، وصدق مقاعدكم وثبات مقامكم ، وشرف محلكم ومنزلتكم عنده ، وكرامتكم عليه ، وخاصتكم لديه ، وقرب منزلتكم منه ، بأبي أنتم وأمي وأهلي ومالي وأسرتي ، اشهد الله وأشهدكم أني مؤمن بكم وبما آمنتم به كافر بعدوكم وبما كفرتم به ، مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم ، موال لكم ولأوليائكم ، مبغض لأعدائكم ومعاد لهم ، سلم لمن سالمكم [ و ] حرب لمن حاربكم محقق لما حققتم ، مبطل لما أبطلتم ، مطيع لكم ، عارف بحقكم ، مقر بفضلكم ، محتمل لعلمكم ، محتجب بذمتكم معترف بكم ، ومؤمن بإيابكم ، مصدق برجعتكم ، منتظر لامركم ، مرتقب لدولتكم ، آخذ بقولكم ، عامل بأمركم ، مستجير بكم ، زائر لكم ، لائذ عائذ بقبوركم ، مستشفع إلى الله عز وجل بكم ، ومتقرب بكم إليه ، ومقدمكم أمام طلبتي وحوائجي وإرادتي في كل أحوالي وأموري مؤمن بسركم وعلانيتكم ، وشاهدكم وغائبكم ، وأولكم وآخركم ، ومفوض في ذلك كله إليكم ومسلم فيه معكم ، وقلبي لكم سلم ، ورأيي لكم تبع ، ونصرتي لكم معدة ، حتى يحيي الله دينه بكم ويردكم في أيامه ، ويظهركم لعدله ، ويمكنكم في أرضه ، فمعكم معكم لا مع عدوكم آمنت بكم ، وتوليت آخركم بما توليت به أولكم ، وبرئت إلى الله عز وجل من أعدائكم ، ومن الجبت والطاغوت ، والشياطين وحزبهم الظالمين لكم ، والجاحدين لحقكم ، المارقين من ولايتكم ، والغاصبين لارثكم الشاكين فيكم ، المنحرفين عنكم ، ومن كل وليجة دونكم ، وكل مطاع سواكم ، ومن الأئمة الذين يدعون إلى النار ، فثبتني الله أبدا ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم ، ووفقني لطاعتكم ، ورزقني شفاعتكم ، وجعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه ، وجعلني ممن يقتص آثاركم ، ويسلك سبيلكم ، ويهتدي بهداكم ، ويحشر في زمرتكم ، ويكر في رجعتكم ، ويملك في دولتكم ، ويشرف في عافيتكم ، ويمكن في أيامكم ، وتقر عينه غدا برؤيتكم ، بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ، من أراد الله بدأ بكم ، ومن وحده قبل عنكم ، ومن قصده توجه بكم موالي لا أحصي ثناءكم ولا أبلغ من المدح كنهكم ، ومن الوصف قدركم ، وأنتم نور الأخيار ، وهداة الأبرار ، وحجج الجبار ، بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث ، وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وبكم ينفس الهم ويكشف الضر ، وعندكم ما نزلت به رسله ، وهبطت به ملائكته ، وإلى جدكم بعث الروح الأمين ( وان كانت الزيارة لأمير المؤمنين عليه السلام فقل : " والى أخيك بعث الروح الأمين " ) آتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين ، طأطأ كل شريف لشرفكم ، وبخع كل متكبر لطاعتكم ، وخضع كل جبار لفضلكم ، وذل كل شئ لكم ، وأشرقت الأرض بنوركم وفاز الفائزون بولايتكم ، بكم يسلك إلى الرضوان ، وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن ، بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ، ذكركم في الذاكرين وأسماؤكم في الأسماء ، وأجسادكم في الأجساد ، وأرواحكم في الأرواح ، وأنفسكم في النفوس ، وآثاركم في الآثار ، وقبوركم في القبور ، فما أحلى أسماءكم وأكرم أنفسكم ، وأعظم شأنكم وأجل خطركم وأوفى عهدكم ، كلامكم نور ، وأمركم رشد ، ووصيتكم التقوى ، وفعلكم الخير وعادتكم الاحسان ، وسجيتكم الكرم ، وشأنكم الحق والصدق والرفق ، وقولكم حكم وحتم ، ورأيكم علم وحلم وحزم ، إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه ، بأبي أنتم وأمي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم ، وأحصي جميل بلائكم ، وبكم أخرجنا الله من الذل وفرج عنا غمرات الكروب ، وأنقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار ، بأبي أنتم وأمي ونفسي ، بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا وأصلح ما كان فسد من دنيانا ، وبموالاتكم تمت الكلمة وعظمت النعمة وائتلفت الفرقة وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ولكم المودة الواجبة ، والدرجات الرفيعة ، والمقام المحمود ، والمقام المعلوم عند الله عز وجل ، والجاه العظيم ، والشأن كبير ، والشفاعة المقبولة ، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، يا ولي الله إن بيني وبين الله عز وجل ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاكم ، فبحق من ائتمنكم على سره ، واسترعاكم أمر خلقه ، وقرن طاعتكم بطاعته لما استوهبتم ذنوبي ، وكنتم شفعائي فاني لكم مطيع ، من أطاعكم فقد أطاع الله ، ومن عصاكم فقد عصى الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله ، اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي ، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم ، إنك أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله وسلم [ تسليما ] كثيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل " .

السادس والثلاثون : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 102 - 104
حدثنا الحسين بن علي رحمه الله ، قال حدثنا هارون بن موسى ، قال حدثنا محمد بن صدقة الرمي بمصر ، قال حدثنا داود بن [ عمر بن ] داهر بن المسب ، قال حدثني صالح بن أبي الأسود ، عن حسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه : أوصيكم بتقوى الله الذي لا يستغني عنه العباد ، فإن من رغب بالتقوى هدي في الدنيا ، واعلموا أن الموت سبيل العالمين ومصير الباقين ، يختطف المقيمين لا يعجزه لحاق الهاربين ، يهدم كل لذة ويزيل كل نعمة وتقشع كل بهجة ، والدنيا دار الفناء ولأهلها منها الجلاء ، وهي خلوة خضرة تجلب للطالب ، فارتحلوا عنها رحمكم الله بخير ما يحضركم من الزاد ، ولا تطلبوا منها ما كثر من البلاغ ، ولا تمدوا أعينكم فيها إلى ما متع به المترفون ، ألا إن الدنيا قد تنكرت وأدبرت واخلولقت وآذن بوداع ، ألا وإن الآخرة قد رحلت وأقبلت باطلاع . معاشر الناس كأني على الحوض أنظر ما يرد علي منكم ، وسيؤخر أناس دوني فأقول : يا رب مني ومن أمتي . فيقال : هل شعرت بما عملوا بعدك ، والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم . معاشر الناس أوصيكم الله في عترتي وأهل بيتي خيرا ، فإنهم مع الحق والحق معهم ، وهم الأئمة الراشدون بعدي والأمناء المعصومون . فقام إليه عبد الله بن العباس فقال : يا رسول الله كم الأئمة بعدك ؟ قال : عدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى ، تسعة من صلب الحسين ، ومنهم مهدي هذه الأمة . وهذا زيد بن أرقم روى عنه محمد بن زياد وزيد بن حسان وأبو الضحى .

السابع والثلاثون : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 113 - 114
أخبرنا أبو المفضل الشيباني ، قال حدثني حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي ، قال حدثنا محمد بن مسعود ، عن يوسف بن السخت عن سفيان الثوري ، عن موسى بن عبيدة أياس بن مسلمة بن الأكوع ، عن أبي أيوب الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : أنا سيد الأنبياء [ وعلي سيد الأوصياء ] وسبطاي خير الأسباط ، ومنا الأئمةالمعصومون من صلب الحسين عليه السلام ، ومنا مهدي هذه الأمة . فقام إليه أعرابي فقال : يا رسول الله كم الأئمة بعدك ؟ قال : عدد الأسباط وحواري عيسى ونقباء بني إسرائيل .

الثامن والثلاثون : كفاية الأثر - الخزاز القمي - ص 180 - 182
في النصوص على الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم ) حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة ، قال حدثنا أبو الحسين زيد بن جعفر بن محمد بن الحسين الخزاز بالكوفة في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة ، قال حدثنا العباس بن العباس الجوهري ببغداد في دار عميرة ، قال حدثني عفان بن مسلم ، قال حدثني حماد بن سلمة ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن سداد بن أوس ، قال : لما كان يوم الجمل قلت : لا أكون مع علي ولا أكون عليه ، وتوقفت عن القتال إلى انتصاف النهار ، فلما كان قرب الليل ألقى الله في قلبي أن أقاتل مع علي ، فقاتلت معه حتى كان من أمره ما كان ، ثم إني أتيت المدينة فدخلت على أم سلمة ، قالت : من أين أقبلت ؟ قلت : من البصرة . قالت : مع أي الفريقين كنت ؟ قلت : يا أم المؤمنين إني توقفت عن القتال إلى انتصاف النهار وألقى الله عز وجل أن أقاتل مع علي . قالت : نعم ما عملت ، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : من حارب عليا فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله . قلت : فترين أن الحق مع علي ؟ قالت : أي والله علي مع الحق والحق معه ، والله ما أنصف أمة محمد نبيهم إذ قدموا من أخره الله عز وجل ورسوله وأخروا من قدمه الله تعالى ورسوله ، وأنهم صانوا حلائلهم في بيوتهم وأبرزوا حليلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [ إلى الفناء ] ، والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : لأمتي فرقة وجعلة فجامعوها إذا اجتمعت وإذا افترقت فكونوا من النمط الأوسط ، ثم ارقبوا أهل بيتي فإن حاربوا فحاربوا وإن سالموا فسالموا وإن زالوا فزالوا معهم ، فإن الحق معهم حيث كانوا . قلت : فمن أهل بيته ؟ [ قالت : أهل بيته ] الذين أمرنا بالتمسك بهم ؟ قالت : هم الأئمة بعده كما قال : عدد نقباء بني إسرائيل علي وسبطاه وتسعة من صلب الحسين ، هم أهل بيته هم المطهرون والأئمة المعصومون . قلت : إنا لله هلك الناس إذا . قالت : كل حزب بما لديهم فرحون .


التاسع والثلاثون : تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي - ج 6 - ص 95 - 100
روى محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال : حدثنا علي بن أحمد بن موسى والحسين بن إبراهيم بن أحمد الكاتب قالا : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثنا موسى بن عبد الله النخعي قال : قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب ( عليهم السلام ) علمني يا ابن رسول الله قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم فقال : إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين وأنت عن غسل ، فإذا دخلت فقف وقل الله أكبر الله أكبر ثلاثين مرة ، قم امش قليلا وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك ثم قف وكبر الله عز وجل ثلاثين مرة ، ثم ادن من القبر وكبر الله أربعين تكبيرة تمام المائة تكبيرة ثم قال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة ، وخزان العلم ، ومنتهى الحلم ، وأصول الكرم ، وقادة الأمم ، وأولياء النعم ، وعناصر الأبرار ، ودعائم الأخيار . وساسة العباد . وأركان البلاد ، وأبواب الايمان ، وامناء الرحمن ، وسلالة النبيين ، وصفوة المرسلين ، وعترة خيرة رب العالمين ، ورحمة الله وبركاته ، السلام على أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، واعلام التقى وذوي النهي ، وأولى الحجى ، وكهف الورى ، وورثة الأنبياء ، والمثل الاعلى ، والدعوة الحسنى ، وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى ورحمة الله وبركاته ، السلام على محال معرفة الله ، ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله ، وحفظة سر الله ، وحملة كتاب الله . وأوصياء نبي الله ، وذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ورحمة الله وبركاته ، السلام على الدعاة إلى الله ، والأدلاء على مرضات الله ، المستقرين في امر الله ، والتامين في محبة الله ، والمخلصين في توحيد الله ، والمظهرين لأمر الله ونهيه وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ورحمة الله وبركاته ، السلام على الأئمة الدعاة ، والقادة الهداة والسادة الولاة ، والذادة الحماة ، وأهل الذكر ، وأولي الأمر ، وبقية الله وخيرته ، وعيبة علمه وحجته ، وصراطه ونوره ورحمة الله وبركاته ، اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه وشهدت له ملائكته وأولوا العلم من خلقه لا إله إلا الله العزيز الحكيم ، وأشهد أن محمدا عبده المنتجب ورسوله المرتضى أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، واشهد انكم الأئمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون المتقون الصادقون المصطفون المطيعون لله ، القوامون بأمره ، العاملون بإرادته ، الفائزون بكرامته ، اصطفاكم بعلمه ، وارتضاكم لغيبه ، واختاركم لسره ، واجتباكم بقدرته ، وأعزكم بهداه ، وخصكم ببرهانه ، وانتجبكم لنوره ، وأيدكم بروحه ، ورضيكم خلفاء في ارضه . وحججا على بريته ، وأنصارا لدينه ، وحفظة لسره ، وخزنة لعلمه . ومستودعا لحكمته ، وتراجمة لوحيه ، وأركانا لتوحيده . وشهداء على خلقه ، واعلاما لعباده ، ومنارا في بلاده ، وأدلاء على صراطه عصمكم الله من الزلل ، وآمنكم من الفتن ، وطهركم من الدنس ، واذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا ، فعظمتم جلاله وأكبرتم شأنه ، ومجدتم كرمه ، وأدمنتم ذكره ، ووكدتم ميثاقه ، وأحكمتم عقد طاعته ، ونصحتم له في السر والعلانية ، ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة . وبذلتم أنفسكم في مرضاته ، وصبرتم على ما أصابكم في جنبه ، وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة . وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر ، وجاهدتم في الله حق جهاده ، حتى أعلنتم دعوته ، وبينتم فرائضه ، وأقمتم حدوده ، ونشرتم شرائع أحكامه ، وسننتم سنته ، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا ، وسلمتم له القضا ، وصدقتم من رسله من مضى ، فالراغب عنكم مارق ، واللازم لكم لاحق ، والمقصر في حقكم زاهق ، والحق معكم وفيكم ومنكم واليكم ، وأنتم أهله ومعدنه ومثواه ومنتهاه وميراث النبوة عندكم ، وإياب الخلق إليكم ، وحسابهم عليكم ، وفصل الخطاب عندكم ، وآيات الله لديكم ، وعزائمه فيكم ، ونوره وبرهانه عندكم ، وأمره إليكم من والاكم فقد والى الله ، ومن عادى كم فقد عاد الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله ، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله ، أنتم الصراط الأقوم وشهداء دار الفناء ، وشفعاء دار البقاء ، والرحمة الموصولة ، والآية المخزونة . والأمانة المحفوظة ، والباب المبتلى به الناس ، من اتاكم نجا ومن لم يأتكم هلك ، إلى الله تدعون ، وعليه تدلون ، وبه تؤمنون ، وله تسلمون ، وبأمره تعملون ، والى سبيله ترشدون ، وبقوله تحكمون ، سعد من والاكم ، وهلك من عاداكم ، وخاب من جحدكم ، وضل من فارقكم ، وفاز من تمسك بكم ، وامن من لجأ إليكم ، وسلم من صدقكم ، وهدي من اعتصم بكم ، من اتبعكم فالجنة مأواه ، ومن خالفكم فالنار مثواه ، ومن جحدكم كافر ، ومن حاربكم مشرك ومن رد عليكم ، فهو في أسفل درك الجحيم ، اشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى ، وجار لكم فيما بقي ، وان أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض ، خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين ، حتى من علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه ، فجعل صلاتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم ، طيبا لخلقنا ، وطهارة لأنفسنا ، وبركة لنا ، وكفارة لذنوبنا ، وكنا عنده مسلمين بفضلكم ومعروفين بتصديقنا إياكم ، فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين ، وأعلى منازل المقربين وارفع درجات المرسلين ، حيث لا يلحقه لاحق ، والا يفوقه فائق ، ولا يسبقه سابق ، ولا يطمع في ادراكه طامع ، حتى لا يبقى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ولا صديق ولا شهيد . ولا عالم ولا جاهل . ولا دني ولا فاضل ، ولا مؤمن صالح . ولا فاجر طالح ، ولا جبار عنيد ولا شيطان مريد ، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد إلا عرفهم جلالة أمركم ، وعظم خطركم ، وكبر شأنكم ، وتمام نوركم ، وصدق مقاعدكم ، وثبات مقامكم ، وشرف محلكم ، ومنزلتكم عنده ، وكرامتكم عليه ، وخاصتكم لديه ، وقرب منزلتكم منه ، بابي أنتم وأمي وأهلي ومالي وأسرتي اشهد الله وأشهدكم اني مؤمن بكم وبما آمنتم به ، كافر بعدوكم وبما كفرتم به ، مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم ، موال لكم ولأوليائكم ، مبغض لأعدائكم ومعاد لهم ، سلم لمن سالمكم ، حرب لمن حاربكم ، محقق لما حققتم ، مبطل لما أبطلتم ، مطيع لكم ، عارف بحقكم مقر بفضلكم محتمل لعلمكم ، محتجب بذمتكم معترف بكم ، مؤمن بإيابكم ، مصدق برجعتكم ، منتظر لامركم ، مرتقب لدولتكم ، آخذ بقولكم ، عامل بأمركم ، مستجير بكم ، زائر لكم عائذ بقبوركم ، مستشفع إلى الله بكم ، متقرب بكم إليه ، ومقدمكم امام طلبتي وحوائجي وإرادتي في كل أحوالي وأموري ، مؤمن بسركم وعلانيتكم وشاهدكم وغائبكم وأولكم وآخركم ، ومفوض في ذلك كله إليكم ، ومسلم فيه معكم ، وقلبي لكم مسلم ، ورأيي لكم تبع ، ونصرتي لكم معدة حتى يحيي الله دينه بكم ، ويردكم في أيامه ، ويظهركم لعدله ، ويمكنكم في ارضه ، فمعكم معكم لا مع غيركم ، آمنت بكم وتوليت آخركم بما توليت به أولكم ، وبرأت إلى الله عز وجل من أعدائكم ومن الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم ، الظالمين لكم الجاحدين لحقكم ، والمارقين من ولايتكم والغاصبين لارثكم ، الشاكين فيكم ، المنحرفين عنكم ، ومن كل وليجة دونكم وكل مطاع سواكم ، ومن الأئمة الذين يدعون إلى النار فثبتني الله ابدا ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم ، ووفقني لطاعتكم ورزقني شفاعتكم وجعلني من خيار مواليكم ، التابعين لما دعوتم إليه ، وجعلني ممن يقتص آثاركم ، ويسلك سبيلكم ، ويهتدي بهداكم ، ويحشر في زمرتكم ، ويكر في رجعتكم ، ويملك في دولتكم ، ويشرف في عافيتكم ، ويمكن في أيامكم ، وتقر عينه غدا برؤيتكم ، بابي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي وأسرتي ، من أراد الله بدأ بكم ، ومن وحده قبل عنكم ، ومن قصده توجه بكم ، موالي لا أحصي ثناءكم ، ولا أبلغ من المدح كنهكم ، ومن الوصف قدركم وأنتم نور الأخيار . وهداة الأبرار ، وحجج الجبار ، بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث ، وبكم يمسك السماء ان تقع على الأرض إلا باذنه ، وبكم ينفس الهم ويكشف الضر ، وعندكم ما نزلت به رسله وهبطت به ملائكته ، والى جدكم بعث الروح الأمين وان كانت الزيارة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقل والى أخيك بعث الروح الأمين آتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين ، طأطأ كل شريف لشرفكم ، وبخع كل متكبر لطاعتكم وخضع كل جبار لفضلكم ، وذل كل شئ لكم ، وأشرقت الأرض بنوركم ، وفاز الفائزون بولايتكم ، فبكم يسلك إلى الرضوان ، وعلى من جحد . ولايتكم غضب الرحمن ، بابي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ذكركم في الذاكرين ، وأسماؤكم في الأسماء ، وأجسادكم في الأجساد ، وأرواحكم في الأرواح وأنفسكم في النفوس ، وآثاركم في الآثار ، وقبوركم في القبور ، فما أحلى أسماءكم ، وأكرم أنفسكم ، وأعظم شأنكم ، وأجل خطركم ، وأوفى عهدكم ، وأصدق وعدكم كلامكم نور . وأمركم رشد ، ووصيتكم التقوى ، وفعلكم الخير ، وعادتكم الاحسان ، وسجيتكم الكرم ، وشأنكم الحق والصدق والرفق ، وقولكم حكم وحتم ورأيكم علم وحلم وحزم ، ان ذكر الخير كنتم أوله واصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه بابي أنتم وأمي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم ، وأحصي جميل بلائكم ، وبكم أخرجنا الله من الذل وفرج عنا غمرات الكروب ، وأنقذنا بكم من شفا جرف الهلكات ومن النار ، بابي أنتم وأمي ونفسي بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا . وأصلح ما كان فسد من دنيانا وبموالاتكم تمت الكلمة . وعظمت النعمة ، وائتلفت الفرقة وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ، ولكم المودة الواجبة والدرجات الرفيعة ، والمكان المحمود والمقام المعلوم عند الله عز وجل ، والجاه العظيم ، والشأن الكبير ، والشفاعة المقبولة ، ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب ، سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ، يا ولي الله ان بيني وبين الله عز وجل ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاكم . فبحق من ائتمنكم على سره . واسترعاكم امر خلقه ، وقرن طاعتكم بطاعته لما استوهبتم ذنوبي وكنتم شفعائي ، فاني لكم مطيع . من أطاعكم فقد أطاع الله ، ومن عصاكم فقد عصى الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله ، اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي ، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك ، أسألك ان تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم ، انك ارحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ) . الوداع إذا أردت الانصراف : ( السلام عليكم سلام مودع لاسأم ولا قال ولا مال ورحمة الله وبركاته يا أهل بيت النبوة انه حميد مجيد سلام ولي غير راغب عنكم ولا مستبدل بكم ولا مؤثر عليكم ولا منحرف عنكم ولا زاهد في قربكم ، لا جعله الله آخر العهد من زيارة قبوركم واتيان مشاهدكم والسلام عليكم ، وحشرني الله في زمرتكم ، وأوردني حوضكم . وجعلني في حزبكم ، وأرضاكم عني وقلبني في دولتكم وأحياني في رجعتكم ، وملكني في أيامكم ، وشكر سعيي بكم ، وغفر ذنبي بشفاعتكم وأقال عثرتي بمحبتكم ، وأعلى كعبي بموالاتكم ، وشرفني بطاعتكم ، وأعزني بهداكم ، وجعلني ممن انقلب مفلحا منجحا غانما سالما معافى غنيا فائزا برضوان الله وفضله وكفايته ، بأفضل ما ينقلب به أحد من زواركم ومواليكم ومحبيكم وشيعتكم ، ورزقني الله العود ثم العود ابدا ما أبقاني ربي بنية صادقة وايمان وتقوى وإخبات ورزق واسع حلال طيب ، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتهم وذكرهم والصلاة عليهم وأوجب لي المغفرة والخير والرحمة والبركة والتقوى والفوز والنور والايمان وحسن الإجابة كما أوجبت لأوليائك العارفين بحقهم الموجبين طاعتهم والراغبين في زيارتهم المتقربين إليك واليهم بابي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي اجعلوني في همكم وصيروني في حزبكم وأدخلوني في شفاعتكم واذكروني عند ربكم ، اللهم صلى على محمد وآل محمد وأبلغ أرواحهم وأجسادهم مني السلام والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته ) .

زيارة أخرى جامعة ( 178 ) 2 - محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن يحيى عن هارون بن مسلم عن علي بن حسان قال : سئل الرضا ( عليه السلام ) عن اتيان قبر أبي الحسن ( عليه السلام ) فقال : صلوا في المساجد حوله ويجزي في المواضع كلها ان تقول : ( السلام على أولياء الله وأصفيائه . السلام على أمناء الله وأحبائه ، السلام على أنصار الله وخلفائه ، السلام على محال معرفة الله ، السلام على مساكن ذكر الله السلام على مظهري امر الله ونهيه ، السلام على الدعاة إلى الله السلام على المستقرين في مرضات الله ، السلام على الممحصين في طاعة الله ، السلام على الادلاء على الله ، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله ، ومن عاداهم فقد عادى الله ، ومن عرفهم فقد عرف الله ، ومن جهلهم فقد جهل الله ، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله ، واشهد اني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم ، مؤمن بسركم وعلانيتكم مفوض في ذلك كله إليكم ، لعن الله عدو آل محمد من الجن والإنس وابرأ إلى الله منهم ، وصلى الله على محمد وآله ) هذا يجزي في الزيارات كلها وتكثر من الصلاة على محمد وآله وتسمي واحدا واحدا بأسمائهم وتبرأ من أعدائهم وتخير لنفسك من الدعاء وللمؤمنين والمؤمنات .


والاربعون : كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 93 - 94
محمد بن همام ، قال : حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن عيسى القوهستاني ، قال : حدثنا بدر بن إسحاق بن بدر الأنماطي في سوق الليل بمكة وكان شيخا نفيسا من إخواننا الفاضلين ، وكان من أهل قزوين في سنة خمس وستين ومائتين ، قال : حدثني أبي : إسحاق بن بدر ، قال : حدثنا جدي بدر بن عيسى ، قال : " سألت أبي : عيسى بن موسى - وكان رجلا مهيبا - فقلت له : من أدركت من التابعين ؟ فقال : ما أدري ما تقول لي ، ولكني كنت بالكوفة فسمعت شيخا في جامعها يتحدث عن عبد خير ، قال : سمعت أمير علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول : قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، الأئمة الراشدون المهتدون المعصومون من ولدك أحد عشر إماما ، وأنت أولهم ، آخرهم اسمه اسمي يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، يأتيه الرجل والمال كدس ، فيقول : يا مهدي ، أعطني . فيقول : خذ "


الحادي والأربعون:الغيبة - الشيخ الطوسي - ص 287 - 290
246 - وبهذا الاسناد ، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي رضي الله عنه ، عن سعد بن عبد الله الأشعري قال : حدثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري رحمه الله ، أنه جاءه بعض أصحابنا يعلمه أن جعفر بن علي كتب إليه كتابا يعرفه فيه نفسه ، ويعلمه أنه القيم بعد أخيه ، وأن عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من العلوم كلها . قال أحمد بن إسحاق : فلما قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام وصيرت كتاب جعفر في درجه ، فخرج الجواب إلي في ذلك . بسم الله الرحمن الرحيم أتاني كتابك أبقاك الله ، والكتاب الذي أنفذته درجه وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه على اختلاف ألفاظه ، وتكرر الخطأ فيه ، ولو تدبرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه ، والحمد لله رب العالمين حمدا لا شريك له على إحسانه إلينا ، وفضله علينا ، أبى الله عز وجل للحق إلا إتماما ، وللباطل إلا زهوقا ، وهو شاهد علي بما أذكره ، ولي عليكم بما أقوله ، إذا اجتمعنا ليوم لا ريب فيه ويسألنا عما نحن فيه مختلفون ، إنه لم يجعل لصاحب الكتاب على المكتوب إليه ولا عليك ولا على أحد من الخلق جميعا إمامة مفترضة ، ولا طاعة ولا ذمة ، وسأبين لكم جملة تكتفون بها إن شاء الله تعالى . يا هذا يرحمك الله إن الله تعالى لم يخلق الخلق عبثا ، ولا أهملهم سدى ، بل خلقهم بقدرته ، وجعل لهم أسماعا وأبصارا وقلوبا وألبابا ، ثم بعث إليهم النبيين عليهم السلام مبشرين ومنذرين ، يأمرونهم بطاعته وينهونهم عن معصيته ، ويعرفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم ودينهم ، وأنزل عليهم كتابا ، وبعث إليهم ملائكة يأتين بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الذي جعله لهم عليهم ، وما آتاهم من الدلائل الظاهرة والبراهين الباهرة ، والآيات الغالبة . فمنهم من جعل النار عليه بردا وسلاما واتخذه خليلا ، ومنهم من كلمه تكليما وجعل عصاه ثعبانا مبينا ، ومنهم من أحيى الموتى بإذن الله ، وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله ، ومنهم من علمه منطق الطير وأوتي من كل شئ ، ثم بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين ، وتمم به نعمته ، وختم به أنبياءه ، وأرسله إلى الناس كافة ، وأظهر من صدقه ما أظهر ، وبين من آياته وعلاماته ما بين . ثم قبضه صلى الله عليه وآله وسلم حميدا فقيدا سعيدا ، وجعل الامر [ من ] بعده إلى أخيه وابن عمه ووصيه ووارثه علي بن أبي طالب عليه السلام ثم إلى الأوصياء من ولده واحدا واحدا ، أحيى بهم دينه ، وأتم بهم نوره ، وجعل بينهم وبين إخوانهم وبني عمهم والأدنين فالأدنين من ذوي أرحامهم فرقانا بينا يعرف به الحجة من المحجوج ، والامام من المأموم . بأن عصمهم من الذنوب ، وبرأهم من العيوب ، وطهرهم من الدنس ، ونزههم من اللبس ، وجعلهم خزان علمه ، ومستودع حكمته ، وموضع سره ، وأيدهم بالدلائل ، ولولا ذلك لكان الناس على سواء ولادعى أمر الله عز وجل كل أحد ، ولما عرف الحق من الباطل ، ولا العالم من الجاهل . وقد ادعى هذا المبطل المفتري على الله الكذب بما ادعاه ، فلا أدري بأية حالة هي له رجاء أن يتم دعواه ، أبفقه في دين الله ؟ فوالله ما يعرف حلالا من حرام ولا يفرق بين خطأ وصواب ، أم بعلم فما يعلم حقا من باطل ، ولا محكما من متشابه ولا يعرف حد الصلاة ووقتها ، أم بورع فالله شهيد على تركه الصلاة الفرض أربعين يوما ، يزعم ذلك لطلب الشعوذة ، ولعل خبره قد تأدى إليكم ، وهاتيك ظروف مسكره منصوبة ، وآثار عصيانه لله عز وجل مشهورة قائمة ، أم بآية فليأت بها ، أم بحجة فليقمها ، أو بدلالة فليذكرها . قال الله عز وجل في كتابه : ( بسم الله الرحمن الرحيم حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون * قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين * ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ) . فالتمس تولى الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت لك ، وامتحنه وسله عن آية من كتاب الله يفسرها أو صلاة فريضة يبين حدودها وما يجب فيها ، لتعلم حاله ومقداره ، ويظهر لك عواره ونقصانه ، والله حسيبه . حفظ الله الحق على أهله ، وأقره في مستقره ، وقد أبى الله عز وجل أن تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام ، وإذا أذن الله لنا في القول ظهر الحق ، واضمحل الباطل ، وانحسر عنكم ، وإلى الله أرغب في الكفاية ، وجميل الصنع والولاية ، وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وآل محمد .

لثاني والأربعون:الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 718 - 722
988 / 7 - حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الطائي ، قال : حدثنا محمد بن الحسين الخشاب ، قال : حدثنا محمد ابن محسن ، عن المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه ( عليهم السلام ) ، قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : والله ما دنياكم عندي إلا كسفر على منهل حلوا ، إذ صاح بهم سائقهم فارتحلوا ، ولا لذاذتها في عيني إلا كحميم أشربه غساقا ، وعلقم أتجرعه زعاقا ، وسم أفعى أسقاه دهاقا ، وقلادة من نار أوهقها خناقا ، ولقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها ، وقال لي : اقذف بها قذف الأتن ، لا يرتضيها ليرقعها . فقلت له : اغرب عني ، فعند الصباح يحمد القوم السرى ، وتنجلي عنا علالات الكرى . ولو شئت لتسربلت بالعبقري المنقوش من ديباجكم ، ولأكلت لباب هذا البر بصدور دجاجكم ، ولشربت الماء الزلال برقيق زجاجكم ، ولكني أصدق الله جلت عظمته حيث يقول : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار ) ، فكيف أستطيع الصبر على نار لو قذفت بشرارة إلى الأرض لأحرقت نبتها ، ولو اعتصمت نفس بقلة لأنضجها وهج النار في قلتها ؟ وأيما خير لعلي أن يكون عند ذي العرش مقربا ، أو يكون في لظى خسيئا مبعدا ، مسخوطا عليه بجرمه مكذبا . والله لان أبيت على حسك السعدان مرقدا ، وتحتي أطمار على سفاها ممددا ، أو أجر في أغلالي مصفدا ، أحب إلي من أن ألقى في القيامة محمدا خائنا في ذي يتمة أظلمه بفلسه متعمدا ، ولم أظلم اليتيم وغير اليتيم ! لنفس تسرع إلى البلاء قفولها ، ويمتد في أطباق الثرى حلولها ، وإن عاشت رويدا فبذي العرش نزولها . معاشر شيعتي ، احذروا فقد عظتكم الدنيا بأنيابها ، تختطف منكم نفسا بعد نفس كذئابها ، وهذه مطايا الرحيل قد أنيخت لركابها . ألا إن الحديث ذو شجون ، فلا يقولن قائلكم : إن كلام علي متناقض ، لان الكلام عارض . ولقد بلغني أن رجلا من قطان المدائن تبع بعد الحنيفية علوجه ، ولبس من نالة دهقانه منسوجه ، وتضمخ بمسك هذه النوافج صباحه ، وتبخر بعود الهند رواحه ، وحوله ريحان حديقة يشم نفاحه ، وقد مد له مفروشات الروم على سرره ، تعسا له بعد ما ناهز السبعين من عمره ، وحوله شيخ يدب على أرضه من هرمه ، وذو يتمة تضور من ضره ومن قرمه ، فما واساهم بفاضلات من علقمة ، لئن أمكنني الله منه لأخضمنه خضم البر ، ولأقيمن عليه حد المرتد ، ولأضربنه الثمانين بعد حد ، ولأسدن من جهله كل مسد ، تعسا له أفلا شعر ، أفلا صوف ، أفلا وبر ، أفلا رغيف قفار الليل إفطار مقدم ، أفلا عبرة على خد في ظلمة ليال تنحدر ؟ ولو كان مؤمنا لاتسقت له الحجة إذا ضيع ما لا يملك . والله لقد رأيت عقيلا أخي وقد أملق حتى استماحني من بركم صاعه ، وعاودني في عشر وسق من شعيركم يطعمه جياعه ، ويكاد يلوي ثالث أيامه خامصا ما استطاعه ، ورأيت أطفاله شعث الألوان من ضرهم كأنما اشمأزت وجوههم من قرهم ، فلما عاودني في قوله وكرره ، أصغيت إليه سمعي فغره ، وظنني أوتغ ديني فأتبع ما سره ، أحميت له حديدة لينزجر ، إذ لا يستطيع منها دنوا ولا يصبر ، ثم أدنيتها من جسمه ، فضج من ألمه ، ضجيج ذي دنف يئن من سقمه ، وكاد يسبني سفها من كظمه ، ولحرقة في لظى أضنى له من عدمه ، فقلت له : ثكلتك الثواكل يا عقيل ، أتئن من حديدة أحماها إنسانها لمدعبه ، وتجرني إلى نار سجرها جبارها من غضبه ؟ ! أتئن من الأذى ، ولا أئن من لظى ؟ ! والله لو سقطت المكافاة عن الأمم ، وتركت في مضاجعها باليات في الرمم ، لاستحييت من مقت رقيب يكشف فاضحات من الأوزار تنسخ ، فصبرا على دنيا تمر بلأوائها كليلة بأحلامها تنسلخ ، كم بين نفس في خيامها ناعمة ، وبين أثيم في جحيم يصطرخ ؟ ولا تعجب من هذا ، واعجب بلا صنع منا ، من طارق طرقنا بملفوفات زملها في وعائها ، ومعجونة بسطها في إنائها ، فقلت له أصدقة ، أم نذر ، أم زكاة ؟ وكل ذلك يحرم علينا أهل بيت النبوة ، ومعوضن منه خمس ذي القربى في الكتاب والسنة . فقال لي : لا ذاك ولا ذاك ، ولكنه هدية . فقلت له : ثكلتك الثواكل ، أفعن دين الله تخدعني بمعجونة غرقتموها بقندكم ، وخبيصة صفراء أتيتموني بها بعصير تمركم ؟ أمختبط ، أم ذو جنة ، أم تهجر ؟ أليست النفوس عن مثقال حبة من خردل مسؤولة ؟ فماذا أقول في معجونة أتزقمها معمولة ؟ والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها ، واسترق لي قطانها ، مذعنة بأملاكها ، على أن أعصي الله في نملة أسلبها شعيرة فألوكها ، ما قبلت ولا أردت ، ولدنياكم أهون عندي من ورقة في جرادة تقضمها ، وأقذر عندي من عراقة خنزير يقذف بها أجذمها ، وأمر على فؤادي من حنظلة يلوكها ذو سقم فيبشمها ، فكيف أقبل ملفوفات عكمتها في طيها ، ومعجونة كأنها عجنت بريق حية أو قيها ؟ اللهم إني نفرت عنها نفار المهرة من راكبها ، أريه السها ويريني القمر . أمتنع من وبرة من قلوصها ساقطة ، وابتلع إبلا في مبركها رابطة ؟ أدبيب العقارب من وكرها ألتقط ، أم قواتل الرقش في مبيتي ارتبط ؟ فدعوني أكتفي من دنياكم بملحي وأقراصي ، فبتقوى الله أرجو خلاصي ، ما لعلي ونعيم يفنى ولذة تنتجها المعاصي ؟ سألقى وشيعتي ربنا بعيون مرة ، وبطون خماص ( ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ) ونعوذ بالله من سيئات الأعمال . وصلى الله على محمد وآله وسلم كثيرا

الثالث والأربعون:عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 305 - 309
1 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه ومحمد بن أحمد السناني وعلي بن عبد الوراق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب قالوا : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي وأبو الحسين الأسدي قالوا : حدثنا محمد بن إسماعيل المكي البرمكي قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي قال : قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام : علمني يا ابن رسول الله قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم فقال : إذا صرت إلى الباب فقف وأشهد الشهادتين وأنت على غسل فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل : الله أكبر ثلاثين مرة ثم أمش قليلا وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك ثم قف وكبر الله عز وجل ثلاثين مرة ثم أدن من القبر وكبر الله أربعين مرة تمام مأة تكبيرة ثم قل : ( السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي ومعدن الرسالة وخزان العلم ومنتهى الحلم وأصول الكرم وقادة الأمم وأولياء النعم وعناصر الأبرار ودعائم الأخيار وساسة العباد وأركان البلاد وأبواب الايمان وأمناء الرحمن وسلالة النبيين وصفوة المرسلين وعترة خيرة رب العالمين ورحمة الله وبركاته ، السلام أئمة الهدى ومصابيح الدجى واعلام التقى وذوي النهى وأولي الحجى وكهف الورى وورثة الأنبياء والمثل الاعلى والدعوة الحسنى وحجج الله على أهل الآخرة والأولى ورحمة الله وبركاته ، السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله وحملة كتاب الله وأوصياء نبي الله وذرية رسول الله ( ص ) ورحمة الله وبركاته السلام على الدعاة إلى الله والأدلاء على على مرضات الله والمستقرين في أمر الله ونهيه والتامين في محبة الله والمخلصين في توحيد الله والمظهرين لأمر الله ونهيه وعباده المكرمين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ورحمة الله وبركاته ، السلام على أئمة الدعاة والقادة الهداة والسادة الولاة والذادة الحماة وأهل الذكر وأولي الأمر وبقية الله وخيرته وحزبه وعيبة علمه وحجته وصراطه ونوره وبرهانه ورحمة الله وبركاته ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه وشهدت له ملائكته وأولوا العلم من خلقه لا إله إلا هو العزيز الحكيم وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ورسوله المرتضى أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون المتقون الصادقون المصطفون المطيعون لله القوامون بأمره العاملون بإرادته الفائزون بكرامته اصطفاكم بعلمه وارتضاكم لدينه واختاركم لسره واجتباكم بقدرته وأعزكم بهداه وخصكم ببرهانه وانتجبكم لنوره وأيدكم بروحه ورضيكم خلفاء في أرضه وحججا على بريته وأنصارا لدينه وحفظة لسره وخزنة لعلمه ومستودعا لحكمته وتراجمة لوحيه وأركانا لتوحيده وشهداء على خلقه وأعلاما لعباده ومنارا في بلاده وادلاء على صراطه ، عصمكم الله من الزلل وآمنكم من الفتن وطهركم من الدنس وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا فعظمتم جلاله وكبرتم شأنه ومجدتم كرمه وأدمنتم ذكره ووكدتم ميثاقه وحكمتم عقد طاعته ونصحتم له في السر والعلانية ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة وبذلتم أنفسكم في مرضاته وصبرتم على ما أصابكم في جنبه وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم في الله حق جهاده حتى أعلنتم دعوته وبينتم فرائضه وأقمتم حدوده ونشرتم شرائع أحكامه وسننتم سنته وصرتم في ذلك منه إلى الرضا وسلمتم له القضاء وصدقتم من رسله من مضى ، فالراغب عنكم مارق واللازم لكم لاحق والمقصر في حقكم زاهق والحق معكم وفيكم ومنكم وإليكم وأنتم أهله ومعدنه وميراث النبوة عندكم وإياب الخلق إليكم وحسابه عليكم وفصل الخطاب عندكم وآيات الله لديكم وعزائمه فيكم ونوره وبرهانه عندكم وأمره إليكم من والاكم فقد ‹ صفحة 307 › والى الله ومن عاداكم عادى الله ومن أحبكم فقد أحب الله ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله أنتم السبيل الأعظم والصراط الأقوم وشهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء والرحمة الموصلة والآية المخزونة والأمانة المحفوظة والباب المبتلى به الناس ، من أتاكم نجى ومن لم يأتكم هلك ، إلى الله تدعون وعليه تدلون وبه تؤمنون وله تسلمون وبأمره تعملون وإلى سبيله ترشدون وبقوله تحكمون سعد والله من والاكم وهلك من عاداكم وخاب من جحدكم وضل من فارقكم وفاز من تمسك بكم وأمن من لجأ إليكم وسلم صدقكم وهدى من أعتصم بكم ومن اتبعكم فالجنة مأواه ومن خالفكم فالنار مثواه ومن جحدكم كافر ومن حاربكم مشرك ومن رد عليكم فهو في أسفل درك من الجحيم ، أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى وجار لكم فيما بقي وأن أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض خلقكم أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتى من علينا فجعلكم الله في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وجعل صلاتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيبا لخلقنا وطهارة لأنفسنا وتزكية لنا وكفارة لذنوبنا فكنا عنده مسلمين بفضلكم ومعروفين بتصديقنا إياكم فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين وأعلى منازل المقربين وأرفع درجات أوصياء المرسلين حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ولا يسبقه سابق ولا يطمع في إدراكه طامع حتى لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا صديق ولا شهيد ولا عالم ولا جاهل ولا دني ولا فاضل ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح ولا جبار عنيد ولا شيطان مريد ولا خلق فيما بين ذلك شهيد إلا عرفهم جلالة أمركم وعظم خطركم وكبر شأنكم وتمام نوركم وصدق مقاعدكم وثبات مقامكم وشرف محلكم ومنزلتكم عنده وكرامتكم عليه وخاصتكم لديه وقرب منزلتكم منه بأبي أنتم وأمي وأهلي ومالي وأسرتي أشهد الله وأشهدكم إني مؤمن بكم وبما أتيتم به كافر بعدوكم وبما كفرتم به مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم موال لكم ولأوليائكم مبغض لأعدائكم ومعاد لهم وسلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم محقق لما حققتم مبطل لما أبطلتم مطيع لكم عارف بحقكم مقر بفضلكم محتمل لعلمكم محتجب بذمتكم معترف بكم مؤمن بإيابكم مصدق برجعتكم منتظر لامركم مرتقب لدولتكم آخذ ‹ صفحة 308 › بقولكم عامل بأمركم مستجير بكم زائر لكم عائذ بكم لائذ بقبوركم مستشفع إلى الله عز وجل بكم ومتقرب بكم إليه ومقدمكم أمام طلبتي وحوائجي وإرادتي في كل أحوالي وأموري ، مؤمن بسركم وعلانيتكم وشاهدكم وغائبكم وأولكم وآخركم ومفوض في ذلك كله إليكم ومسلم فيه معكم وقلبي لكم مؤمن ورأيي لكم تبع ونصرتي لكم معدة يحيي الله تعالى دينه بكم ويردكم في أيامه ويظهركم لعدله ويمكنكم في أرضه ، فمعكم معكم لا مع عدوكم آمنت بكم وتوليت آخركم بما توليت به أولكم وبرئت إلى الله تعالى من أعدائكم ومن الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم الظالمين لكم والجاحدين لحقكم والمارقين من ولايتكم والغاصبين لارثكم الشاكين فيكم المنحرفين عنكم ومن كل وليجة دونكم وكل مطاع سواكم ومن الأئمة الذين يدعون إلى النار ، فثبتني الله أبدا ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم ووفقني لطاعتكم ورزقني شفاعتكم وجعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه وجعلني ممن يقتص آثاركم ويسلك سبيلكم ويهتدي بهداكم ويحشر في زمرتكم ويكر في رجعتكم ويملك في دولتكم ويشرف في عافيتكم ويمكن في أيامكم وتقر عينه غدا برؤيتكم بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ، من أراد الله بدأ بكم ومن وحده قبل عنكم ومن قصده توجه إليكم ، موالي لا أحصي ثنائكم ولا أبلغ من المدح كنهكم ومن الوصف قدركم وأنتم نور الأخيار وهداة الأبرار وحجج الجبار بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه وبكم ينفس الهم وبكم يكشف الضر وعندكم ما ينزل به رسله وهبطت به ملائكته وإلى جدكم بعث الروح الأمين ) ( وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين عليه السلام ، فقل : وإلى أخيك بعث الروح الأمين ) ( آتاكم الله ما يؤت أحدا من العالمين ، طأطأ كل شريف لشرفكم وبخع كل متكبر لطاعتكم وخضع كل جبار لفضلكم وذل كل شئ لكم وأشرقت الأرض بنوركم وفاز الفائزون بولايتكم بكم يسلك إلى الرضوان وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ذكركم في الذاكرين وأسماءكم في الأسماء وأجسادكم في الأجساد وأرواحكم في الأرواح وأنفسكم في النفوس وآثاركم في الآثار وقبوركم في القبور فما أحلى أسماءكم وأكرم أنفسكم وأعظم شأنكم وأجل خطركم وأوفى عهدكم كلامكم نور وأمركم رشد ووصيتكم التقوى وفعلكم الخير وعادتكم الاحسان وسجيتكم الكرم وشأنكم الحق والصدق والرفق وقولكم حكم وحتم ورأيكم علم وحلم وحزم ، إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه ، بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي كيف أصف حسن ثنائكم ؟ وكيف أحصي جميل بلائكم وبكم أخرجنا الله من الذل وفرج عنا غمرات الكروب وانقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار ، بأبي أنتم وأمي ونفسي بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا وأصلح ما كان فسد من دنيانا وبموالاتكم تمت الكلمة وعظمت النعمة وائتلفت الفرقة ، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ولكم المودة الواجبة والدرجات الرفيعة والمقام المحمود عند الله تعالى والمكان المعلوم والجاه العظيم والشأن الرفيع والشفاعة المقبولة ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا يا وليي الله إن بيني وبين الله ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاكم فبحق من ائتمنكم على سره واسترعاكم أمر خلقه وقرن طاعتكم بطاعته ، لما استوهبتم ذنوبي وكنتم شفعائي إني لكم مطيع من أطاعكم فقد أطاع الله ومن عصاكم عصى الله ومن أحبكم فقد أحب الله ومن أبغضكم فقد أبغض الله اللهم إني لو وجدت شفعا.....الى آخر الحديث وهو مشهور.


الرابع والأربعون :علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 202 - 205:

[1 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه قال : سأل ضرار هشام بن الحكم عن الدليل على الامام بعد النبي صلى الله عليه وآله فقال هشام : الدلالة عليه ثمان دلالات ، أربعة منها في نعت نسبه ، وأربعة في نعت نفسه أما الأربعة التي في نعت نسبه فان يكون معروف القبيلة معروف الجنس معروف النسب معروف البيت وذلك أنه إذا لم يكن معروف القبيلة معروف الجنس معروف النسب معروف البيت جاز أن يكون في أطراف الأرض وفي كل جنس من الناس فلما لم يجز أن يكون إلا هكذا ولم نجد جنسا في العالم أشهر من جنس محمد صلى الله عليه وآله وهو جنس العرب الذي منه صاحب الملة والدعوة الذي ينادى باسمه في كل يوم وليلة خمس مرات على الصوامع والمساجد في جميع الأماكن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، ووصل دعوته إلى كل بر و فاجر من عالم وجاهل معروف غير منكر في كل يوم وليلة فلم يجز أن يكون الدليل في أشهر الأجناس ، ولما لم يجز أن يكون إلا في هذا الجنس لشهرته فلم يجز إلا أن يكون في هذه القبيلة التي منها صاحب الملة دون سائر القبائل من العرب ، ولما لم يجز إلا أن يكون في هذا البيت الذي هو بيت النبي لقرب نسبه من النبي صلى الله عليه وآله إشارة إليه دون غيره من أهل بيته ، ثم إن يكون إشارة إليه اشتركت أهل هذا البيت وادعيت فيه فإذا وقعت الدعوة فيه وقع الاختلاف والفساد بينهم ولا يجوز إلا أن يكون من النبي صلى الله عليه وآله إشارة إلى رجل من أهل بيته دون غيره لئلا يختلف فيه أهل البيت انه أفضلهم وأعلمهم واصلحهم لذلك الامر ، وأما الأربعة التي في نعت نفسه فان يكون أعلم الخلق وأسخى الخلق وأشجع الخلق واعف الخلق واعصمهم من الذنوب صغيرها وكبيرها لم تصبه فترة ولا جاهلية ولا بد من أن يكون في كل زمان قايم بهذه الصفة إلى أن تقوم الساعة فقال عبد الله بن يزيد الأباضي وكان حاضرا من أين زعمت يا هشام انه لابد أن يكون اعلم الخلق ؟ قال إن لم يكن عالما لم يؤمن ان ينقلب شرايعه واحكامه فيقطع من يجب عليه الحد ويحد من يجب عليه القطع وتصديق ذلك فوق الله عز وجل : ( أفمن يهدي إلى الحق أحق ان يتبع أمن لا يهدى إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ) قال فمن أين زعمت أنه لابد من أن يكون معصوما من جميع الذنوب ؟ قال إن لم يكن معصوما لم يؤمن ان يدخل فيما دخل فيه غيره من الذنوب فيحتاج إلى من يقيم عليه الحد كما يقيمه على غيره ، وإذا دخل في الذنوب لم يؤمن ان يكتم على جاره وحبيبه وقريبه وصديقه وتصديق ذلك قول الله عز وجل : ( إني جاعلك للناس - إماما قال : ومن ذريتي - قال : لا ينال عهدي الظالمين ) قال له فمن أين زعمت أنه لا بد أن يكون أشجع الخلق ؟ قال لأنه قيمهم الذي يرجعون إليه في الحرب فان هرب فقد باء بغضب من الله ولا يجوز ان يبوء الامام بغضب من الله وذلك قوله عز وجل : ( إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ) قال فمن أين زعمت أنه لابد أن يكون أسخى الخلق ؟ قال : لأنه ان لم يكن سخيا لم يصلح للإمامة لحاجة الناس إلى نواله وفضله والقسمة بينهم بالسوية وليجعل الحق في موضعه لأنه إذا كان سخيا لم يتق نفسه إلى أخذ شئ من حقوق الناس والمسلمين ولا يفضل نصيبه في القسمة على أحد من رعيته وقد قلنا إنه معصوم فإذا لم يكن أشجع وأعلم الخلق وأسخى الخلق واعف الخلق لم يجز أن يكون إماما



الخامس والأربعون (نفس المصدر ))

. 2 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال : حدثني علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير قال : ما سمعت ولا استفدت من هشام بن الحكم في طول صحبتي له شيئا أحسن من هذا الكلام في صفة عصمة الامام فانى سألته يوما عن الامام أهو معصوم ؟ فقال نعم ، قلت له فما صفة العصمة فيه وبأي شئ تعرف ؟ فقال إن جميع الذنوب لها أربعة أوجه ولا خامس لها : الحرص والحسد والغضب والشهوة فهذه منفية عنه لا يجوز أن يكون حريصا على هذه الدنيا وهي تحت خاتمه لأنه خازن المسلمين فعلى ماذا يحرص ولا يجوز أن يكون حسودا لان الإنسان إنما يحسد من فوقه وليس فوقه أحد فكيف يحسد من هو دونه ولا يجوز ان يغضب لشئ من أمور الدنيا إلا أن يكون غضبه لله عز وجل فان الله فرض عليه إقامة الحدود وان لا تأخذه في الله لومة لايم ، ولا رأفة في دينه حتى يقيم حدود الله ولا يجوز له يتبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة لان الله عز وجل قد حبب إليه الآخرة كما حبب إلينا الدنيا ، فهو ينظر إلى الآخرة كما ننظر إلى الدنيا فهل رأيت أحدا ترك وجها حسنا لوجه قبيح وطعاما طيبا لطعام مر وثوبا لينا لثوب خشن ونعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية ؟.


السابع والاربعون : عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 216 - 218
حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال : حدثني أبي قال : حدثنا أحمد بن علي الأنصاري عن الحسن بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون يوما وعنده علي بن موسى الرضا عليه السلام وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة فسأله بعضهم فقال له : يا بن رسول الله بأي شئ تصح الإمامة لمدعيها ؟ قال بالنص والدليل ، قال له : فدلالة الامام فيما هي ؟ قال في العلم واستجابة الدعوة قال : فما وجه أخباركم بما يكون ؟ قال : ذلك بعهد معهود إلينا من رسول الله ( ص ) قال : فما وجه أخباركم بما في قلوب الناس قال عليه السلام له : أما بلغك قول الرسول ( ص ) اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله قال : بلى ، قال : وما من مؤمن إلا وله فراسة ينظر بنور الله على قدر إيمانه ومبلغ استبصاره وعلمه وقد جمع الله الأئمة منا فرقة في جميع المؤمنين وقال عز وجل في محكم كتابه : ( إن في ذلك لآيات للمتوسمين ) فأول المتوسمين الله ( ص ) ثم أمير المؤمنين عليه السلام من بعده ثم الحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين عليهم السلام إلى يوم القيامة قال : فنظر إليه المأمون فقال له : يا أبا الحسن زدنا مما جعل الله لكم أهل البيت ، فقال الرضا عليه السلام إن الله عز وجل أيدنا بروح منه مقدسة مطهرة ليست بملك لم تكن مع أحد ممن مضى إلا مع رسول الله ( ص ) وهي مع الأئمة منا تسددهم وتوفقهموهو عمود من نور بيننا وبين الله عز وجل قال له المأمون : يا أبا الحسن بلغني أن قوما يغلون فيكم ويتجاوزون فيكم الحد فقال الرضا عليه السلام : حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال قال رسول الله ( ص ) : لا ترفعوني فوق حقي فإن الله تبارك تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا ، قال الله تبارك وتعالى : ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ) ( 1 ) قال علي عليه السلام : يهلك في اثنان ولا ذنب لي محب مفرط ومبغض مفرط وأنا أبرء إلى الله تبارك وتعالى ممن يغلو فينا ويرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى بن مريم عليه السلام من النصارى قال الله تعالى : ( وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد ) وقال عز وجل : ( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ) وقال عز وجل : ( ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام ) ومعناه إنهما كانا يتغوطان فمن ادعى للأنبياء ربوبية وادعى للأئمة ربوبية أو نبوة أو لغير الأئمة إمامة فنحن منه براء في الدنيا والآخرة فقال المأمون : يا أبا فما تقول في الرجعة فقال الرضا عليه السلام : إنها لحق قد كانت في الأمم السالفة ونطق به القرآن وقد قال رسول الله ( ص ) يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة قال عليه السلام : إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم عليه السلام فصلى خلفه وقال عليه السلام : إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء قيل : يا رسول الله ثم يكون ماذا ؟ قال ثم يرجع الحق إلى أهله فقال المأمون يا أبا الحسن فما تقول في القائلين بالتناسخ ؟ فقال الرضا عليه السلام : من قال بالتناسخ فهو كافر بالله العظيم مكذب بالجنة والنار قال المأمون : ما تقول في المسوخ ؟ قال الرضا عليه السلام : أولئك قوم غضب الله عليهم فمسخهم فعاشوا ثلاثة أيام ثم ماتوا ولم يتناسلوا فما يوجد في الدنيا من القردة والخنازير وغير ذلك مما وقع عليهم أسم المسوخية فهو مثل ما لا يحل أكلها والانتفاع بها قال المأمون : لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن فوالله ما يوجد العلم الصحيح إلا عند أهل البيت وإليك انتهت علوم آبائك فجزاك الله عن الاسلام وأهله خيرا قال الحسن بن جهم : فلما قام الرضا عليه السلام تبعته فانصرف إلى منزله فدخلت عليه وقلت له : يا بن رسول الله الحمد لله الذي وهب من جميل رأي أمير المؤمنين عليه السلام ما حمله ما أرى من إكرامه لك وقبوله لقولك فقال عليه السلام يا بن الجهم لا يغرنك ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع مني فإنه سيقتلني بالسم وهو ظالم إلى أن أعرف ذلك بعهد معهود إلي من آبائي عن رسول الله ( ص ) فاكتم هذا ما دمت حيا قال الحسن بن الجهم : فما حدثت أحدا بهذا الحديث إلى مضى عليه السلام بطوس مقتولا بالسم ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائي في القبة التي فيها قبر هارون الرشيد إلى جانبه .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الثامن والاربعون : الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 2 - ص 279 - 281
وعن سعد بن عبد الله الأشعري ، عن الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري ( ره ) : أنه جاء بعض أصحابنا يعلمه أن جعفر بن علي كتب إليه كتابا يعرفه نفسه ، ويعلمه أنه القيم بعد أخيه ، وأن عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه ، وغير ذلك من العلوم كلها . قال أحمد بن إسحاق : فلما قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام وصيرت كتاب جعفر في درجه ، فخرج إلي الجواب في ذلك : بسم الله الرحمن الرحيم أتاني كتابك أبقاك الله والكتاب الذي أنفذت درجه ، وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه على اختلاف ألفاظه ، وتكرر الخطأ فيه ، ولو تدبرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه ، والحمد لله رب العالمين حمدا لا شريك له على إحسانه إلينا وفضله علينا ، أبى الله عز وجل للحق إلا إتماما ، وللباطل إلا زهوقا ، وهو شاهد علي بما أذكره ، ولي عليكم بما أقوله ، إذا اجتمعنا اليوم الذي لا ريب فيه ، ويسألنا عما نحن فيه مختلفون . وأنه لم يجعل لصاحب الكتاب على المكتوب إليه ولا عليك ولا على أحد من الخلق جميعا إمامة مفترضة ، ولا طاعة ولا ذمة ، وسأبين لكم جملة تكتفون بها إن شاء الله . يا هذا يرحمك الله ! إن الله تعالى لم يخلق الخلق عبثا ، ولا أهملهم سدى ، بل خلقهم بقدرته ، وجعل لهم أسماعا وأبصارا وقلوبا وألبا ، ثم بعث النبيين عليهم السلام مبشرين ومنذرين ، يأمرونهم بطاعته وينهونهم عن معصيته ، ويعرفونه ما جهلوه من أمر خالقهم ودينهم ، وأنزل عليهم كتابا وبعث إليهم ملائكة ، وباين بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الذي جعله لهم عليهم ، وما آتاهم الله من الدلائل الظاهرة والبراهين الباهرة ، والآيات الغالبة . فمنهم : من جعل النار عليه بردا وسلاما واتخذه خليلا ، ومنهم : من كلمه تكليما وجعل عصاه ثعبانا مبينا ، ومنهم : من أحيى الموتى بإذن الله وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله ، ومنهم من علمه منطق الطير وأوتي من كل شئ . ثم بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين وتمم به نعمته ، وختم به أنبياءه : وأرسله إلى الناس كافة ، وأظهر من صدقه ما أظهر ، وبين آياته وعلاماته ما بين ، ثم قبضه صلى الله عليه وآله حميدا فقيدا سعيدا ، وجعل الأمر من بعده إلى أخيه وابن عمه ووصيه ووارثه علي بن أبي طالب عليه السلام ، ثم إلى الأوصياء من ولده واحدا بعد واحد ، أحيى بهم دينه ، وأتم بهم نوره ، وجعل بينهم وبين أخوتهم وبني عمهم والأدنين فالأدنين من ذوي أرحامهم فرقا بينا ، تعرف به الحجة من المحجوج ، والإمام من المأموم بأن : عصمهم من الذنوب ، وبرأهم من العيوب ، وطهرهم من الدنس ، ونزههم من اللبس ، وجعلهم خزان علمه ، ومستودع حكمته ، وموضع سره ، وأيدهم بالدلائل ولولا ذلك لكان الناس على سواء ، ولادعى أمر الله عز وجل كل أحد ، ولما عرف الحق من الباطل ، ولا العلم من الجهل . وقد ادعى هذا المبطل المدعي على الله الكذب بما ادعاه ، فلا أدري بأية حالة هي له ، رجا أن يتم دعواه بفقه في دين الله ؟ ! فوالله ما يعرف حلالا من حرام ولا يفرق بين خطأ وصواب ، أم بعلم ؟ ! فما يعلم حقا من باطل ، ولا محكما من متشابه ، ولا يعرف حد الصلاة ووقتها ، أم بورع ؟ ! فالله شهيد على تركه الصلاة الفرض ( أربعين يوما ) يزعم ذلك لطلب الشعوذة ، ولعل خبره تأدى إليكم ، وهاتيك ظروف مسكره منصوبة ، وآثار عصيانه لله عز وجل مشهورة قائمة ، أم بآية ؟ ! فليأت بآية ، أم بحجة ؟ ! فليقمها ، أم بدلالة ؟ ! فليذكرها . قال الله عز وجل في كتابه : ( بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون * قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات إئتوني بكتاب من قبل هذا أو إثارة من علم إن كنتم صادقين * ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ). فالتمس تولى الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت لك ، وامتحنه واسأله عن آية من كتاب الله يفسرها ، أو صلاة يبين حدودها وما يجب فيها ، لتعلم حاله ومقداره ، ويظهر لك عواره ونقصانه ، والله حسيبه . حفظ الله الحق على أهله ، وأقره في مستقره ، وأبى الله عز وجل أن تكون الإمامة في الأخوين إلا في الحسن والحسين ، وإذ أذن الله لنا في القول ظهر الحق واضمحل الباطل ، وانحسر عنكم . وإلى الله أرغب في الكفاية ، وجميل الصنع والولاية وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وصلى الله على محمد وآل محمد .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاسع والاربعون : الصحيفة السجادية (ابطحي) - الإمام زين العابدين (ع) - ص 559 - 562
دعاؤه عليه السلام بعد ظهر يوم الجمعة عن أبي جعفر ، عن علي بن الحسين عليهم السلام ، من عمل يوم الجمعة الدعاء بعد الظهر : اللهم اشتر مني نفسي الموقوفة عليك ، المحبوسة لأمرك بالجنة مع معصوم من عترة نبيك صلى الله عليه وآله ، محزون لظلامته ، منسوب بولادته ، تملأ به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، ولا تجعلني ممن تقدم فمرق ، أو تأخر فمحق واجعلني ممن لزم فلحق ، واجعلني شهيدا سعيدا في قبضتك . يا إلهي سهل لي نصيبا جزلا وقضاء حتما لا يغيره شقاء ، واجعلني ممن هديته فهدى وزكيته فنجا ، وواليت فاستثنيت فلا سلطان لإبليس عليه ، ولا سبيل له إليه ، وما استعملتني فيه من شئ فاجعل في الحلال مأكلي وملبسي ومنكحي . وقنعني يا إلهي بما رزقتني من رزق فأرني فيه عدلا حتى أرى قليله كثيرا ، وأبذله فيك بذلا ، ولا تجعلني ممن طولت له في الدنيا أمله ، وقد انقضى أجله ، وهو مغبون عمله . أستودعك يا إلهي غدوي ورواحي ومقيلي وأهل ولايتي من كان منهم أو هو كائن ، زيني وإياهم بالتقوى واليسر ، واطرد عني وعنهم الشك والعسر ، وامنعني وإياهم من ظلم الظلمة ، وأعين الحسدة ، واجعلني وإياهم ممن حفظت ، واسترني وإياهم فيمن سترت ، واجعل آل محمد عليه وعليهم السلام أئمتي وقادتي ، وآمن روعتهم وروعتي ، واجعل حبي ونصرتي وديني فيهم ولهم ، فإنك إن وكلتني إلى نفسي زلت قدمي . ما أحسن ما صنعت بي يا رب إذ هديتني للاسلام ، وبصرتني ما جهله غيري ، وعرفتني ما أنكره غيري ، وألهمتني ما ذهلوا عنه وفهمتني قبيح ما فعلوا وصنعوا حتى شهدت من الأمر ما لم يشهدوا و أنا غائب ، فما نفعهم قربهم ، ولا ضرني بعدي ، وأنا من تحويلك إياي عن الهدى وجل وما تنجو نفسي إن نجت إلا بك ، ولن يهلك من هلك إلا عن بينة ! رب نفسي غريق خطايا مجحفة ورهين ذنوب موبقة ، وصاحب عيوب جمة فمن حمد عندك نفسه فإني عليها زار ولا أتوسل إليك بإحسان ، ولا في جنبك سفك دمي ، ولم ينحل الصيام والقيام جسمي ، فبأي ذلك أزكي نفسي وأشكرها عليه وأحمدها به ؟ بل الشكر لك . اللهم لسترك على ما في قلبي ، وتمام النعمة علي في ديني ، وقد أمت من كان مولده مولدي ، ولو شئت لجعلت مع نفاد عمره عمري ، ما أحسن ما فعلت بي يا رب ، لم تجعل سهمي فيمن لعنت ، ولا حظي فيمن أهنت ، إلى محمد وآل محمد عليه وعليهم السلام ملت بهواي وإرادتي ومحبتي . ففي مثل سفينة نوح عليه السلام فاحملني ، ومع القليل فنجني وفيمن زحزحت عن النار فزحزحني ، وفيمن أكرمت بمحمد وآل محمد عليهم السلام فأكرمني ، وبحق محمد وآل محمد صلواتك ورحمتك و رضوانك عليهم من النار فأعتقني . ثم اسجد سجدة الشكر التي بعد الظهر في كل يوم ، وقل فيهما ما تقدم ذكره من الدعاء .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الخمسون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 198 - 203
* ( نادر جامع في فضل الامام وصفاته ) *
أبو محمد القاسم بن العلاء - رحمه الله - رفعه ، عن عبد العزيز بن مسلم قال : كنا مع الرضا عليه السلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها ، فدخلت على سيدي عليه السلام فأعلمته خوض الناس فيه ، فتبسم عليه السلام ثم قال : يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن آرائهم ، إن الله عز وجل لم يقبض نبيه صلى الله عليه وآله حتى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شئ ، بين فيه الحلال والحرام ، والحدود والأحكام ، وجميع ما يحتاج إليه الناس كملا ، فقال عز وجل : " ما فرطنا في الكتاب من شئ " وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمره صلى الله عليه وآله : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " وأمر الإمامة من تمام الدين ، ولم يمض صلى الله عليه وآله حتى بين لامته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحق ، وأقام لهم عليا عليه السلام علما وإمام وما ترك [ لهم ] شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بينه ، فمن زعم أن الله عز وجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله ، ومن رد كتاب الله فهو كافر به . هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم ، إن الإمامة أجل قدرا وأعظم شأنا وأعلا مكانا وأمنع جانبا وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم ، أو ينالوها بآرائهم ، أو يقيموا إماما باختيارهم ، إن الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذكره ، فقال : " إني جاعلك للناس إماما " فقال الخليل عليه السلام سرورا بها : " ومن ذريتي " قال الله تبارك وتعالى : " لا ينال عهدي الظالمين " . فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال : " ووهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين " . فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها الله تعالى النبي صلى الله عليه وآله ، فقال جل وتعالى : " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين " فكانت له خاصة فقلدها صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله ، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان ، بقوله تعالى : " قال الذين أوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث " فهي في ولد علي عليه السلام خاصة إلى يوم القيامة ، إذ لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله فمن أين يختار هؤلاء الجهال . إن الإمامة هي منزلة الأنبياء ، وإرث الأوصياء ، إن الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول صلى الله عليه وآله ومقام أمير المؤمنين عليه السلام وميراث الحسن والحسين عليهما السلام إن الإمامة زمام الدين ، ونظام المسلمين ، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين ، إن الإمامة أس الاسلام النامي ، وفرعه السامي ، بالامام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد ، وتوفير الفئ والصدقات ، وإمضاء الحدود والأحكام ، ومنع الثغور والأطراف . الامام يحل حلال الله ، ويحرم حرام الله ، ويقيم حدود الله ، ويذب عن دين الله ، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، والحجة البالغة ، الامام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والابصار . الامام البدر المنير ، والسراج الزاهر ، والنور الساطع ، والنجم الهادي في غياهب الدجىوأجواز البلدان والقفار ، ولجج البحار ، الامام الماء العذب على الظماء والدال على الهدى ، والمنجي من الردى ، الامام النار على اليفاع ، الحار لمن اصطلى به والدليل في المهالك ، من فارقه فهالك ، الامام السحاب الماطر ، والغيث الهاطل و والشمس المضيئة ، والسماء الظليلة ، والأرض البسيطة ، والعين الغزيرة ، والغدير والروضة . الامام الأنيس الرفيق ، والوالد الشفيق ، والأخ الشقيق ، والام البرة بالولد الصغير ، ومفزع العباد في الداهية النآد الامام أمين الله في خلقه ، وحجته على عباده وخليفته في بلاده ، والداعي إلى الله ، والذاب عن حرم الله . الامام المطهر من الذنوب والمبرأ عن العيوب ، المخصوص بالعلم ، المرسوم بالحلم ، نظام الدين ، وعز المسلمين وغيظ المنافقين ، وبوار الكافرين . الامام واحد دهره ، لا يدانيه أحد ، ولا يعادله عالم ، ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير ، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب ، بل اختصاص من المفضل الوهاب . فمن ذا الذي يبلغ معرفة الامام ، أو يمكنه اختياره ، هيهات هيهات ، ضلت العقول ، وتاهت الحلوم ، وحارت الألباب ، وخسئت العيون وتصاغرت العظماء ، وتحيرت الحكماء ، وتقاصرت الحلماء ، وحصرت الخطباء ، وجهلت الألباء ، وكلت الشعراء ، وعجزت الأدباء ، وعييت البلغاء ، عن وصف شأن من شأنه ، أو فضيلة من فضائله ، وأقرت بالعجز والتقصير ، وكيف يوصف بكله ، أو ينعت بكنهه ، أو يفهم شئ من أمره ، أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه ، لا كيف وأنى ؟ وهو بحيث النجم من يد المتناولين ، ووصف الواصفين ، فأين الاختيار من هذا ؟ وأين العقول عن هذا ؟ وأين يوجد مثل هذا ؟ ! أتظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول محمد صلى الله عليه وآله كذبتهم والله أنفسهم ، ومنتهم الأباطيل فارتقوا مرتقا صعبا دحضا ، تزل عنه إلى الحضيض أقدامهم ، راموا إقامة الامام بعقول حائرة بائرة ناقصة ، وآراء مضلة ، فلم يزدادوا منه إلا بعدا ، [ قاتلهم الله أنى يؤفكون] ولقد راموا صعبا ، وقالوا إفكا ، وضلوا ضلالا بعيدا ، ووقعوا في الحيرة ، إذ تركوا الامام عن بصيرة ، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين . رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته إلى اختيارهم والقرآن يناديهم : " وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون " وقال عز وجل : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " الآية وقال : " ما لكم كيف تحكمون * أم لكم كتاب فيه تدرسون * إن لكم فيه لما تخيرون * أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون * سلهم أيهم بذلك زعيم * أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين وقال عز وجل : " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " أم " طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون " أم " قالوا سمعنا وهم لا يسمعون * إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون * ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون " أم " قالوا سمعنا وعصينا " بل هو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، فكيف لهم باختيار الامام ؟ ! والامام عالم لا يجهل ، وراع لا ينكل ، معدن القدس والطهارة ، والنسك والزهادة ، والعلم والعبادة ، مخصوص بدعوة الرسول صلى الله عليه وآله ونسل المطهرة البتول ، لا مغمز فيه في نسب ، ولا يدانيه ذو حسب ، في البيت من قريش والذروة من هاشم ، والعترة من الرسول صلى الله عليه وآله والرضا من الله عز وجل ، شرف الاشراف ، والفرع من عبد مناف ، نامي العلم ، كامل الحلم ، مضطلع بالإمامة ، عالم بالسياسة ، مفروض الطاعة ، قائم بأمر الله عز وجل ، ناصح لعباد الله ، حافظ لدين الله . إن الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه و حكمه ما لا يؤتيه غيرهم ، فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالى : " أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون " وقوله تبارك وتعالى : " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا " وقوله في طالوت : " إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم " وقال لنبيه صلى الله عليه وآله : " أنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما " وقال في الأئمة من أهل بيت نبيه وعترته وذريته صلوات الله عليهم : " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما * فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا " . وإن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده ، شرح صدره لذلك ، وأودع قلبه ينابيع الحكمة ، وألهمه العلم إلهاما ، فلم يعي بعده بجواب ، ولا يحير فيه عن الصواب ، فهو معصوم مؤيد ، موفق مسدد ، قد أمن من الخطايا والزلل والعثار ، يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده ، وشاهده على خلقه ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه ، تعدوا - وبيت الله - الحق ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ، وفي كتاب الله الهدى والشفاء ، فنبذوه واتبعوا أهواء هم ، فذمهم الله ومقتهم وأتعسهم فقال جل وتعالى : " ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين " وقال : " فتعسا لهم وأضل أعمالهم " وقال : " كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار " وصلى الله على النبي محمد وآله وسلم تسليما كثيرا .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الحادي والخمسون : التوحيد - الشيخ الصدوق - ص 270 - 276
1 - أبي رحمه الله ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن حماد ، عن الحسن بن إبراهيم ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن هشام بن الحكم ، عن جاثليق من جثالقة النصارى يقال له : بريهة ، قد مكث جاثليق النصرانية سبعين سنة وكان يطلب الإسلام و يطلب من يحتج عليه ممن يقرء كتبه ويعرف المسيح بصفاته ودلائله وآياته ، قال : وعرف بذلك حتى اشتهر في النصارى والمسلمين واليهود والمجوس حتى افتخرت به النصارى وقالت : لو لم يكن في دين النصرانية إلا بريهة لأجزأنا ، وكان طالبا للحق والإسلام مع ذلك وكانت معه امرأة تخدمه ، طال مكثها معه ، وكان يسر إليها ضعف النصرانية وضعف حجتها ، قال : فعرفت ذلك منه ، فضرب بريهة الأمر ظهرا لبطن وأقبل يسأل فرق المسلمين والمختلفين في الإسلام من أعلمكم ؟ وأقبل يسأل عن أئمة المسلمين وعن صلحائهم وعلمائهم ، وأهل الحجى منهم ، وكان يستقرئ فرقة فرقة لا يجد عند القوم شيئا ، وقال : لو كانت أئمتكم أئمة على الحق لكان عندكم بعض الحق ، فوصفت له الشيعة ، ووصف له هشام بن الحكم . فقال يونس بن عبد الرحمن : فقال لي هشام : بينما أنا على دكاني على باب الكرخ جالس وعندي قوم يقرؤون علي القرآن فإذا أنا بفوج النصارى معه ما بين القسيسين إلى غيرهم نحو من مائة رجل عليهم السواد والبرانس ، والجاثليق الأكبر فيهم بريهة حتى نزلوا حول دكاني وجعل لبريهة كرسي يجلس عليه فقامت الأساقفة والرهابنة على عصيهم ، وعلى رؤوسهم برانسهم ، فقال بريهة : ما بقي من المسلمين أحد ممن يذكر بالعلم بالكلام إلا وقد ناظرته في النصرانية فما عندهم شئ وقد جئت أناظرك في الإسلام ، قال : فضحك هشام فقال : يا بريهة إن كنت تريد مني آيات كآيات المسيح فليس أنا بالمسيح ولا مثله ولا أدانيه ، ذاك روح طيبة خميصة مرتفعة ، آياته ظاهرة ، وعلاماته قائمة ، قال بريهة : فأعجبني الكلام والوصف . قال هشام : إن أردت الحجاج فههنا ، قال بريهة : نعم فإني أسألك ما نسبة نبيكم هذا من المسيح نسبة الأبدان ؟ قال هشام : ابن عم جده ( لأمه ) لأنه من ولد إسحاق ومحمد من ولد إسماعيل ، قال بريهة ، وكيف تنسبه إلى أبيه ؟ قال هشام : إن أردت نسبه عندكم أخبرتك ، وإن أردت نسبه عندنا أخبرتك ، قال بريهة : أريد نسبه عندنا ، وظننت أنه إذا نسبه نسبتنا أغلبه ، قلت : فانسبه بالنسبة التي ننسبه بها ، قال هشام : نعم ، تقولون : إنه قديم من قديم فأيهما الأب وأيهما الابن قال بريهة : الذي نزل إلى الأرض الابن ، قال هشام : الذي نزل إلى الأرض الأب قال بريهة : الابن رسول الأب ، قال هشام : إن الأب أحكم من الابن لأن الخلق خلق الأب ، قال بريهة : إن الخلق خلق الأب وخلق الابن ، قال هشام : ما منعهما أن ينزلا جميعا كما خلقا إذا اشتركا ؟ ! قال بريهة : كيف يشتركان وهما شئ واحد إنما يفترقان بالاسم ، قال هشام : إنما يجتمعان بالاسم ، قال بريهة : جهل هذا الكلام ، قال هشام : عرف هذا الكلام ، قال بريهة : إن الابن متصل بالأب ، قال هشام : إن الابن منفصل من الأب ، قال بريهة : هذا خلاف ما يعقله الناس ، قال هشام : إن كان ما يعقله الناس شاهدا لنا وعلينا فقد غلبتك لأن الأب كان ولم يكن الابن فتقول : هكذا يا بريهة ؟ قال : ما أقول : هكذا ، قال : فلم استشهدت قوما لا تقبل شهادتهم لنفسك ، قال بريهة : إن الأب اسم والابن اسم يقدر به القديم قال هشام : الاسمان قديمان كقدم الأب والابن ؟ قال بريهة : لا ولكن الأسماء محدثة قال : فقد جعلت الأب ابنا والابن أبا ، إن كان الابن أحدث هذه الأسماء دون الأب فهو الأب ، وإن كان الأب أحدث هذه الأسماء دون الابن فهو الأب والابن أب وليس ههنا ابن قال بريهة : إن الابن اسم للروح حين نزلت إلى الأرض ، قال هشام : فحين لم تنزل إلى الأرض فاسمها ما هو ؟ قال بريهة : فاسمها ابن نزلت أو لم تنزل : قال هشام : فقبل النزول هذه الروح كلها واحدة واسمها اثنان ، قال بريهة : هي كلها واحدة روح واحدة ، قال : قد رضيت أن تجعل بعضها ابنا وبعضها أبا ، قال بريهة : لا لأن اسم الأب واسم الابن واحد ، قال هشام : فالابن أبو الأب ، والأب أبو الابن ، والابن واحد ، قالت الأساقفة بلسانها لبريهة : ما مر بك مثل ذا قط تقوم ، فتحير بريهة وذهب ليقوم فتعلق به هشام ، قال : ما يمنعك من الإسلام ؟ أفي قلبك حزازة ؟ فقلها وإلا سألتك عن النصرانية مسألة واحدة تبيت عليها ليلك هذا فتصبح وليس لك همة غيري ، قالت الأساقفة : لا ترد هذه المسألة لعلها تشككك قال بريهة : قلها يا أبا الحكم . قال هشام : أفرأيتك الابن يعلم ما عند الأب ؟ قال : نعم ، قال : أفرأيتك الأب يعلم كل ما عند الابن ؟ قال : نعم ، قال : أفرأيتك تخبر عن الابن أيقدر على حمل كل ما يقدر عليه الأب ؟ قال : نعم ، قال : أفرأيتك تخبر عن الأب أيقدر على كل ما يقدر عليه الابن ؟ قال : نعم ، قال هشام : فكيف يكون واحد منهما ابن صاحبه وهما متساويان وكيف يظلم كل واحد منهما صاحبه ؟ قال بريهة : ليس منهما ظلم ، قال هشام : من الحق بينهما أن يكون الابن أب الأب والأب ابن الابن ، بت عليها يا بريهة ، وافترق النصارى وهم يتمنون أن لا يكونوا رأوا هشاما ولا أصحابه . قال : فرجع بريهة مغتما مهتما حتى صار إلى منزله فقالت امرأته التي تخدمه : ما لي أراك مهتما مغتما . فحكى لها الكلام الذي كان بينه وبين هشام ، فقالت لبريهة : ويحك أتريد أن تكون على حق أو على باطل ؟ ! فقال بريهة : بل على الحق ، فقالت له : أينما وجدت الحق فمل إليه ، وإياك واللجاجة فإن اللجاجة شك والشك شؤم وأهله في النار ، قال : فصوب قولها وعزم على الغدو على هشام . قال : فغدا عليه وليس معه أحد من أصحابه ، فقال : يا هشام ألك من تصدر عن رأيه وترجع إلى قوله وتدين بطاعته ؟ قال هشام : نعم يا بريهة ، قال : وما صفته ؟ قال هشام : في نسبه أو في دينه ؟ قال : فيهما جميعا صفة نسبه وصفة دينه ، قال هشام : أما النسب خير الأنساب: رأس العرب وصفوة قريش وفاضل بني هاشم كل من نازعه في نسبه وجده أفضل منه لأن قريشا أفضل العرب وبني هاشم أفضل قريش ، وأفضل بني هاشم خاصهم ودينهم وسيدهم ، وكذلك ولد السيد أفضل من ولد غيره وهذا من ولد السيد ، قال : فصف دينه ، قال هشام : شرائعه أو صفة بدنه وطهارته ؟ قال : صفة بدنه وطهارته ، قال هشام : معصوم فلا يعصي ، و سخي فلا يبخل ، شجاع فلا يجبن ، وما استودع من العلم فلا يجهل ، حافظ للدين قائم بما فرض عليه ، من عترة الأنبياء ، وجامع علم الأنبياء ، يحلم عند الغضب ، وينصف عند الظلم ، ويعين عند الرضا ، وينصف من الولي والعدو ، ولا يسأل شططا في عدوه ولا يمنع إفادة وليه ، يعمل بالكتاب ويحدث بالأعجوبات ، من أهل الطهارات ، يحكي قول الأئمة الأصفياء ، لم تنقض له حجة ، ولم يجهل مسألة ، يفتي في كل سنة ، ويجلو كل مدلهمة . قال بريهة : وصفت المسيح في صفاته وأثبته بحججه وآياته ، إلا أن الشخص بائن عن شخصه والوصف قائم بوصفه ، فإن يصدق الوصف نؤمن بالشخص ، قال هشام : إن تؤمن ترشد وإن تتبع الحق لا تؤنب . ثم قال هشام : يا بريهة ما من حجة أقامها الله على أول خلقه إلا أقامها على وسط خلقه وآخر خلقه فلا تبطل الحجج ، ولا تذهب الملل ، ولا تذهب السنن . قال بريهة : ما أشبه هذا بالحق وأقربه من الصدق ، وهذه صفة الحكماء يقيمون من الحجة ما ينفون به الشبهة ، قال هشام : نعم ، فارتحلا حتى أتيا المدينة والمرأة معهما وهما يريدان أبا عبد الله عليه السلام فلقيا موسى بن جعفر عليهما السلام ، فحكى له هشام الحكاية ، فلما فرغ قال موسى بن جعفر عليهما السلام ، : يا بريهة كيف علمك بكتابك ؟ قال : أنا به عالم ، قال : كيف ثقتك بتأويله ؟ قال : ما أوثقني بعلمي فيه قال : فابتدأ موسى بن جعفر عليهما السلام ، بقراءة الإنجيل ، قال بريهة : والمسيح لقد كان يقرء هكذا وما قرأ هذه القراءة إلا المسيح ، ثم قال بريهة : إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك ، قال : فآمن وحسن إيمانه وآمنت المرأة وحسن إيمانها . قال : فدخل هشام وبريهة والمرأة على أبي عبد الله عليه السلام ، وحكى هشام الحكاية والكلام الذي جرى بين موسى عليه السلام وبريهة ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) فقال بريهة : جعلت فداك أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء ؟ قال : هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤوها ونقولها كما قالوها ، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ فيقول : لا أدري فلزم بريهة أبا عبد الله عليه السلام حتى مات أبو عبد الله عليه السلام ، ثم لزم موسى بن جعفر عليهما السلام ، حتى مات في زمانه فغسله بيده وكفنه بيده ولحده بيده ، وقال : هذا حواري من حواريي المسيح يعرف حق الله عليه ، قال : فتمنى أكثر أصحابه أن يكونوا مثله .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الثاني والخمسون : علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 173 - 175
العلة التي من أجلها لم يطق أمير المؤمنين " ع " حمل ) ( رسول الله صلى الله عليه وآله لما أراد حط الأصنام من سطح الكعبة )
1 - حدثنا أبو علي أحمد بن يحيى المكتب قال حدثنا أحمد بن محمد الوراق قال حدثنا بشر بن سعيد بن قلبويه المعدل بالرافقه قال حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني قال سمعت محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول : سألت جعفر بن محمد " ع " فقلت له يا بن رسول الله في نفسي مسألة أريد ان أسألك عنها فقال : ان شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني وان شئت فسل ، قال : قلت له يا بن رسول الله وبأي شئ تعرف ما في نفسي قبل سؤالي ؟ فقال بالتوسم والتفرس أما سمعت قول الله عز وجل ( ان في ذلك لآيات للمتوسمين ) وقول رسول الله صلى الله عليه وآله اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ، قال : فقلت له يا بن رسول الله فأخبرني بمسألتي قال : أردت ان تسألني عن رسول الله صلى الله عليه وآله لم لم يطق حمله علي " ع " عند حط الأصنام من سطح الكعبة مع قوته وشدته وما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر والرمي به إلى ورائه أربعين ذراعا وكان لا يطيق حمله أربعون رجلا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يركب الناقة والفرس والحمار ، وركب البراق ليلة المعراج وكل ذلك دون علي في القوة والشدة ، قال : فقلت له عن هذا والله أردت ان أسألك يا بن رسول الله فأخبرني فقال : ان عليا عليه السلام برسول الله تشرف وبه ارتفع وبه وصل إلى أن اطفأ نار الشرك وأبطل كل معبود من دون الله عز وجل ولو علاه النبي صلى الله عليه وآله لحط الأصنام لكان عليه السلام بعلي مرتفعا وتشريفا وواصلا إلى حط الأصنام ولو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه ألا ترى ان عليا عليه السلام قال : لما علوت ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله شرفت وارتفعت حتى لو شئت ان أنال السماء لنلتها أما علمت أن المصباح هو الذي يهتدى به في الظلمة وانبعاث فرعه من أصله ، وقد قال علي عليه السلام أنا من احمد كالضوء من الضوء ، أما علمت أن محمدا وعليا صلوات الله عليهما كانا نورا بين يدي الله عز وجل قبل خلق الخلق بألفي عام وان الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا قد تشعب منه شعاع لامع فقالت : إلهنا وسيدنا ما هذا النور ؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليهم هذا نور من نوري أصله نبوة وفرعه إمامة ، أما النبوة فلمحمد عبدي ورسولي واما الإمامة فلعلي حجتي ووليي ولولاهما ما خلقت خلقي ، اما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله رفع يد علي " ع " بغدير خم حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما فجعله مولى المسلمين وإمامهم وقد احتمل الحسن والحسين عليهما السلام يوم حظيرة بني النجار فلما قال له بعض أصحابه ناولني أحدهما يا رسول الله قال : نعم الراكبان وأبوهما خير منهما ، وانه صلى الله عليه وآله كان يصلي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته فلما سلم قيل له يا رسول الله لقد أطلت هذه السجدة فقال صلى الله عليه وآله ان ابني ارتحلني فكرهت ان أعاجله حتى ينزل ، وإنما أراد بذلك صلى الله عليه وآله رفعهم وتشريفهم فالنبي صلى الله عليه وآله إمام ونبي وعلي " ع " إمام ليس بنبي ولا رسول فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوة . قال محمد بن حرب الهلالي : فقلت له زدني يا بن رسول الله فقال إنك لأهل للزيادة ان رسول الله صلى الله عليه وآله حمل عليا عليه السلام على ظهره يريد بذلك أنه أبو ولده وإمام الأئمة من صلبه كما حول ردائه في صلاة الاستسقاء وأراد ان يعلم أصحابه بذلك انه قد تحول الجدب خصبا ، قال : قلت له زدني يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : احتمل رسول الله صلى الله عليه وآله عليا " ع " يريد بذلك ان يعلم قومه انه هو الذي يخفف عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله ما عليه من الدين والعدات والأداء عنه من بعده ، قال : فقلت له يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله زدني فقال : احتمله ليعلم بذلك انه قد احتمله وما حمل إلا لأنه معصوم لا يحمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة وصوابا وقد قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي يا علي ان الله تبارك وتعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي وذلك قوله تعالى ( ليغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) ولما أنزل الله عز وجل إذا اهتديتم وعلي نفسي وأخي أطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل ولا يشقى ثم تلا هذه الآية : ( قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وان تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين ) . قال محمد بن حرب الهلالي : ثم قال جعفر بن محمد " ع " أيها الأمير لو أخبرتك بما في حمل النبي صلى الله عليه وآله عليا عند حط الأصنام من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت ان جعفر بن محمد لمجنون فحسبك من ذلك ما قد سمعت فقمت إليه وقبلت رأسه وقلت الله أعلم حيث يجعل رسالته .


الرابع والخمسون : عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 1 - ص 106 - 111
- حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار بنيسابور في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمأة قال : حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال : قال أبو محمد الفضل بن شاذان النيسابوري وحدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان عن عمه أبي عبد الله محمد بن شاذان قال : قال : الفضل بن شاذان : إن سئل سائل فقال أخبرني هل يجوز أن يكلف الحكيم عبده فعلا الأفاعيل لغير علة ولا معنى قيل له : لا يجوز ذلك لأنه حكيم غير عابث ولا جاهل فإن قال قائل : فأخبرني لم كلف الخلق ؟ قيل لعلل كثيرة فإن قال ( قائل ) : فأخبرني عن تلك العلل معروفة موجودة هي أم غير معروفة ولا موجودة ؟ قيل : بل معروفة موجودة عند أهلها فإن قال : أتعرفونها أنتم أم لا تعرفونها ؟ قيل لهم منها ما نعرفه ومنها ما لا نعرفه . فإن قال ( قائل ) : فما أول الفرائض ؟ قيل له : الاقرار بالله وبرسوله وحجته وبما جاء من عند الله عز وجل فان قال ( قائل ) : لم أمر الخلق بالاقرار بالله وبرسله وبحججه وبما جاء من عند الله عز وجل ؟ قيل : لعلل كثيرة منها أن من لم يقر بالله عز وجل ولم يجتنب معاصيه ولم ينته عن ارتكاب الكبائر ولم يراقب أحدا فيما يشتهي ويستلذ عن الفساد والظلم وإذا فعل الناس هذه الأشياء وأرتكب كل إنسان ما يشتهي ويهواه من غير مراقبة لاحد كان في ذلك فساد الخلق أجمعين ووثوب بعضهم بعض فغصبوا الفروج والأموال وأباحوا الدماء والنساء وقتل بعضهم بعضا من حق ولا جرم فيكون في ذلك خراب الدنيا وهلاك الخلق وفساد الحرث والنسل ومنها أن الله عز وجل حكيم ولا يكون الحكيم ولا يوصف بالحكمة إلا الذي يحظر الفساد ويأمر بالصلاح ويزجر عن الظلم وينهي عن الفواحش ولا يكون حظر الفساد والامر بالصلاح والنهي عن الفواحش إلا بعد الاقرار بالله عز وجل ومعرفة الامر والناهي ولو ترك الناس بغير إقرار بالله عز وجل ولا معرفته لم يثبت أمر بصلاح ولا نهي عن فساد إذ لا آمر ولا ناهي ومنها إنا وجدنا الخلق قد يفسدون بأمور باطنة مستورة عن الخلق فلولا الاقرار بالله وخشيته بالغيب لم يكن أحد إذا خلا بشهوته وإرادته يراقب أحدا في ترك معصية وانتهاك حرمة وارتكاب كبيرة إذا كان فعله ذلك مستورا عن الخلق مراقب لاحد فكان يكون في ذلك خلاف الخلق أجمعين فلم يكن قوام الخلق وصلاحهم إلا بالاقرار منهم بعليم خبير يعلم السر وأخفى آمر بالصلاح ناه عن الفساد ولا تخفى عليه خافية ليكون في ذلك انزجار لهم عما يخلون من أنواع الفساد . فإن قال ( قائل ) : فلم وجب عليهم معرفة الرسل والاقرار بهم والاذعان لهم بالطاعة ؟ قيل : لأنه لما أن لم يكن في خلقهم وقواهم ما يكملون به مصالحهم والصانع متعاليا عن أن يرى وكان ضعفهم وعجزهم إدراكه ظاهرا لم يكن بد لهم من رسول بينه وبينهم معصوم يؤدي إليهم أمره ونهيه وأدبه ويقفهم على ما يكون به اجترار منافعهم ومضارهم فلو لم يجب معرفته وطاعته لم يكن لهم في مجئ الرسول منفعة ولا سد حاجة ولكان يكون إتيانه عبثا لغير منفعة وصلاح وليس هذا من صفة الحكيم الذي أتقن كل شئ . فإن قال ( قائل ) : فلم جعل أولي الامر وأمر بطاعتهم ؟ قيل : لعلل كثيرة منها أن الخلق لما وقفوا على حد محدود وأمروا أن لا يتعدوا ذلك الحد لما فيه من فسادهم لم يكن يثبت ذلك ولا يقوم إلا بان يجعل عليهم فيه أمينا يمنعهم من التعدي والدخول فيما حظر عليهم لأنه لو لم يكن ذلك لكان أحد لا يترك لذته ومنفعته لفساد غيره فجعل قيما يمنعهم من الفساد ويقيم فيهم الحدود والاحكام ومنها انا لا نجد فرقة من الفرق ولا ملة من الملل بقوا وعاشوا إلا بقيم ورئيس ولما لا بد لهم منه في أمر الدين والدنيا فلم يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق مما يعلم أنه لا بد له منه ولا قوام لهم إلا به فيقاتلون به عدوهم ويقسمون فيئهم ويقيم لهم جمعهم وجماعتهم ويمنع ظالمهم من مظلومهم ومنها أنه لو لم يجعل لهم إماما قيما أمينا حافظا مستودعا لدرست الملة وذهب الدين وغيرت السنن والاحكام ولزاد فيه المبتدعون ونقص منه الملحدون وشبهوا ذلك على المسلمين لأنا وجدنا الخلق منقوصين محتاجين غير كاملين اختلافهم واختلاف أهوائهم وتشتت أنحاءهم فلو لم يجعل لهم قيما حافظا لما جاء به الرسول ( ص ) لفسدوا نحو ما بينا وغيرت الشرائع والسنن والاحكام والايمان وكان في ذلك فساد الخلق أجمعين . فإن ( قائل ) : فلم لا يجوز أن لا يكون في الأرض إمامان في وقت واحد وأكثر من ذلك ؟ قيل : لعلل منها أن الواحد يختلف فعله وتدبيره والاثنين لا يتفق فعلهما وتدبيرهما وذلك انا لم نجد اثنين إلا مختلفي الهمم والإرادة فإذا كانا اثنين ثم اختلفت هممهما وإرادتهما وتدبيرهما وكانا كلاهما مفترضي الطاعة لم يكن أحدهما أولى بالطاعة من صاحبه فكأن يكون في ذلك اختلاف الخلق والتشاجر والفساد ثم لا يكون أحد مطيعا لأحدهما إلا وهو عاص للاخر فتعم معصية أهل الأرض ثم لا يكون لهم مع ذلك السبيل إلى الطاعة والايمان ويكونون إنما أتوا في ذلك من قبل الصانع الذي وضع لهم باب الاختلاف والتشاجر والفساد إذ أمرهم باتباع المختلفين ومنها أنه لو كانا إمامين لكان لكل من الخصمين أن يدعو إلى غير الذي يدعو إليه صاحبه في الحكومة ثم لا يكون أحدهما أولى بان يتبع صاحبه فيبطل الحقوق والاحكام والحدود ومنها أنه لا يكون واحد من الحجتين أولى بالنطق والحكم والأمر والنهي من الاخر وإذا كان هذا كذلك وجب عليهما أن يبتديا بالكلام وليس لأحدهما أن يسبق صاحبه بشئ إذا كانا في الإمامة شرعا واحدا فإن جاز لأحدهما السكوت جاز السكوت للاخر وإذا جاز لهما السكوت بطلت الحقوق والاحكام وعطلت الحدود وصار الناس كأنهم لا إمام لهم . فإن ( قائل ) : فلم لا يجوز أن يكون الامام من غير جنس الرسول ( ص ) ؟ قيل : لعلل منها أنه لما كان الامام مفترض الطاعة لم يكن بد من دلالة تدل عليه ويتميزه بها من غيره وهي القرابة المشهورة والوصية الظاهرة ليعرف من غيره ويهتدي إليه بعينه ، ومنها أنه لو جاز في غير جنس الرسول لكان قد فضل من ليس برسول على الرسل إذ جعل أولاد الرسول أتباعا لأولاد أعدائه كأبي جهل وابن أبي معيط لأنه قد يجوز بزعمهم أن ينتقل في أولادهم إذا كانوا مؤمنين فيصير أولاد الرسول تابعين وأولاد أعداء الله وأعداء رسوله متبوعين فكان الرسول أولى بهذه الفضيلة من غيره وأحق ، ومنها أن الخلق إذا أقروا للرسول بالرسالة وأذعنوا له بالطاعة لم يتكبر أحد منهم عن أن يتبع ولده ويطيع ذريته ولم يتعاظم ذلك في أنفس الناس ، وإذا كان ذلك في غير جنس الرسول كان كل واحد في نفسه أنهم أولى به من غيره ودخلهم من الكبر ولم تسنح أنفسهم بالطاعة لمن هو عندهم دونهم ، فكان يكون ذلك داعية لهم إلى الفساد والنفاق والاختلاف . فإن قال ( قائل ) : فلم وجب عليهم الاقرار والمعرفة بان الله واحد أحد ؟ : قيل لعلل منها إنه لو لم يجب عليهم الاقرار والمعرفة لجاز لهم أن يتوهموا مدبرين أو أكثر من ذلك وإذا جاز ذلك لم يهتدوا إلى الصانع لهم من غيره لأن كل انسان منهم كان لا يدري لأنه إنما يعبد غير الذي خلقه ويطيع غير أمره فلا يكونون على حقيقة من صانعهم وخالقهم ولا يثبت عندهم أمر آمر ولا نهي ناه إذا لا يعرف الامر بعينه ولا الناهي من غيره ، ومنها أنه لو جاز أن يكون اثنين لم يكن أحد الشريكين أولى بأن يعبد ويطاع من الاخر وفي إجازة أن يطاع ذلك الشريك إجازة أن لا يطاع الله وفي إجازة أن لا يطاع الله كفر بالله وبجميع كتبه ورسله وإثبات كل باطل وترك كل حق وتحليل كل حرام وتحريم كل حلال والدخول في كل معصية والخروج من كل طاعة وإباحة كل فساد وإبطال كل حق ومنها أنه لو جاز أن يكون أكثر من واحد لجاز لإبليس أن يدعي أنه ذلك الاخر حتى يضاد الله تعالى في جميع حكمه ويصرف العباد إلى نفسه فيكون في ذلك أعظم الكفر وأشد النفاق . فإن قال ( قائل ) : فلم وجب عليهم الاقرار بالله بأنه ليس كمثله شئ ؟ قيل : لعلل منها أن لا يكونوا قاصدين نحوه بالعبادة والطاعة دون غيره غير مشتبه عليهم أمر ربهم وصانعهم ورازقهم وأنهم لولا يعلموا أنه ليس كمثله شئ لم يدروا لعل ربهم وصانعهم هذه الأصنام التي نصبها لهم آباؤهم والشمس والقمر والنيران إذا كان جائزا أن يكون عليهم مشتبه وكان يكون في ذلك الفساد وترك طاعاته كلها وارتكاب معاصيه كلها على قدر ما يتناهى إليهم من أخبار هذه الأرباب وأمرها ونهيها ومنها أنه لو لم يجب عليهم أن يعرفوا أن ليس كمثله شئ لجاز عندهم أن يجري عليه ما يجري على المخلوقين من العجز والجهل والتغيير والزوال والفناء والكذب والاعتداء ومن جازت عليه هذه الأشياء لم يؤمن فنائه ولم يوثق بعدله ولم يحقق قوله وأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه وفي ذلك فساد الخلق وإبطال الربوبية . فإن قال ( قائل ) : لم أمر الله العباد ونهاهم ؟ قيل : لأنه لا يكون بقاؤهم وصلاحهم إلا بالأمر والنهي والمنع من الفساد والتغاصب . فإن قال ( قائل ) : فلم تعبدهم ؟ قيل لئلا يكونوا ناسين لذكره ولا تاركين لأدبه ولا لاهين عن أمره ونهيه إذا كان فيه صلاحهم وقوامهم فلو تركوا بغير تعبد لطال عليهم الأمد فقست قلوبهم . فإن قال ( قائل ) : فلم أمروا بالصلاة ؟ قيل : لأن في الصلاة الاقرار بالربوبية وهو صلاح عام لان فيه خلع الأنداد والقيام بين يدي الجبار بالذل والاستكانة والخضوع والخشوع والاعتراف وطلب الإقالة من سالف الذنوب ووضع الجبهة على الأرض كل يوم وليلة ليكون العبد ذاكرا لله غير ناس له ويكون خاشعا وجلا متذللا طالبا راغبا في الزيادة للدين والدنيا مع ما فيه من الانزجار الفساد ، وصار ذلك عليه في كل يوم وليله لئلا ينسى العبد مدبره ‹ وخالقه فيبطر ويطغي وليكون في طاعة خالقه والقيام بين يدي ربه زاجرا له عن المعاصي وحاجزا ومانعا له عن أنواع الفساد . فإن قال ( قائل ) : فلم أمروا بالوضوء وبدأ به ؟
قيل له : لأن يكون العبد طاهرا إذا قام بين يدي الجبار وعند مناجاته إياه مطيعا له فيما أمره نقيا من الأدناس والنجاسة مع ما فيه من ذهاب الكسل وطرد النعاس وتزكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبار . فإن قال ( قائل ) : فلم وجب ذلك على الوجه واليدين والرأس والرجلين ؟ قيل : لأن العبد إذا قام بين يدي الجبار فإنما ينكشف عن جوارحه ويظهر ما وجب فيه الوضوء وذلك بأنه بوجهه يسجد ويخضع وبيده يسأل ويرغب ويرهب ويتبتل وينسك وبرأسه يستقبل في ركوعه وسجوده وبرجليه يقوم ويقعد . فإن قال ( قائل ) : فلم وجب الغسل على الوجه واليدين وجعل المسح على الرأس والرجلين ولم يجعل ذلك غسلا كله أو مسحا كله ؟ قيل : لعلل شتى منها أن العبادة العظمى إنما هي الركوع والسجود وإنما يكون الركوع والسجود بالوجه واليدين لا بالرأس والرجلين ومنها أن الخلق لا يطيقون في كل وقت غسل الرأس والرجلين ويشتد ذلك عليهم في البرد والسفر والمرض وأوقات من الليل والنهار وغسل الوجه واليدين أخف من غسل الرأس والرجلين وإذا وضعت الفرائض على قدر أقل طاقة من أهل الصحة ثم عم فيها القوي والضعيف ومنها أن الرأس والرجلين ليس هما في كل وقت بأديان ظاهران كالوجه واليدين لموضع العمامة والخفين وغير ذلك . فإن قال ( قائل ) : فلم وجب الوضوء مما خرج من الطرفين خاصة ومن النوم دون سائر الأشياء ؟ قيل : لأن الطرفين هما طريق النجاسة وليس للانسان طريق تصيبه النجاسة من نفسه إلا منهما ، فأمروا بالطهارة عندما تصيبهم تلك النجاسة من أنفسهم وأما النوم فلان النائم إذا غلب عليه النوم يفتح كل شئ منه واسترخى فكان أغلب الأشياء عليه في الخروج منه الريح فوجب عليه الوضوء لهذه العلة . فإن قال ( قائل ) : فلم لم يأمروا بالغسل من هذه النجاسة كما أمروا بالغسل من الجنابة ؟ قيل : لأن هذا شئ دائم غير ممكن للخلق الاغتسال منه كلما يصيب ذلك ( ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) والجنابة ليست هي أمر دائم إنما هي شهوة تصيبها إذا أراد ويمكنه تعجيلها وتأخيرها الأيام الثلاثة والأقل والأكثر وليس ذلك هكذا . فإن قال ( قائل ) : فلم أمروا بالغسل من الجنابة ولم يؤمروا بالغسل من الخلا وهو أنجس من الجنابة وأقذر ؟ قيل : من أجل أن الجنابة من نفس الانسان وهو شئ يخرج من جميع جسده والخلا ليس هو من نفس الانسان إنما هو غذاء يدخل من باب ويخرج من باب .


الخامس والخمسون : كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 362 - 368
حدثنا أحمد بن زياد الهمداني ، والحسين بن إبراهيم بن ناتانه رضي الله عنهما قالا : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد ابن أبي عمير قال : أخبرني علي الأسواري قال : كان ليحيى بن خالد مجلس في داره يحضره المتكلمون من كل فرقة وملة يوم الأحد ، فيتناظرون في أديانهم ، يحتج بعضهم على بعض ، فبلغ ذلك الرشيد ، فقال ليحيى بن - خالد : يا عباسي ما هذا المجلس الذي بلغني في منزلك يحضره المتكلمون ؟ قال : يا أمير المؤمنين ما شئ مما رفعني به أمير المؤمنين وبلغ بي من الكرامة والرفعة أحسن موقعا عندي من هذا المجلس ، فإنه يحضره كل قوم مع اختلاف مذاهبهم ، فيحتج بعضهم على بعض ويعرف المحق منهم ، ويتبين لنا فساد كل مذهب من مذاهبهم . فقال له الرشيد : أنا أحب أن أحضر هذا المجلس وأسمع كلامهم على أن لا يعلموا بحضوري فيحتشموني ولا يظهروا مذاهبهم ، قال : ذلك إلى أمير المؤمنين متى شاء ، قال : فضع يدك على رأسي أن لا تعلمهم بحضوري ، ففعل ( ذلك ) وبلغ الخبر المعتزلة ، فتشاوروا بينهم وعزموا على أن لا يكلموا هشاما إلا في الإمامة لعلمهم بمذهب الرشيد وإنكاره على من قال بالإمامة . قال : فحضروا ، وحضر هشام ، وحضر عبد الله بن يزيد الأباضي وكان من أصدق الناس لهشام بن الحكم ، وكان يشاركه في التجارة ، فلما دخل هشام سلم على عبد الله بن يزيد من بينهم ، فقال يحيى بن خالد لعبد الله بن يزيد : يا عبد الله كلم هشاما فيما اختلفتم فيه من الإمامة . فقال هشام : أيها الوزير ليس لهم علينا جواب ولا مسألة إن هؤلاء قوم كانوا مجتمعين معنا على إمامة رجل ، ثم فارقونا بلا علم ولا معرفة ، فلا حين كانوا معنا عرفوا الحق ، ولا حين فارقونا علموا على ما فارقونا ، فليس لهم علينا مسألة ولا جواب . فقال بيان - وكان من الحرورية - : أنا أسألك يا هشام ، أخبرني عن أصحاب علي يوم حكموا الحكمين أكانوا مؤمنين أم كافرين ؟ قال هشام : كانوا ثلاثة أصناف : صنف مؤمنون ، وصنف مشركون ، و صنف ضلال ، فأما المؤمنون فمن قال مثل قولي : إن عليا عليه السلام إمام من عند الله عز وجل . ومعاوية لا يصلح لها ، فآمنوا بما قال الله عز وجل في علي عليه السلام وأقروا به . وأما المشركون فقوم قالوا : على إمام ، ومعاوية يصلح لها ، فأشركوا إذ أدخلوا معاوية مع علي عليه السلام . وأما الضلال : فقوم خرجوا على الحمية والعصبية للقبائل والعشائر لم يعرفوا شيئا من هذا وهم جهال . قال : فأصحاب معاوية ما كانوا ؟ قال : كانوا ثلاثة أصناف : صنف كافرون ، وصنف مشركون ، وصنف ضلال . فأما الكافرون : فالذين قالوا : إن معاوية إمام ، وعلي لا يصلح لها ، فكفروا من جهتين إذ جحدوا إماما من الله عز وجل ، ونصبوا إماما ليس من الله . وأما المشركون : فقوم قالوا : معاوية إمام ، وعلي يصلح لها ، فأشركوا معاوية مع علي عليه السلام . وأما الضلال : فعلى سبيل أولئك خرجوا للحمية والعصبية للقبائل والعشائر . فانقطع بيان عند ذلك . فقال ضرار : وأنا أسألك يا هشام في هذا ؟ فقال هشام : أخطأت قال : ولم ؟ قال : لأنكم كلكم مجتمعون على دفع إمامة صاحبي ، وقد سألني هذا عن مسألة وليس لكم أن تثنوا بالمسألة علي حتى أسألك يا ضرار عن مذهبك في هذا الباب ؟ قال ضرار : فسل ، قال : أتقول : إن الله عز وجل عدل لا يجور ؟ قال : نعم هو عدل لا يجور تبارك وتعالى ، قال : فلو كلف الله المقعد المشي إلى المساجد والجهاد في سبيل الله ، وكلف الأعمى قراءة المصاحف والكتب أتراه كان يكون عادلا أم جائرا ؟ قال ضرار : ما كان الله ليفعل ذلك ، قال هشام : قد علمت أن الله لا يفعل ذلك ولكن ذلك على سبيل الجدل والخصومة ، أن لو فعل ذلك أليس كان في فعله جائرا إذ كلفه تكليفا لا يكون له السبيل إلى إقامته وأدائه ؟ قال : لو فعل ذلك لكان جائزا . قال : فأخبرني عن الله عز وجل كلف العباد دينا واحدا لا اختلاف فيه لا يقبل منهم إلا أن يأتوا به كما كلفهم ؟ قال : بلى ، قال : فجعل لهم دليلا على وجود ذلك الدين ، أو كلفهم مالا دليل لهم على وجوده فيكون بمنزلة من كلف الأعمى قراءة الكتب والمعقد المشي إلى المساجد والجهاد قال : فسكت ضرار ساعة ، ثم قال : لا بد من دليل وليس بصاحبك ، قال : فتبسم هشام وقال : تشيع شطرك وصرت إلى الحق ضرورة ولا خلاف بيني وبينك إلا في التسمية ، قال ضرار : فإني أرجع القول عليك في هذا ، قال : هات ، قال ضرار لهشام : كيف تعقد الإمامة ؟ قال هشام : كما عقد الله عز وجل النبوة ، قال : فهو إذا نبي ، قال هشام : لا لان النبوة يعقدها أهل السماء ، والإمامة يعقدها أهل الأرض ، فعقد النبوة بالملائكة ، و عقد الإمامة بالنبي والعقدان جميعا بأمر الله جل جلاله ، قال : فما الدليل على ذلك ؟ قال هشام : الاضطرار في هذا ، قال ضرار : وكيف ذلك ؟ قال هشام : لا يخلو الكلام في هذا من أحد ثلاثة وجوه : إما أن يكون الله عز وجل رفع التكليف عن الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وآله ، فلم يكلفهم ولم يأمرهم ولم ينههم فصاروا بمنزلة السباع والبهائم التي لا تكليف عليها ، أفتقول هذا يا ضرار إن التكليف عن الناس مرفوع بعد الرسول صلى الله عليه وآله ؟ قال : لا أقول هذا ، قال هشام : فالوجه الثاني ينبغي أن يكون الناس المكلفون قد استحالوا بعد الرسول صلى الله عليه وآله علماء في مثل حد الرسول في العلم حتى لا يحتاج أحد إلى أحد ، فيكونوا كلهم قد استغنوا بأنفسهم ، وأصابوا الحق الذي لا اختلاف فيه ، أفتقول هذا إن الناس استحالوا علماء حتى صاروا في مثل حد الرسول في العلم بالدين حتى لا يحتاج أحد إلي أحد مستغنين بأنفسهم عن غيرهم في إصابة الحق ؟ قال : لا أقول هذا ولكنهم يحتاجون إلى غيرهم . قال : فبقي الوجه الثالث وهو أنه لا بد لهم من عالم يقيمه الرسول لهم لا يسهو ولا يغلط ولا يحيف ، معصوم من الذنوب ، مبرء من الخطايا ، يحتاج ( الناس ) إليه ولا يحتاج إلى أحد ، قال : فما الدليل عليه ؟ قال هشام : ثمان دلالات أربع في نعت نسبه ، وأربع في نعت نفسه . فأما الأربع التي في نعت نسبه : فإنه يكون معروف الجنس ، معروف القبيلة ، معروف البيت ، وأن يكون من صالب الملة والدعوة إليه إشارة ، فلم ير جنس من هذا الخلق أشهر من جنس العرب الذين منهم صاحب الملة والدعوة الذي ينادى باسمه في كل يوم خمس مرات على الصوامع " أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله " فتصل دعوته إلى كل بر وفاجر وعالم وجاهل ، مقر ومنكر ، في شرق الأرض وغربها ولو جاز أن تكون الحجة من الله على هذا الخلق في غير هذا الجنس لأتي على الطالب المرتاد دهر من عصره لا يجده ، ولجاز أن يطلبه في أجناس من هذا الخلق من العجم وغيرهم ، ولكان من حيث أراد الله عز وجل أن يكون صلاح يكون فساد ولا يجوز هذا في حكمة الله جل وجلاله و عدله أن يفرض على الناس فريضة لا توجد ، فلما لم يجز ذلك لم يجز أن يكون إلا في هذا الجنس لاتصاله بصاحب الملة والدعوة ، فلم يجز أن يكون من هذا الجنس إلا في هذه القبيلة لقرب نسبها من صاحب الملة وهي قريش ، ولما لم يجز أن يكون من هذا الجنس إلا في هذه القبيلة لم يجز أن يكون من هذه القبيلة إلا في هذا البيت لقرب نسبه من صاحب الملة و الدعوة ، ولما كثر أهل هذا البيت وتشاجروا في الإمامة لعلوها وشرفها ادعاها كل واحد منهم فلم يجز إلا أن يكون من صاحب الملة والدعوة إشارة إليه بعينه واسمه ونسبه كيلا يطمع فيها غيره . وأما الأربع التي في نعت نفسه : فأن يكون أعلم الناس كلهم بفرائض الله وسننه وأحكامه حتى لا يخفى عليه منها دقيق ولا جليل ، وأن يكون معصوما من الذنوب كلها ، وأن يكون أشجع الناس ، وأن يكون أسخى الناس . فقال عبد الله بن يزيد الأباضي : من أين قلت : إنه أعلم الناس ؟ قال : لأنه إن لم يكن عالما بجميع حدود الله وأحكامه وشرائعه وسننه لم يؤمن عليه أن يقلب الحدود ، فمن وجب عليه القطع حده ، ومن وجب عليه الحد قطعه ، فلا يقيم لله عز وجل حدا على ما أمر به فيكون من حيث أراد الله صلاحا يقع فسادا . قال : فمن أين قلت : إنه معصوم من الذنوب ؟ قال لأنه إن لم يكن معصوما من الذنوب دخل في الخطأ ، فلا يؤمن أن يكتم على نفسه ويكتم على حميمه وقريبه ، ولا يحتج الله بمثل هذا على خلقه . قال : فمن أين قلت : إنه أشجع الناس ، قال : لأنه فئة للمسلمين الذي يرجعون إليه في الحروب ، وقال الله عز وجل : " ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله " فإن لم يكن شجاعا فر فيبوء بغضب من الله ، ولا يجوز أن يكون من يبوء بغضب من الله عز وجل حجة الله على خلقه . قال : ( فx ) من أين قلت إنه أسخى الناس ؟ قال : لأنه خازن المسلمين فإن لم يكن سخيا تاقت نفسه إلى أموالهم فأخذها فكان خائنا ، و لا يجوز أن يحتج الله على خلقه بخائن . فعند ذلك قال ضرار : فمن هذا بهذه الصفة في هذا الوقت ؟ فقال : صاحب القصر أمير المؤمنين . وكان هارون الرشيد قد سمع الكلام كله ، فقال عند ذلك : أعطانا والله من جراب النورة ، ويحك يا جعفر - وكان جعفر بن يحيى جالسا معه في الستر - من يعني بهذا ؟ فقال : يا أمير المؤمنين يعني به موسى بن جعفر ، قال : ما عنى بها غير أهلها ، ثم عض على شفتيه وقال : مثل هذا حي ويبقى لي ملكي ساعة واحدة ؟ ! فوالله للسان هذا أبلغ في قلوب الناس من مائة ألف سيف ، وعلم يحيى أن هشاما قد اني فدخل الستر فقال : يا عباسي ويحك من هذا الرجال فقال : يا أمير المؤمنين حسبك تكفى تكفى ، ثم خرج إلى هشام فغمزه ، فلم هشام أنه قد أتي فقام يريهم أنه يبول أو يقضي حاجة فلبس نعليه وانسل ومر ببيته وأمرهم بالتواري وهرب ومر من فوره نحو الكوفة فوافى الكوفة ونزل على بشير النبال - وكان من حملة الحديث من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام - فأخبره الخبر ، ثم اعتل علة شديدة فقال له البشير : آتيك بطبيب ؟ قال : لا أنا ميت ، فلما حضره الموت قال لبشير : إذا فرغت من جهازي فاحملني في جوف الليل وضعني بالكناسة واكتب رقعة وقل : هذا هشام بن الحكم الذي يطلبه أمير المؤمنين ، مات حتف أنفه . وكان هارون قد بعث إلى إخوانه وأصحابه فأخذ الخلق به ، فلما أصبح أهل الكوفة رأوه ، وحضر القاضي وصاحب المعونة والعامل و المعدلون بالكوفة ، وكتب إلى الرشيد بذلك ، فقال : الحمد لله الذي كفانا أمره فخلى عمن كان اخذ به .



السادس والخمسون : معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 132
حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقري ، قال : حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقري الجرجاني ، قال ، : حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد ، قال : حدثنا محمد ابن عاصم الطريفي ، قال : حدثنا عباس بن يزيد بن الحسن الكحال مولى زيد بن علي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام ، قال : الامام منا لا يكون إلا معصوما وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها ولذلك لا يكون إلا منصوصا . فقيل له : يا ابن رسول الله فما معنى المعصوم ؟ فقال : هو المعتصم بحبل الله ، وحبل الله هو القرآن لا يفترقان إلى يوم القيامة ، والامام يهدي إلى القرآن والقرآن يهدي إلى الامام ، وذلك قول الله عز وجل : " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " .

السابع والخمسون : معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 132
حدثنا علي بن الفضل بن العباس البغدادي - بالري - المعروف بأبي الحسن الحنوطي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن [ أحمد بن ] سليمان بن الحارث ، قال : حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار ، قال : حدثنا حسين الأشقر ، قال : قلت لهشام بن الحكم : ما معنى قولكم : " إن الامام لا يكون إلا معصوما " ؟ فقال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ذلك فقال : المعصوم هو الممتنع بالله من جميع محارم الله ، وقال الله تبارك وتعالى : " ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم " .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الثامن والخمسون : معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 126 - 131
حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق - رضي الله عنه - قال : حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات ، قال : حدثنا محمد بن زياد الأزدي ، عن المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ، قال سألته عن قول الله عز وجل : " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات " ما هذه الكلمات ؟ قال : هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، وهو أنه قال : يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي ، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم ، فقلت له : يا ابن رسول الله فما يعني عز وجل بقوله : " أتمهن " ؟ قال يعني أتمهن إلى القائم عليه السلام إثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين عليه السلام . قال المفضل : فقلت له : يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل : " وجعلها كلمة باقية في عقبة " ؟ قال يعني بذلك الإمامة جعلها الله في عقب الحسين إلى يوم القيامة . قال : فقلت له : يا ابن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدا رسول الله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة ؟ فقال عليه السلام : إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ولم يكن لأحد أن يقول : لم فعل الله ذلك ؟ فإن الإمامة خلافة الله عز وجل ليس لأحد أن يقول : لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن لان الله تبارك وتعالى هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون . ولقول الله تعالى: " وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن " وجه آخر وما ذكرناه أصله . والابتلاء على ضربين : أحدهما مستحيل على الله - تعالى ذكره - والآخر جائز فأما ما يستحيل فهو أن يختبره ليعلم ما تكشف الأيام عنه وهذا مالا يصلح لأنه عز وجل علام الغيوب ، والضرب الاخر من الابتلاء أن يبتليه حتى يصبر فيما يبتليه به فيكون ما يعطيه من العطاء على سبيل الاستحقاق ولينظر إليه الناظر فيقتدي به فيعلم من حكمة الله عز وجل أنه لم يكل أسباب الإمامة الا إلى الكافي المستقل الذي كشفت الأيام عنه بخبره . فأما الكلمات فمنها ما ذكرناه ، ومنها اليقين وذلك قول الله عز وجل : " وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين " ومنها المعرفة بقدم بارئه وتوحيده وتنزيهه عن التشبيه حتى نظر إلى الكواكب والقمر والشمس فاستدل بأفول كل واحد منها على حدثه وبحدثه على محدثه ، ثم علمه عليه السلام بأن الحكم بالنجوم خطأ في قوله عز وجل : " فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم " وإنما قيده الله سبحانه بالنظرة الواحدة لان النظرة الواحدة لا توجب الخطأ إلا بعد النظرة الثانية بدلالة قول النبي صلى الله عليه وآله لما قال لأمير المؤمنين عليه السلام : " يا علي أول النظرة لك والثانية عليك ولا لك " ، ومنها الشجاعة وقد كشفت الأيام عنه بدلالة قوله عز وجل : " إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون * قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين * قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين * قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين * قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين * وتا الله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون " ومقاومة الرجل الواحد الوفا من أعداء الله عز وجل تمام الشجاعة ، ثم الحلم مضمن معناه في قوله عز وجل : " إن إبراهيم لحليم أواه منيب " ثم السخاء وبيانه في حديث ضيف إبراهيم المكرمين ، ثم العزلة عن أهل البيت والعشيرة مضمن معناه في قوله : " وأعتزلكم وما تدعون من دون الله - الآية - " ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بيان ذلك في قوله عز وجل : " يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا * يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا * يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا " ودفع السيئة بالحسنة وذلك لما قال له أبوه : " أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا " فقال في جواب أبيه : " سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا " والتوكل بيان ذلك في قوله : " الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين " ، ثم الحكم والانتماء إلى الصالحين في قوله : " رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين " يعني بالصالحين الذين لا يحكمون إلا بحكم الله عز وجل ولا يحكمون بالآراء والمقائس حتى يشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق بيان ذلك في قوله : " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " أراد في هذه الأمة الفاضلة فأجابه الله وجعل له ولغيره من أنبيائه لسان صدق في الآخرين وهو علي بن أبي طالب عليه السلام و ذلك قوله : " وجعلنا لهم لسان صدق عليا " ، والمحنة في النفس حين جعل في المنجنيق وقدف به في النار ، ثم المحنة في الولد حين أمر بذبح ابنه إسماعيل ، ثم المحنة بالأهل حين خلص الله حرمته من عرارة القطبي في الخبر المذكور في هذه القصة ، ثم الصبر على سوء خلق سارة ، ثم استقصار النفس في الطاعة في قوله : " ولا تخزني يوم يبعثون " ثم النزاهة في قوله عز وجل : " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين " ، ثم الجمع لأشراط الكلمات في قوله : " إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " فقد جمع في قوله : " محياي ومماتي لله " جميع أشراط الطاعات كلها حتى لا يعزب عنها عازبة ولا يغيب عن معانيها غائبة ، ثم استجاب الله عز وجل دعوته حين قال : " رب أرني كيف تحيي الموتى " وهذه آية متشابهة معناها : أنه سأل عن الكيفية ، والكيفية من فعل الله عز وجل متى لم يعلمها العالم لم يلحقه عيب ولا عرض في توحيده نقص ، فقال الله عز وجل : " أولم تؤمن قال بلى " هذا شرط عام من آمن به متى سئل واحد منهم " أولم تؤمن " ؟ وجب أن يقول : " بلى " كما قال إبراهيم ، ولما قال الله عز وجل لجميع أرواح بني آدم : " ألست بربكم قالوا بلى " كان أول من قال " بلى " محمد صلى الله عليه وآله فصار بسبقه إلى " بلى " سيد الأولين والآخرين ، وأفضل النبيين والمرسلين . فمن لم يجب عن هذه المسألة بجواب إبراهيم فقد رغب عن ملته ، قال الله عز وجل : " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه " ثم اصطفاء الله عز وجل إياه في الدنيا ثم شهادته له في العاقبة أنه من الصالحين في قوله عز وجل : " ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين " والصالحون هم النبي والأئمة صلوات الله عليهم ، الآخذين عن الله أمره ونهيه ، والملتمسين للصلاح من عنده ، والمجتنبين للرأي والقياس في دينه في قوله عز وجل : " إذا قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين " ، ثم اقتداء من بعده من الأنبياء عليهم السلام به في قوله : " ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " وفي قوله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله : " ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين " وفي قوله عز وجل : " ملة أبيكم إبراهيم هو سميكم المسلمين من قبل " واشتراط كلمات الامام مأخوذة مما تحتاج إليه الأمة من جهة مصالح الدنيا والآخرة وقول إبراهيم عليه السلام : " ومن ذريتي " " من " حرف تبعيض ليعلم أن من الذرية من يستحق الإمامة ومنهم من لا يستحقها هذا من جملة المسلمين وذلك أنه يستحيل أن يدعو إبراهيم بالإمامة للكافر [ أ ] وللمسلم الذي ليس بمعصوم ، فصح أن باب التبعيض وقع على خواص المؤمنين ، والخواص إنما صاروا خواصا بالبعد من الكفر ، ثم من اجتنب الكبائر صار من جملة الخواص أخص ، ثم المعصوم هو الخاص الأخص ولو كان للتخصيص صورة أربى عليه لجعل ذلك من أوصاف الامام وقد سمى الله عز وجل عيسى من ذرية إبراهيم وكان ابن ابنته من بعده . ولما صح أن ابن البنت ذرية ودعا إبراهيم لذريته بالإمامة وجب على محمد صلى الله عليه وآله الاقتداء به في وضع الإمامة في المعصومين من ذريته حذو النعل بالنعل بعد ما أوحى الله عز وجل إليه وحكم عليه بقوله : " ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا " - " الآية " - ولو خالف ذلك لكان داخلا في قوله : " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه " جل نبي الله عليه السلام عن ذلك ، فقال الله عز وجل : " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا " . وأمير المؤمنين عليه السلام أبو ذرية النبي صلى الله عليه وآله ووضع الإمامة فيه ووضعها في ذريته المعصومين بعده . قوله عز وجل : " لا ينال عهدي الظالمين " يعني بذلك أن الإمامة لا تصلح لمن قد عبد وثنا أو صنما أو أشرك بالله طرفة عين وإن أسلم بعد ذلك ، والظلم وضع الشئ في غير موضعه وأعظم الظلم الشرك ، قال الله عز وجل : " إن الشرك لظلم عظيم " وكذلك لا يصلح للإمامة من قد ارتكب من المحارم شيئا صغيرا كان أو كبيرا وإن تاب منه بعد ذلك و كذلك لا يقيم الحد من في جنبه حد فإذا لا يكون الامام إلا معصوما ولا تعلم عصمة إلا بنص الله عز وجل عليه على لسان نبيه صلى الله عليه وآله لان العصمة ليست في ظاهر الخلقة ترى كالسواد والبياض وما أشبه ذلك ، فهي مغيبة لا تعرف إلا بتعريف علام الغيوب عز وجل


التاسع والخمسون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 203 - 205
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن غالب ، عن أبي عبد الله عليه السلام في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة عليه السلام و صفاتهم : أن الله عز وجل أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه ، وأبلج بهم عن سبيل منهاجه ، وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه ، فمن عرف من أمة محمد صلى الله عليه وآله واجب حق إمامه ، وجد طعم حلاوة إيمانه ، وعلم فضل طلاوة إسلامه ، لان الله تبارك وتعالى نصب الإمام علما لخلقه ، وجعله حجة على أهل مواده وعالمه ، وألبسه الله تاج الوقار ، وغشاه من نور الجبار ، يمد بسبب إلى السماء ، ولا ينقطع عنه مواده ، ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه ، ولا يقبل الله أعمال العباد إلا بمعرفته ، فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى ، ومعميات السنن ، ومشبهات الفتن ، فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين عليه السلام من عقب كل إمام ، يصطفيهم لذلك ويجتبيهم ، ويرضي بهم لخلقه ويرتضيهم ، كل ما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماما ، علما بينا ، وهاديا نيرا ، وإماما قيما ، وحجة عالما ، أئمة من الله ، يهدون بالحق وبه يعدلون ، حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه ، يدين بهديهم العباد وتستهل بنورهم البلاد ، وينمو ببركتهم التلاد ، جعلهم الله حياة للأنام ، ومصابيح للظلام ، ومفاتيح للكلام ، ودعائم للاسلام ، جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها . فالامام هو المنتجب المرتضى ، والهادي المنتجى ، والقائم المترجى ، اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه ، وفي البرية حين برأه ، ظلا قبل خلق نسمة عن يمين عرشه ، محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده ، اختاره بعلمه ، وانتجبه لطهره ، بقية من آدم عليه السلام وخيرة من ذرية نوح ، ومصطفى من آل إبراهيم ، وسلالة من إسماعيل ، وصفوة من عترة محمد صلى الله عليه وآله لم يزل مرعيا بعين الله ، يحفظه ويكلؤه بستره ، مطرودا عنه حبائل إبليس وجنوده ، مدفوعا عنه وقوب الغواسق ونفوث كل فاسق ، مصروفا عنه قوارف السوء ، مبرءا من العاهات ، محجوبا عن الآفات ، ، معصوما من الزلات مصونا عن الفواحش كلها ، معروفا بالحلم والبر في يفاعه ، منسوبا إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه ، مسندا إليه أمر والده ، صامتا عن المنطق في حياته . فإذا انقضت مدة والده ، إلى أن انتهت به مقادير الله إلى مشيئته ، وجاءت الإرادة من الله فيه إلى محبته ، وبلغ منتهى مدة والده عليه السلام فمضى وصار أمر الله إليه من بعده ، وقلده دينه ، وجعله الحجة على عباده ، وقيمه في بلاده ، وأيده بروحه ، وآتاه علمه ، وأنبأه فصل بيانه ، واستودعه سره ، وانتدبه لعظيم أمره ، وأنبأه فضل بيان علمه ، ونصبه علما لخلقه ، وجعله حجة على أهل عالمه ، وضياء لأهل دينه ، والقيم على عباده ، رضي الله به إماما لهم ، استودعه سره ، واستحفظه علمه ، واستخبأه حكمته واسترعاه لدينه وانتدبه لعظيم أمره ، وأحيا به مناهج سبيله وفرائضه وحدوده ، فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل ، وتحيير أهل الجدل ، بالنور الساطع ، والشفاء النافع ، بالحق الأبلج ، والبيان اللائح من كل مخرج ، على طريق المنهج ، الذي مضى عليه الصادقون من آبائه عليهم السلام ، فليس يجهل حق هذا العالم إلا شقي ، ولا يجحده إلا غوي ، ولا يصد عنه إلا جري على الله جل وعلا .


الستون : التوحيد - الشيخ الصدوق - ص 406 - 407
حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي ، وأحمد بن الحسن القطان ، ومحمد بن أحمد السناني ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ، وعبد الله بن محمد الصائغ ، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم ، قالوا : حدثنا أبو العباس أحمد ابن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال فيما وصف له من شرائع الدين : إن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يكلفها فوق طاقتها ، وأفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين ، والله خالق كل شئ ، ولا نقول بالجبر ، ولا بالتفويض ، ولا يأخذ الله عز وجل البرئ بالسقيم ولا يعذب الله عز وجل الأطفال بذنوب الآباء ، فإنه قال في محكم كتابه : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) وقال عز وجل : ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) ولله عز وجل أن يعفو ويتفضل ، وليس له عز وجل أن يظلم ، ولا يفرض الله عز وجل على عباده طاعة من يعلم أنه يغويهم ويضلهم ، ولا يختار لرسالته ولا يصطفي من عباده من يعلم أنه يكفر به ويعبد الشيطان دونه ، ولا يتخذ على خلقه حجة إلا معصوما .

الثاني والستون : مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 10 - ص 416 - 422
الشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين : في سياق ذكر الجوامع من الزيارات ، ما لفظه : ثم زر بالزيارة المروية عن الهادي ( عليه السلام ) : . السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، وخزان العلم ، ومنتهى الحلم ، ومعدن الرحمة ، ومأوى السكينة ، وأصول الكرم ، وقادة الأمم ، وأولياء النعم ، وعناصر الأبرار ، ودعائم الجبار ، وسادسة العباد ، وأركان البلاد ، وأبواب الايمان ، وأمناء الرحمن ، وسلالة النبيين ، وصفوة المرسلين ، وآل يس ، وعترة رسول رب العالمين ، ورحمة الله وبركاته ، السلام عليكم أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، وكهوف الورى ، وبدور الدنيا ، وأعلام التقى ، وذوي النهى ، وأولي الحجى ، وذرية الأنبياء ، والمثل الأعلى ، والدعوة الحسنى ، وورثة الأنبياء ، والحجة على من في الأرض والسماء ، والآخرة والأولى ، ورحمة الله بركاته ، السلام على محال معرفة الله ، ومشاكي نور الله ، ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله ، وخزنة علم الله ، وحفظة سر الله ، وحملة كتاب الله ، وورثة رسول الله ، وأوصيائه وذريته صلى الله عليه وآله ورحمة الله وبركاته ، السلام على الدعاة إلى الله ، والادلاء على مرضاة الله ، والمؤدين عن الله ، والقائمين بحق الله ، والناطقين عن الله ، والمستقرين في أمر الله ، والمخلصين في توحيد الله ، والصادعين بأمر الله ، والثابتين في محبة الله ، والمظهرين لامر الله ونهيه ، وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، ورحمة الله وبركاته ، السلام على الأئمة الدعاة ، والقادة الهداة ، والسادة الولاة ، والذادة الحماة ، وأهل الذكر ، وأولي الأمر ، وبقية الله وحزبه وخيرته ، وعيبة علمه وحجته ، وعينه . جنبه ، وصراط ونوره ، ورحمته الله وبركاته ، اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، كما شهد الله لنفسه ، وشهدت له ملائكته ، وأولوا العلم من خلقه ، لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، وأشهد أن محمدا عبده المجتبى ، ورسوله المرتجى ، ونبيه المصطفى ، وأمينه المرتضى ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، فصدع ( صلى الله عليه وآله ) بأمر ربه ، وبلغ ما حمله ، ونصح لامته ، وجاهد في سبيل ربه ، ودعا إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ، وصبر على ما أصابه في جنبه ، وعبده صادقا حتى أتاه اليقين ، فصلى الله عليه وآله ، وأشهد أن الدين كما شرع ، والكتاب كما تلا ، والحلال كما أحل ، والحرام كما حرم ، والفصل ما قضى ، والحق ما قال ، والرشد ما أمر ، وأن الذين كذبوه وخالفوا عليه ، وجحدوا حقه ، وأنكروا فضله واتهموه ، وظلموا وصيه وحلوا عقده ، ونكثوا بيعته ، واعتدوا عليه ، وغصبوه خلافته ، ونبذوا أمره فيه ، وأسسوا الجور والعدوان على أهله ، وقتلوهم وتولوا غيرهم ، ذائقوا العذاب في أسفل درك من نار جهنم ، لا يخفف عنهم من عذابها وهم فيه مبلسون ، ملعونون متعبون ، ناكسوا رؤوسهم ، يعاينون الندامة والخزي الطويل ، مع الأذلين الأشرار ، قد كبوا على وجوههم في النار ، وأن الذين آمنوا به وصدقوه ، ونصروه ووقروه وعزروه ، واتبعوا النور الذي أنزل معه ، أولئك هم المفلحون في جنات النعيم ، والفوز العظيم ، والثواب المقيم الكريم ، والغبطة والسرور والفوز الكبير ، فجزاه الله عنا أحسن الجزاء ، وخير ما جزى نبيا عن أمته ، ورسولا عمن أرسل إليه ، وخصه بأفضل قسم الفضائل ، وبلقه أعلى محل شرف المكرمين ، من الدرجات العلى في أعلى عليين ، في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، وأعطاه حتى يرضى و زاده بعد الرضى ، وجعله أقرب النبيين مجلسا ، وأدناهممنزلا ، وأعظمهم عنده جاها ، وأعلاهم لديه كعبا ، وأحسنهم اتباعا ، وأوفر الخلق نصيبا ، وأجزلهم حظا في كل خير الله قاسمه بينهم ونصيبا ؟ ، وأحسن اللهم مجازاته عن جميع المؤمنين من الأولين والآخرين ، واشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون ، المعصومون المكرمون ، المقربون الصادقون ، المصطفون المطيعون لله ، القوامون بأمره ، العاملون بإرادته ، الفائزون بكرامته ، اصطفاكم بعلمه ، واصطنعكم لنفسه ، وارتضاكم لغيبه ، واختاركم لسره ، واجتباكم بقدرته ، وأعزكم بهداه ، وخصكم ببرهانه ، وأنتجكم لنوره ، وأيدكم بروحه ، ورضيكم خلفاء في أرضه ، وجعلكم حججا على بريته ، وأنصارا لدينه ، وحفظة لحكمته ، وخزنة لعلمه ، ومستودعا لسره ، وتراجمة لوحيه ، وأركانا لتوحيده ، وشهداء على خلقه ، وأسبابا إليه ، وأعلاما لعباده ، ومنارا في بلاده ، وسبيلا إلى جنته ، وأدلاء على صراطه ، عصمكم الله من الذنوب ، وبرأكم من العيوب ، وائتمنكم على الغيوب ، وجنبكم الآفات ، ووقاكم من السيئات ، وطهركم من الدنس والزيغ ، ونزهكم من الزلل والخطأ ، وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا ، وآمنكم من الفتن ، واسترعاكم الأنام ، وعرفكم الأسباب ، وأورثكم الكتاب ، وأعطاكم المقاليد ، وسخر لكم ما خلق فعظمتم جلاله ، وأكبرتم شأنه ، وهبتم عظمته ، ومجدتم كرمه ، وأدمتم ذكره ، ووكدتم ميثاقه ، وأحكمتم عقد عرى طاعته ، ونصحتم له في السر والعلانية ، ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبذلتم أنفسكم في مرضاته ، وصبرتم على ما أصابكم في جنبه ، وصدعتم بأمره ، وتلوتم كتابه ، وحذرتم بأسه ، وذكرتم بأيامه ، وأوفيتم بعهده ، وأقمتم الصلاة ، وآتيتم الزكاة ، وأمرتم بالمعروف ، ونهيتم عن المنكر ، وجادلتم بالتي هي أحسن ، وجاهدتم في الله حق جهاده : حتى أعلنتم دعوته ، وقمعتم عدوه ، وأظهرتم دينه ، وبينتم فرائضه وأقمتم حدوده ، وشرعتم أحكامه ، وسننتم سنته ، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا ، وسلمتم له القضاء ، وصدقتم من رسله من مضى ، فالراغب عنكم مارق ، واللازم لكم لاحق ، والمقصر عنكم زاهق والحق ، معكم وفيكم ومنكم وإليكم ، وأنتم أهله ومعدنه ، وميراث النبوة عندكم ، وإياب الخلق إليكم ، وحسابهم عليكم ، وفصل الخطاب عندكم ، وآيات الله لديكم ، وعزائمه فيكم ، ونوره معكم ، وبرهانه عندكم ، وأمره نازل إليكم ، من والاكم فقد والى الله ، ومن عاداكم فقد عادى الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله ، أنتم يا موالي نعم الموالي لعبيدهم ، أنتم السبيل الأعظم ، والصراط الأقوم ، وشهداء دار الفناء ، وشفعاء دار البقاء ، والرحمة الموصولة ، والآية المخزونة ، والأمانة المحفوظة ، والباب المبتلى به الناس ، من أتاكم نجا ، ومن لم يأتكم هلك ، ومن أباكم هوى ، إلى الله تدعون ، وعليه تدلون ، وبه تؤمنون ، وله تسلمون ، وبأمره تعملون ، وإلى سبيله ترشدون ، وبقوله تحكمون ، وإليه تنيبون ، وإياه تعظمون ، سعد والله بكم من والاكم ، وهلك من عاداكم ، وخاب من جهلكم ، وضل من فارقكم ، وفاز من تمسك بكم ، وأمن من لجأ إليكم ، وسلم من صدقكم ، وهدي من اعتصم بكم ، من اتبعكم فالجنة مأواه ، ومن خالفكم فالنار مثواه ، ومن جحدكم كافر ، ومن حاربكم مشرك ، ومن رد عليكم ففي أسفل درك من الجحيم ، أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى ، وجار لكم فيما بقي ، وأن أنواركم وأشباحكم وسناءكم وظلالكم وأرواحكم وطينتكم واحدة ، جلت وعظمت وبوركت وقدست ، وطابت وطهرت ، بعضها من بعض ، لم تزالوا بعين الله وعنده في ملكوته ، أنوارا تأمرون ، وله تخافون ، وإياه تسبحون ، وبعرشه محدقون وبه حافون ، حتى من بكم علينا ، فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، تولى عز ذكره تطهيرها ، ورضي من خلقه بتعظيمها ، فرفعها على كل بيت قدسه ، وأعلاها على كل بيت طهره في السماء ، لا يوازيها خطر ولا يسمو إلى سمائها النظر ، ولا يقع على كنهها الفكر ، ولا يطمح إلى أرضها البصر ، ولا يغادر سكانها البشر ، يتمنى كل أحد أنه منكم ، ولا تتمنون أنكم من غيركم ، إليكم انتهت المكارم والشرف ، وفيكم استقرت الأنوار والعزم والمجد والسؤدد ، فما فوقكم أحد إلا الله ، ولا أقرب إليه ، ولا أخص لديه ، ولا أكرم عليه منكم ، أنتم سكن البلاد ، ونور العباد ، وعليكم الاعتماد ، يوم التناد ، كلما غاب منكم حجة ، أو أفل منكم علم ، اطلع الله ( على خلقه ) من عقب الماضي خلفا ، إماما ونورا هاديا ، وبرهانا مبينا نيرا ، داعيا عن داع ، وهاديا بعد هاد ، وخزنة وحفظة ، لا يغيض بكم غوره ، ولا تنقطع عنكم مواده ، ولا يسلب منكم أريجه ، سببا موصولا من الله إليكم ، ورحمة منه علينا ، يرشدنا إليه ويقربنا منه ، ويزلفنا لديه ، وجعل صلواتنا عليكم وذكرنا لكم ، وما خصنا به من ولايتكم ، وعرفناه من فضلكم ، طيبا لخلقنا ، وطهارة لأنفسنا ، وتزكية لنا ، وكفارة لذنوبنا ، إذ كنا عنده بكم مؤمنين مسومين ، وبفضلكم معروفين ، وبتصديقنا إياكم مشكورين ، وبطاعتنا لكم مشهورين ، فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين ، وأفضل شرف المشرفين ، وأعلى منازل المقربين ، وأرفع درجات المرسلين ، حيث لا يلحقه لا حق ، ولا يفوقه فائق ، ولا يسبقه سابق ، ولا يطمع في إدراكه طامع ، حتى لا يبقى ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا صديق ولا شهيد ، ولا عالم ولا جاهل ، ولا دني ولا فاضل ، ولا مؤمن صالح ، ولا فاجر طالح ، ولا جبار عنيد ، ولا شيطان مريد ، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد ، إلا عرفهم جلالة أمركم ، وعظم خطركم ، وكبر شأنكم ، وتمام نوركم ، وصدق مقالكم ، وثبات مقامكم ، وشرف محلكم ، ومنزلتكم عنده ، وكرامتكم عليه ، وخاصتكم لديه ، وقرب منزلتكم منه ، بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي وأسرتي ، يا سادتي وأئمتي ، أشهد الله وأشهدكم ، أني مؤمن بكم وبما آمنتم به ، كافر بعدوكم وبما كفرتم به ، مستبصر بشأنكم ، عارف بضلالة من خالفكم ، موال لكم ولأوليائكم مبغض لأعدائكم ومعاد لهم ، سلم لمن سالمكم ، حرب لمن حاربكم ، محقق لما حققتم ، مبطل لما أبطلتم ، مطيع لكم ، عارف بحقكم ، مقر بفضلكم ، محتمل لعلمكم ، مقتد بكم ، محتجب بذمتكم ، معترف بكم ، مؤمن بإيابكم ، مصدق برجعتكم ، منتظر لأمركم ، مرتقب لدولتكم ، آخذ بقولكم ، عامل بأمركم ، مستجير بكم ، زائر لكم ، عائذ لائذ بقبوركم ، مستشفع إلى الله عز وجل بكم ، ومتقرب إليه بمحبتكم ، ومقدمكم أمام طلبتي ومسألتي وحوائجي وإرادتي ، ومتوسل بكم إليه ، ومقدمكم بين يدي في كل أحوالي وأموري ، مؤمن بسركم وعلانيتكم ، وشاهدكم وغائبكم ، وأولكم وآخركم ، ومفوض في ذلك كله إلى الله عز وجل ثم إليكم ، ومسلم فيه معكم ، وقلبي لكم سلم ، ورأيي لكم تبع ، ونصرتي لكم معدة ، حتى يحيى الله دينه بكم ، ويردكم في أيامه ، ويظهركم لعدله ، ويمكنكم في أرضه ، فمعكم معكم إن شاء الله لا مع غيركم ، آمنت بكم وتواليت آخركم بما تواليت به أولكم ، وبرئت إلى الله عز وجل من أعدائكم ، ومن الجبت والطاغوت وأوليائهم ، والشياطين وحزبهم والظالمين لكم ، والجاحدين لحقكم ، والمارقين من دينكم وولايتكم ، والغاصبين لإرثكم ، والشاكين فيكم ، المنحرفين عنكم ، ومن كل وليجة دونكم ، وكل مطاع سواكم ، ومن الأئمة الذين يدعون إلى النار ، فثبتني الله أبدا ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم ، ووفقني لطاعتكم ، ورزقني شفاعتكم ، وجعلني من خيار مواليكم والتابعين ( إلى ما ) دعوتم إليه ، وجعلني ممن يقتض آثاركم ، ويسلك سبيلكم ، ويهتدي بهديكم ، ويحشر في زمرتكم ، ويكر في رجعتكم ، ويملك في دولتكم ، ويشرف في عاقبتكم ، و يمكن في ولايتكم ، ويتمكن في أيامكم ، وتقر عينه غدا برؤيتكم ، بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي وأسرتي ، من أراد الله بدأ بكم ، ومن وحده قبل عنكم ، ومن قصده توجه بكم ، موالي لا أحصي ثناءكم ، ولا أبلغ من المدح كنهكم ، ولا من الوصف قدركم ، لأنكم نور الأنوار ، وخيرة الأخيار ، وهداة الأبرار ، وحجج الجبار ، بكم فتح الله ، وبكم ختم الله وبكم ينزل الغيث والرحمة ، وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، وبكم ينفس الهم ويكشف الضر ، وعندكم ما نزلت به رسله وهبطت به ملائكته ، وإلى جدكم بعث الروح الأمين - وإن كان الزيارة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقل : . وإلى أخيك بعث الروح الأمين - وبمفتاح منطقكم نطق كل لسان ، وبكم يسبح القدوس السبوح ، وبتسبيحكم جرت الألسن بالتسبيح ، والله بمنه أتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ، تطأطأ كل شرف لشرفكم ، ونجع كل متكبر لطاعتكم ، وخضع كل جبار لفضلكم ، وذل كل شئ لكم ، وأشرقت الأرض بنوركم ، وفاز الفائزون بولايتكم ، بكم يسلك إلى الرضوان ، وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمان ، بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ، ذكركم في الذاكرين ، وأسماؤكم في الأسماء ، وأجسادكم في الأجساد ، وأرواحكم في الأرواح ، وأنفسكم في الأنفس ، وآثاركم في الآثار ، وقبوركم في القبور ، فما أحلى أسماءكم ، وأكرم أنفسكم ، وأعظم شأنكم ، وأجل خطركم ، وأوفى عهدكم ، وأصدق وعدكم ، كلامكم نور ، وأمركم رشد ، ووصيتكم التقوى ، وفعلكم الخير ، وعادتكم الاحسان ، وسجيتكم الكرم ، وشأنكم الحق ، وكلامكم الصدق ، وطبعكم الرفق ، وقولكم حكم وحتم ، ورأيكم علم وحلم وكرم ، وأمركم عزم وحزم ، إن ذكر الخير كنتم أوله وأخره ، وأصله وفرعه ، ومعدنه ومأواه ، وإليكم منتهاه ، بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ، كيف أصف حسن ثنائكم ، وأحصي جميل بلائكم ، بكم أخرجنا الله من الذل ، وأطلق عنا رهائن الغل ، وفرج عنا غمرات الكروب وأنقذنا من شفا جرف الهلكات ، ومن عذاب النار ، بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ، بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا ، وأصلح ما كان فسد من دنيانا ، وبموالاتكم تمت الكلمة وعظمت النعمة ، وكلمت المنة ، وائتلفت الفرقة ، وبموالاتكم تقبل الاعمال ، ولكن الطاعة المفترضة ، والمودة الواجبة ، والدرجات الرفيعة والمكان المحمود ، والمقام المعلوم عند الله عز وجل ، والجاه العظيم ، والشأن الكبير ، والشفاعة المقبولة ، ربنا امنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا . ثم انكب على الضريح فقبله ، وقل : يا ولي الله ، ان بيني وبين الله عز وجل ذنوبا كثيرة ، لا يأتي عليها إلا رضى الله ورضاكم ، فبحق من ائتمنكم على سره ، واسترعاكم أمر خلقه ، وقرن طاعتكم بطاعته ، وموالاتكم بموالاته ، لما استوهبتم ذنوبي ، وكنتم شفعائي إلى الله تعالى ، فإني لكم مطيع ، من أطاعكم فقد أطاع الله ، ومن عصاكم فقد عصى الله ، ومن أحبكم فقد أحب الله ، ومن أبغضكم فقد أبغض الله . ثم ارفع يديك إلى السماء وقل : اللهم إني لو وجدت وسيلة أقرب إليك ، من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار ( عليه وعليهم السلام ) ، لجعلتهم شفعائي إليك اللهم فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك ، أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم ، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم ، إنك أنت أرحم الراحمين


الثالث والستون : الكافي الكليني - (ج 1 / ص 654)
19 - الحسين بن محمد الاشعري، عن معلى بن محمد، عن منصور بن العباس، عن علي بن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله بات آل محمد عليهم السلام بأطول ليلة حتى ظنوا أن لا سماء تظلهم ولا أرض تقلهم لان رسول الله صلى الله عليه وآله وتر الاقربين والابعدين في الله، فبينا هم كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه ويسمعون كلامه، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إن في الله عزاء من كل للمصيبة ونجاة من كل هلكة ودركا لما فات " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " إن الله اختاركم وفضلكم وطهركم وجعلكم أهل بيت نبيه واستودعكم علمه وأورثكم كتابه وجعلكم تابوت علمه وعصا، عزه وضرب لكم مثلا من نوره وعصمكم من الزلل وآمنكم من الفتن، فتعزوا بعزاء الله، فإن الله لم ينزع منكم رحمته ولن يزيل عنكم نعمته، فأنتم أهل الله عزوجل الذين بهم تمت النعمة واجتمعت الفرقة وائتلفت الكلمة وأنتم أولياؤه، فمن تولاكم فاز ومن ظلم حقكم زهق، مودتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين، ثم الله على نصركم إذا يشاء قدير، فاصبروا لعواقب الامور، فإنها إلى الله تصير قد قبلكم الله من نبيه وديعة واستودعكم أولياء ه المؤمنين في الارض فمن أدى أمانته أتاه الله صدقه، فأنتم الامانة المستودعة ولكم المودة الواجبة والطاعة المفروضة وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وقد أكمل لكم الدين وبين لكم سبيل المخرج، فلم يترك لجاهل حجة، فمن جهل أو تجاهل أو أنكر أو نسي أو تناسى فعلى الله حسابه والله من وراء حوائجكم، وأستودعكم الله والسلام عليكم.
فسألت أبا جعفر عليه السلام ممن أتاهم التعزية، فقال: من الله تبارك وتعالى.

لرابع والستون : بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 99 / ص 127)
ن: الدقاق والسناني والوراق والمكتب جميعا عن الاسدي، عن البرمكي عن النخعي قال: قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم: علمني يا ابن رسول الله قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم فقال: إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين وأنت على غسل، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل: الله أكبر الله أكبر ثلاثين مرة، ثم امش قليلا وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك، ثم قف وكبر الله عزوجل ثلاثين مرة، ثم ادن من القبر وكبر الله أربعين مرة تمام مائة تكبيرة ثم قل: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة، وخزان العلم، ومنتهى الحلم، واصول الكرم وقادة الامم، وأولياء النعم، وعناصر الابرار، ودعائم الاخيار، وساسة العباد، وأركان البلاد، وأبواب الايمان، وامناء الرحمن، وسلالة النبيين، وصفوة المرسلين، وعترة خيرة رب العالمين، ورحمة الله وبركاته. السلام على أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، وأعلام التقى، وذوي النهى واولي الحجى، وكهف الورى، وورثة الانبياء، والمثل الاعلى، والدعوة الحسنى وحجج الله على أهل الدنيا والاخرة والاولى، ورحمة الله وبركاته، السلام على محال معرفة الله، ومساكن بركة الله، ومعادن حكمة الله، وحفظة سر الله، و حملة كتاب الله، وأوصياء نبي الله، وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله، ورحمة الله وبركاته. السلام على الدعاة إلى الله، والادلاء على مرضاة الله، والمستوفرين في أمر الله، والتامين في محبة الله، والمخلصين في توحيد الله،
والمظهرين لامر الله ونهيه، وعباده المكرمين، الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، و رحمة الله وبركاته. السلام على الائمة الدعاة، والقادة الهداة، والسادة الولاة، والذادة الحماة، وأهل الذكر، واولي الامر، وبقية الله وخيرته، وحزبه وعيبة علمه وحجته وصراطه، ونوره وبرهانه ورحمة الله وبركاته. أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، كما شهد الله لنفسه، وشهدت له ملائكته، واولو العلم من خلقه، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، وأشهد أن محمدا عبده المنتجب، ورسوله المرتضى، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. وأشهد أنكم الائمة الراشدون المهديون، المعصومون المكرمون المقربون المتقون، الصادقون المصطفون، المطيعون لله، القوامون بأمره، العاملون بإرادته، الفائزون بكرامته، إصطفاكم بعلمه، وارتضاكم لغيبه، واختاركم لسره، واجتباكم بقدرته، وأعزكم بهداه، وخصكم ببرهانه، وانتجبكم لنوره، وأيدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في أرضه، وحججا على بريته، وأنصارا لدينه، وحفظة لسره،وخزنة لعلمه، ومستودعا لحكمته، وتراجمة لوحيه، وأركانا لتوحيده، وشهداء على خلقه، وأعلاما لعباده، ومنارا في بلاده وأدلاء على صراطه، عصمكم الله من الزلل، وآمنكم من الفتن، وطهركم من الدنس، وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا. فعظمتم جلاله، وأكبرتم شأنه، ومجدتم كرمه، وأدمتم ذكره، ووكدتم ميثاقه، وأحكمتم عقد طاعته، ونصحتم له في السر والعلانية، ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبذلتم أنفسكم في مرضاته، وصبرتم على ما أصابكم في جنبه، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، و نهيتم عن المنكر، وجاهدتم في الله حق جهاده، حتى أعلنتم دعوته، وبينتم فرائضه وأقمتم حدوده، ونشرتم (1) شرايع أحكامه، وسننتم سنته، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا، وسلمتم له القضاء، وصدقتم من رسله من مضى. فالراغب عنكم مارق، واللازم لكم لاحق، والمقصر في حقكم زاهق والحق معكم وفيكم ومنكم وإليكم وأنتم أهله ومعدنه، وميراث النبوة عندكم وإياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم، وفصل الخطاب عندكم، وآيات الله لديكم، وعزائمه فيكم، ونوره وبرهانه عندكم، وأمره إليكم. من والاكم فقد والى الله، ومن عاداكم فقد عادى الله، ومن أحبكم فقد أحب الله، ومن أبغضكم فقد أبغض الله، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله، أنتم السبيل الاعظم، والصراط الاقوم، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، و الرحمة الموصولة، والاية المخزونة، والامانة المحفوظة، والباب المبتلى به الناس. من أتاكم [فقد] نجى، ومن لم يأتكم [فقد] هلك * إلى الله تدعون، وعليه تدلون وبه تؤمنون، وله تسلمون، وبأمره تعملون، وإلى سبيله ترشدون، وبقوله تحكمون،سعد [والله] من والاكم، وهلك من عاداكم، وخاب من جحدكم، وضل من فارقكم، وفاز منتمسك بكم، وأمن من لجأ إليكم، وسلم من صدقكم وهدي من اعتصم بكم، من اتبعكم فالجنةمأواه، ومن خالفكم فالنار مثواه، ومن جحدكم كافر، ومن حاربكم مشرك، ومن رد عليكم في أسفل درك من الجحيم. أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى، وجار لكم فيما بقي، وأن أرواحكم ونوركم وطينتكم واحدة، طابت وطهرت بعضها من بعض، خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين، حتى من علينا بكم، فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وجعل صلواتنا (1) عليكم، وما خصنا به من ولايتكم، طيبا لخلقنا وطهارة لانفسنا، وتزكية لنا، وكفارة لذنوبنا، فكنا عنده مسلمين (2) بفضلكم، ومعروفين بتصديقنا إياكم. فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين، وأعلى منازل المقربين، وأرفع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لاحق، ولا يفوقه فايق، ولا يسبقه سابق، ولا يطمع في إدراكه طامع، حتى لا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا صديق ولا شهيد ولا عالم، ولا جاهل، ولا دني ولا فاضل، ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح، ولا جبار عنيد، ولا شيطان مريد، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد إلا عرفهم جلالة أمركم، وعظم خطركم، وكبر شأنكم، وتمام نوركم، و صدق مقاعدكم، وثبات مقامكم، وشرف محلكم، ومنزلتكم عنده، وكرامتكم عليه، وخاصتكم لديه، وقرب منزلتكم منه. بأبي أنتم وامي وأهلي ومالي واسرتي، اشهد الله واشهدكم أني مؤمن بكم وبما آمنتم به، كافر بعدوكم وبما كفرتم به، مستبصر بشأنكم،
وبضلالة .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق