الخلافة والإمامة في الديانة المسيحية .
أسطورة صخرة بطرس ونقض خلافة البابا . 

الحلقة الأولى :
قبل البدء في كتابة هذا الموضوع بحثت كثيرا لعلي أجد من كتب عنه ولكني لم أجد أحد ناقش هذه المسألة الحساسة والخطيرة جدا وهي مسألة خلافة البابا للأرض وتسلطه على كرسي الزعامة الدينية للعالم المسيحي برمته.
هذه الخلافة التي تعطي للبابا الحق أن يتصرف في أموال وأرواح العباد .
فباشارة منه يتدفق الملايين يمتطون شهوة القتل يكتسحون في طريقهم كل شيء وحتى قرننا هذا نرى البابا هو الذي يقف وراء كل الحروب الكونية ، إن لم تكن بمباركة منه كما سترى في الصور والوثائق المرفقة .
لا خلاف لدى أهل العقل بأن كل فكر اصلاحي أوديانة يوجد من يتربص بها ليقطف ثمارها. فبعد أن يرسي المخلصون قواعد هذا الدين أو الفكر ، يأتي الطابور الخفي ليتسلط على زمام الأمور فيحرف مسيرة هذا الدين ويفرض على الناس دين آخر.
رؤوس الطابور الخفي تستطيع أن تعرفهم من خلال وجودهم وانتمائهم لهذا الدين أو الفكر ، وذلك أنك تراهم دائما في الصفوف الخلفية أو على التل، وإذا اجبرتهم الضروف على أن يكونوا في الامام في اي صدام ، فإنك تراهم يتحاشون الاصطدام المباشر مع الجبهة الأخرى ولذلك فإنك لو دققت في سجل أفراد هذا الطابور لما وجدت قتيلا أو جريحا وقع بسيوفهم ولرأيتهم في أغلب المعارك يفرون لا يلوون على شيء كما يقول عنهم القرآن ((إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم )) . سورة آل عمران آية : 153.
فبينما نرى المخلصون من أسباط موسى يلتفون حوله ويضحون من أجله ، نرى أن السامري كان حاظرا كطابور خفي هو واتباعه ينتهز فرصة غياب موسى ليخدع الناس بالتراغيب والترهيب ويصنع لهم عجلا ويستخف عقولهم ويحرف رسالة موسى بشكل مريع ويُبعد الإمام والخليفة الحق هارون اخو موسى ومن معه من الاسباط.
وبينما نرى أن الحواريين التفوا حول عيسى ورسالته وعاشوا معه احلك ضروف الرسالة ، نرى أن شاول بولص كان طابورا خفيا هو والسحرة من أتباعه أمثال سيمون وأبلوس وغيرهم، ليتسلط على الجماعة المسيحية بشكل غريب مريب بحيث أنه يأتيهم بإنجيلا خامسا فيقبلونه ويصبح بين ليلة وضحاها منظّر المسيحية بلا منازع والمؤسس الحقيقي للمسيحية .
وبينما نرى أن الفئة القليلة المخلصة من أتباع محمد ثبتت معه ولم تول الأدبار وتضحي بالغالي و النفسي من أجل محمد ورسالته. نرى أتباع الطابور الخفي يولون الأدبار عند أول سهم ينطلق نحو جيش المسلمين ، تم ينزو أتباع هذا الطابور على سلطان محمد كما يصفونه ومحمد ص بعده لم يدفن ثم يكون مصير الرسالة على أيديهم بيد أغيلمة من قريش أبو سفيان ومعاوية ومن لف لفه.
هذه الحقيقة ماثلة أمام أعين اهل العقل ولازالت إلى يوم الناس هذا تفعل فعلها فتصادر كفاح الشعوب وصراعهم مع الطواغيت وتقطف ثمار دماء آلاف الشهداء الذين يقعون من أجل الحرية والكرامة .
انطلاقا من هذا المبدأ وعلى مر التاريخ لم تستغفل أي أمة من الأمم كما أستُغفلت الأمة المسيحية من قبل من تسلط على رأسها وتحكم في مقدراتها الدينية والدنيوية والأخروية. وذلك من خلال كذبة (نيابة الله في الأرض) التي تمنح حاملها صلاحيات مطلقة يتحكم فيها بالأموال والأرواح والاقتصاد ، لا بل يتعدى سلطانه الدنيا إلى الآخرة فيبيع صكوك الجنة ، ويغفر للناس ذنوبهم في خدعة متهتكة اسمها ((الاعتراف)) وهو أن المسيحي يرتكب الموبقات والجرائم العظمى طيلة حياته ثم يأت إلى القس فيعترف له بكل تلك الجرائم وبذلك تسقط تلك الذنوب ويعود كيوم ولدته امه . والقس يستمد سلطانه من كبيره البابا الذي عندما يعينه يضع يده على كتفه ويمنحه بركة غفران الذنوب نيابة عنه في الكنيسة التي يُعين فيها .
فمتى وكيف أصبح البابا نائب الله في الأرض ؟ وهل نجد لذلك مصاديق في الكتاب المقدس أو في أقوال كبار رجال الدين المسيحي . أو حتى ولو اشارة من بطرس نفسه الذي نُسبت إليه هذه الفرية ؟