السحرة والعرافون ودورهم في نشر المسيحية الأولى . فيلبس وسيمون نموذجا .
جاء عيسى عليه السلام بسرعة إلى هذه الدنيا وغادرها بسرعة ، بعد أن تحمل من اليهود والرومانيين الأذى الكبير . لم يستطع عيسى أن يُبلغ رسالة ربه ولكنه استطاع أن يُلقي الحجة على الناس ، ويرحل من دون أن يؤمن به أحد . حيث ان هناك نصا إنجيليا مكتوبا يفيد بأنه كان يصلي وحيدا وبعيدا عن أعين الناس في الصحراء أو في جوف البساتين وهذا النص يخبرنا بأن اقرب الناس إليه لم يؤمن به أهل بيته : ((لان اخوته ايضا لم يكونوا يؤمنون به.)) إنجيل يوحنا الإصحاح 7 : 5.
لم يترك إنجيلا مكتوبا , ولا سنة مدونة . تلاميذه من بعده حوارييه اختفوا تركوه وهربوا في احلك الظروف التي تمر بالسيد المسيح ، أسلموه لاعداءه .ولم يظهروا إلا قبل وفاتهم بقليل . ولكن عناية الله بعبده المسيح تدخلت في اللحظات الأخيرة فرفعهُ إليه من زاوية البيت قبل أن يقتحموه . وبنص الإنجيل يقول بأنه ارتفع قبل أن يلقوا الأيادي عليه ففي سفر اعمال الرسل يذكر كاتب النصب كل المراحل التي عمل بها السيد المسيح إلى اليوم الذي رفعه الله إليه ، ولم يذكر كاتب النص شيئا عن الصلب شيئا : ((الكلام الاول انشاته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدا يسوع يفعله ويعلم به 2 الى اليوم الذي ارتفع فيه بعدما اوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم. ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون.واخذته سحابة عن اعينهم)) سفر أعمال الرسل الإصحاح 1 : 1ـ5
بولص شاول اليهودي الذي تعهد بأن يقضي على المسيحية هو الذي تصدى للدين الجديد ونشره بأساليبه الخبيثة الماكرة . ولكنه لم يستطع أن يقضي على المسيحية شكلا . ولكنه استطاع أن يقضي عليها مضمونا ، فترك لنا خليطا عجيبا من عقائد وثنية ويهودية اختلط فيها السحر بالكهانة والدجل بالشعوذة ، حيث استعان بولص هذا بالكثير من السحرة والعرافين والمنجمين في تبليغ رسالة السيد المسيح حيث زعم هذا المارد أنه التقى السيد المسيح في البرية بعد موته بسنين طويلة ، وأن السيد المسيح أوعز إليه بأن ينشر رسالته .
هل تعلم ما هي قصة ((فيلبس؟)) معتمد بولص في تبليغ رسالة السيد المسيح ؟
فليبس الذي ورد ذكره في سفر اعمال الرسل الإصحاح 21: 8 كان معروفا عنهُ أنه من بيت السحر والكهانة والعرافة . فقد كان من الذين يتنبأون ، وكانت بنات فيلبس الأربعة من المتنبأت كما يذكر ذلك سفر أعمال الرسل الإصحاح 21 : 9 . وقد اتبعت البنات خطوات أبيهن في التبشير في الديانة المسيحية فأختلطت الكهانة والعرافة بما يقوم به فيلبس من التبشير بالدين الجديد وقد تبنى بولص فيلبس واعتمد عليه كثيرا في نشر المسيحية الجديدة التي بدأت تحلّ مكان الدين الذي جاء به السيد المسيح . وقد ظهر فيلبس في الكتاب المقدس بُعيد يوم الخمسين سنة 33 ب .م . في القرن الأول . وهو وإن لم يكن رسولا إلا أنهُ استخدم بفعالية كبيرة من قبل بولص في نشر المسيحية حتى لُقب بالمبشّر كما في سفر الاعمال 21: 8.
وقد قام بولص بتزكية فيلبس وقال عنه : ((فرجال كهولاء لا يُعينون بعجلة ويجب أن تكون لهم شهادة حسنة من الذين في الخارج)) انظر تيموثاوس الأولى الاصحاح 5 : 22. ولذلك عينه بولص أولا في أورشليم ولكنهُ هرب بعد افتضاح امره ولجأ إلى السامرة كما في أعمال الرسل الاصحاح 8 : 1ـ5 .
ولم يكتف فيلبس أن يكون الساحر الوحيد الذي يُبشر بالمسيحية على طريقته ، بل عمد وبمهارة فائقة إلى كسب ساحر آخر إلى الدين الجديد ويرسلهُ مبلغا أيضا . ذلك هو الساحر سيمون( 1) الوارد ذكره في سفر أعمال الرسل الاصحاح 8 : 6 ـ 13 .
ثم وفجأة يطير فيلبس بطريقة سحرية على طريقته ليرى نفسه في مدينة اشدود كما يقول الكتاب المقدس ـ طبعا هذا النص دسه الساحر نفسه فيلبس ـ يقول النص : ((خُطف روح الرب فيلبس . فوجد نفسه في اشدود)) سفر أعمال الرسل الإصحاح 8 : 39ـ 40. ثم هرب أيضا من اشدود واتجه إلى قيصرية ثم إلى لدة ثم إلى يافا .... الخ . مبشرا بالدين الجديد . طبعا هذه المناطق لم يزرها السيد المسيح ولكنهم سمعوا عنه وخصوصا طريقة رفعه إلى السماء الإعجازية .
وبعد سنين جمع لوقا تلميذ بولص العتيد جمع كل أعمال فيلبس الساحر وضمها إلى سفر أعمال الرسل على أنها وحي من الله . وأفرد لهُ اصحاحا راجع الإصحاح 21 الفقرة : 8 و 9 . ولم ينس بولص رفيقه فيلبس بل كان يتعهد عائلته بالزيارة والرعاية .
وإكراما لهذا المبشر الساحر العرّاف العظيم تأسست شركة ((فيلبس)) بإسمه فيما بعد تخليدا لذكراه .
http://img105.herosh.com/2011/05/11/59974247.jpg
http://img104.herosh.com/2011/05/12/507709777.jpgالهامش
ـــــــــــــــــــــــــ
1 - سفر أعمال الرسل الإصحاح 8: 9: وكان قبلا في المدينة رجل اسمه سيمون يستعمل السحر ويدهش شعب السامرة قائلا انه شيء عظيم. 10 وكان الجميع يتبعونه من الصغير الى الكبير قائلين هذا هو قوة الله العظيمة. 11 وكانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا زمانا طويلا بسحره.
وسيمون هذا هو الذي طرده الرسول بطرس عندما حاول تقديم الرشوة له مقابل أن يمنحه البركة لكي يستخدمها في السحر كما يقول النص ذلك : ((ولما راى سيمون انه بوضع ايدي الرسل يعطى الروح القدس قدم لهما دراهم 19 قائلا اعطياني انا ايضا هذا السلطان حتى اي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس. 20 فقال له بطرس لتكن فضتك معك للهلاك لانك ظننت ان تقتني موهبة الله بدراهم. 21 ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الامر.لان قلبك ليس مستقيما امام الله. 22 فتب من شرك هذا واطلب الى الله عسى ان يغفر لك فكر قلبك. 23 لاني اراك في مرارة المر ورباط الظلم))
جاء عيسى عليه السلام بسرعة إلى هذه الدنيا وغادرها بسرعة ، بعد أن تحمل من اليهود والرومانيين الأذى الكبير . لم يستطع عيسى أن يُبلغ رسالة ربه ولكنه استطاع أن يُلقي الحجة على الناس ، ويرحل من دون أن يؤمن به أحد . حيث ان هناك نصا إنجيليا مكتوبا يفيد بأنه كان يصلي وحيدا وبعيدا عن أعين الناس في الصحراء أو في جوف البساتين وهذا النص يخبرنا بأن اقرب الناس إليه لم يؤمن به أهل بيته : ((لان اخوته ايضا لم يكونوا يؤمنون به.)) إنجيل يوحنا الإصحاح 7 : 5.
لم يترك إنجيلا مكتوبا , ولا سنة مدونة . تلاميذه من بعده حوارييه اختفوا تركوه وهربوا في احلك الظروف التي تمر بالسيد المسيح ، أسلموه لاعداءه .ولم يظهروا إلا قبل وفاتهم بقليل . ولكن عناية الله بعبده المسيح تدخلت في اللحظات الأخيرة فرفعهُ إليه من زاوية البيت قبل أن يقتحموه . وبنص الإنجيل يقول بأنه ارتفع قبل أن يلقوا الأيادي عليه ففي سفر اعمال الرسل يذكر كاتب النصب كل المراحل التي عمل بها السيد المسيح إلى اليوم الذي رفعه الله إليه ، ولم يذكر كاتب النص شيئا عن الصلب شيئا : ((الكلام الاول انشاته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتدا يسوع يفعله ويعلم به 2 الى اليوم الذي ارتفع فيه بعدما اوصى بالروح القدس الرسل الذين اختارهم. ولما قال هذا ارتفع وهم ينظرون.واخذته سحابة عن اعينهم)) سفر أعمال الرسل الإصحاح 1 : 1ـ5
بولص شاول اليهودي الذي تعهد بأن يقضي على المسيحية هو الذي تصدى للدين الجديد ونشره بأساليبه الخبيثة الماكرة . ولكنه لم يستطع أن يقضي على المسيحية شكلا . ولكنه استطاع أن يقضي عليها مضمونا ، فترك لنا خليطا عجيبا من عقائد وثنية ويهودية اختلط فيها السحر بالكهانة والدجل بالشعوذة ، حيث استعان بولص هذا بالكثير من السحرة والعرافين والمنجمين في تبليغ رسالة السيد المسيح حيث زعم هذا المارد أنه التقى السيد المسيح في البرية بعد موته بسنين طويلة ، وأن السيد المسيح أوعز إليه بأن ينشر رسالته .
هل تعلم ما هي قصة ((فيلبس؟)) معتمد بولص في تبليغ رسالة السيد المسيح ؟
فليبس الذي ورد ذكره في سفر اعمال الرسل الإصحاح 21: 8 كان معروفا عنهُ أنه من بيت السحر والكهانة والعرافة . فقد كان من الذين يتنبأون ، وكانت بنات فيلبس الأربعة من المتنبأت كما يذكر ذلك سفر أعمال الرسل الإصحاح 21 : 9 . وقد اتبعت البنات خطوات أبيهن في التبشير في الديانة المسيحية فأختلطت الكهانة والعرافة بما يقوم به فيلبس من التبشير بالدين الجديد وقد تبنى بولص فيلبس واعتمد عليه كثيرا في نشر المسيحية الجديدة التي بدأت تحلّ مكان الدين الذي جاء به السيد المسيح . وقد ظهر فيلبس في الكتاب المقدس بُعيد يوم الخمسين سنة 33 ب .م . في القرن الأول . وهو وإن لم يكن رسولا إلا أنهُ استخدم بفعالية كبيرة من قبل بولص في نشر المسيحية حتى لُقب بالمبشّر كما في سفر الاعمال 21: 8.
وقد قام بولص بتزكية فيلبس وقال عنه : ((فرجال كهولاء لا يُعينون بعجلة ويجب أن تكون لهم شهادة حسنة من الذين في الخارج)) انظر تيموثاوس الأولى الاصحاح 5 : 22. ولذلك عينه بولص أولا في أورشليم ولكنهُ هرب بعد افتضاح امره ولجأ إلى السامرة كما في أعمال الرسل الاصحاح 8 : 1ـ5 .
ولم يكتف فيلبس أن يكون الساحر الوحيد الذي يُبشر بالمسيحية على طريقته ، بل عمد وبمهارة فائقة إلى كسب ساحر آخر إلى الدين الجديد ويرسلهُ مبلغا أيضا . ذلك هو الساحر سيمون( 1) الوارد ذكره في سفر أعمال الرسل الاصحاح 8 : 6 ـ 13 .
ثم وفجأة يطير فيلبس بطريقة سحرية على طريقته ليرى نفسه في مدينة اشدود كما يقول الكتاب المقدس ـ طبعا هذا النص دسه الساحر نفسه فيلبس ـ يقول النص : ((خُطف روح الرب فيلبس . فوجد نفسه في اشدود)) سفر أعمال الرسل الإصحاح 8 : 39ـ 40. ثم هرب أيضا من اشدود واتجه إلى قيصرية ثم إلى لدة ثم إلى يافا .... الخ . مبشرا بالدين الجديد . طبعا هذه المناطق لم يزرها السيد المسيح ولكنهم سمعوا عنه وخصوصا طريقة رفعه إلى السماء الإعجازية .
وبعد سنين جمع لوقا تلميذ بولص العتيد جمع كل أعمال فيلبس الساحر وضمها إلى سفر أعمال الرسل على أنها وحي من الله . وأفرد لهُ اصحاحا راجع الإصحاح 21 الفقرة : 8 و 9 . ولم ينس بولص رفيقه فيلبس بل كان يتعهد عائلته بالزيارة والرعاية .
وإكراما لهذا المبشر الساحر العرّاف العظيم تأسست شركة ((فيلبس)) بإسمه فيما بعد تخليدا لذكراه .
http://img105.herosh.com/2011/05/11/59974247.jpg
http://img104.herosh.com/2011/05/12/507709777.jpgالهامش
ـــــــــــــــــــــــــ
1 - سفر أعمال الرسل الإصحاح 8: 9: وكان قبلا في المدينة رجل اسمه سيمون يستعمل السحر ويدهش شعب السامرة قائلا انه شيء عظيم. 10 وكان الجميع يتبعونه من الصغير الى الكبير قائلين هذا هو قوة الله العظيمة. 11 وكانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا زمانا طويلا بسحره.
وسيمون هذا هو الذي طرده الرسول بطرس عندما حاول تقديم الرشوة له مقابل أن يمنحه البركة لكي يستخدمها في السحر كما يقول النص ذلك : ((ولما راى سيمون انه بوضع ايدي الرسل يعطى الروح القدس قدم لهما دراهم 19 قائلا اعطياني انا ايضا هذا السلطان حتى اي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس. 20 فقال له بطرس لتكن فضتك معك للهلاك لانك ظننت ان تقتني موهبة الله بدراهم. 21 ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الامر.لان قلبك ليس مستقيما امام الله. 22 فتب من شرك هذا واطلب الى الله عسى ان يغفر لك فكر قلبك. 23 لاني اراك في مرارة المر ورباط الظلم))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق